Jul 16, 2020 6:17 AM
صحف

الراعي يضع دعوة الحياد في بعبدا... وزيارة مرتقبة للسفير الإيراني إلى الديمان

في بعبدا، مسحت تصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ما سبقها من رهانات على دور لبكركي، يدخلها طرفاً في الصراعات الداخلية..

غلب على كلام البطريرك، وهو يتحدث بعد لقاء الرئيس ميشال عون عند الخامسة من بعد ظهر أمس، معتبراً ان دعوته "للحياد والتحييد" تتفق مع مشروع رئيس الجمهورية لجعل لبنان مركزاً لاكاديمية "التلاقي والحوار" وهذا لا يصح إذا كان "لبنان غير حيادي"..

وتساءل: "ما معنى الحياد؟ هو لا يعني ان اتنحى جانبا ولا اتعاطى بأي امر. بل المقصود الحياد الإيجابي المفيد والناشط، حيث ان لبنان اذا ما تمتع بنظام حيادي يشبه سويسرا والنمسا وفنلندا والسويد، فهو يلتزم بالقضايا العامة للعالم العربي من دون الدخول في شؤون الصراعات السياسية والعسكرية او في احلاف، لكنه يكون المدافع الأول والمعزز للعدالة والسلام والتفاهم في القضايا العربية والدولية. بالإضافة طبعا اننا نستثني دائما إسرائيل التي بيننا وبينها عداوة. ولبنان يحمل القضية الفلسطينية بكاملها لأنها قضية حقوق للفلسطينيين..

وحول دعوته إلى فك الحصار عن الشرعية والتوجه إلى الأمم المتحدة، أكّد الراعي انه لا يسعى لاحراج رئيس الجمهورية..

وقال: انا اقصد اذا سيادة القرار الحر وشرعية الدولة، حيث لا يفتح كل احد شرعيته على حسابه. وهم كثر وانا لا اعني فئة واحدة. وقد ناشدت الدول الصديقة لكي تكون الى جانبنا لكوننا نعيش ازمة اقتصادية كبرى..

ونفى ان يكون قصد حزب الله بعظته الأخيرة: انا اعني الجميع، وكل واحد ع قده.. داعياً ان يكون الولاء للبنان وليس للحزب أو الزعيم..

وادرجت مصادر مطلعة لـ"اللواء" لقاء الرئيس عون مع البطريرك الراعي في اطار عرض وجهة نظر البطريركية المارونية من موضوع الحياد على ان الحوار بين بكركي وقصر بعبدا كان ضروريا لاجراء تقييم شامل في ما خص الموقف من الحياد. وعبر البطريرك وفق المصادر عن تفاهم مع الرئيس عون على وحدة البلد وعدم الحاق اي ضرر بها.

وقالت المصادر لـ"اللواء" إن البطريرك عرض للرئيس عون طرحه في مسألة الحياد وقال ان الفكرة التي طرحها ليست موجهة ضد اي فريق او طرف لبناني وبالتالي لا تستهدف اي فريق انما الهدف منها تحييد لبنان عن الصراعات.

وافادت ان رئيس الجمهورية اكد ان التوافق بين المكونات اللبنانية هو الأساس لأي خيار يتناول الواقع اللبناني واعتبر ان الوفاق الوطني هو الضمانة لأي حل للأزمة اللبنانية.

إلى ذلك، كشفت مصادر سياسية مقربة من الأجواء التي أحاطت بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنّ الراعي أفاض في شرح الظروف الإقليمية والدولية القائمة حالياً والتي تنعكس سلبياً على لبنان لعدّة أسباب.

وأوضح أن من بين هذه الأسباب التي تجعل لبنان عاجزاً عن الحصول على أي مساعدات عربية ودولية الوضع السياسي اللبناني الذي يتحكّم فيه "حزب الله".

وأشار البطريرك في هذا المجال إلى أنّ لبنان صار، بسبب "حزب الله"، محسوباً على المعسكر الإيراني، وهذا أمر لا يصبّ في مصلحته.

وشدّد على أن لبنان ليس في وضع يسمح له بالدخول في مواجهة مع أصدقائه وحلفائه التقليديين الذين اعتادوا مساعدته.

وكشف مسؤول لبناني أن البطريرك الماروني سأل رئيس الجمهورية عن الحلول التي لديه من أجل توفير مساعدات للبنان في ظل المقاطعة العربية له من جهة والموقف الأميركي من حزب الله من جهة أخرى.

وأوضح هذا المسؤول أن الراعي لم يحصل من عون على جواب واضح باستثناء أن على البطريرك التوقف في المرحلة الراهنة عن استفزاز "حزب الله".

الفاتيكان: في الوقت الذي أعلن فيه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ الحياد ليس موجّهًا ضد أحد وأنّ هدفه تحييد لبنان عن الصراعات الدائرة من حوله وأنّ لا خلاف بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على مفهوم الحياد، مشدداً على مبدأ الحياد الايجابي المفيد بعيداً عن الاحلاف، أفادت مصادر بكركي عبر "الأنباء" ان الراعي يزور الفاتيكان الاسبوع المقبل ليضع البابا فرنسيس في تفاصيل مبادرته بهدف تبنيها والعمل على تحقيقها مع الدول صاحبة القرار كي يصبح لبنان مشابها لكل من سويسرا والنمسا والسويد.

وذكرت معلومات خاصة بجريدة "الأنباء الالكترونية" أن موقفاً في هذا الصدد قد يصدر عن الحبر الأعظم.

وشددت مصادر بكركي على أنّ مبادرة الراعي ليست موجهة ضد حزب الله او الثنائي الشيعي او ضد اي فريق لبناني، فحياد لبنان بالنسبة لبكركي اصبح اليوم بمثابة الكي بالنسبة للمريض الذي يعجز الاطباء عن علاجه، كاشفة ان بكركي عندما وجدت ان لبنان قد يخسر هويته الوطنية بين من يطالب بارتباطه بهذا المحور او ذاك وأن الحكومة أعجز من ان تقوم بأية مبادرة على هذا الصعيد لصون سيادته واستقلاله بسبب التخبط الذي تعانيه للخروج من الأزمات المتفاقمة وعدم شروعها في الاصلاح المطلوب، أطلقت هذه المبادرة وقد ناشد الراعي رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور لتحقيقها.

كما قلّلت مصادر بكركي من أهمية قيام جبهة معارضة لهذه المبادرة، معتبرة أنّ مصلحة لبنان العليا يجب أن تكون فوق المصالح الخاصة والفئوية.

السفير الايراني: وفي السياق، تعتبر مصادر المعارضة لـ"نداء الوطن"، أنّ "العهد سيبقى محكوماً بسقف تفاهماته مع "حزب الله" ولن يحيد عنها لا في مسألة الحياد والنأي بلبنان عن صراعات المنطقة، ولا في ملف الاستراتيجية الدفاعية الكفيلة بحصر السلاح بيد الدولة"، مرجحةً في ضوء ذلك "أن تستمر محاولات الالتفاف على مطلب الحياد وتحرير الشرعية عبر عدة أساليب ومبادرات تتخذ شكل ركوب موجة هذا المطلب بهدف تفريغه من جوهره".

وكشفت في هذا الإطار أنّ "السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا يعتزم زيارة الديمان في محاولة للنأي بإيران عن سهام المطالبة بحياد لبنان، في وقت سيغتنم رئيس الحكومة حسان دياب صورة لقائه البطريرك الراعي نهاية الأسبوع بهدف تعويم حكومته على خشبة الحياد، فيما يعلم الجميع أنّ طهران وحكومة دياب هما المعنيان الأساسيان بالدعوة الحيادية لكونهما يتحملان المسؤولية المباشرة عن فرض العزلة العربية والدولية على اللبنانيين".

البخاري: إلى ذلك، علمت "النهار" أنّ "سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري زار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي صباح امس في بكركي، وعقد معه اجتماعاً بعيداً من الإعلام".

يشار الى ان البطريرك الراعي كان قد زار عصر اليوم رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا.

وصرّح عقب اللقاء قائلاً: "لبنان أولاً و"ما بيقيمنا اليوم الا الحياد" ومع الاسف التدخلات الخارجية كثيرة وكذلك دفع الأموال، والحياد يعني وجود دولة قوية وجيش قوي، ولا خلاف مع رئيس الجمهوريّة على هذه المفاهيم".

واوضح البطريرك الراعي أن "الحياد لا يعني ان أجلس جانباً ولا اتعاطى بشيء، وانما الحياد الايجابي المفيد والناشط"، مشيراً إلى أن "لبنان بطبيعته حيادي ومنذ انطلاقته حيادي، وعندما كان حياديًا في الستينيات والخمسينيات كان يُدعى سويسرا الشرق حيث كانت البحبوحة والازدهار وكانت كل البلدان تأتي الينا".

وفسّر البطريرك الراعي أن "الحياد يعني الولاء للبنان وليس لفلان ولا لحزب ولا لدولة فلانية، وكل من زارني شرحت له مفهوم الحياد الذي أقصده".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o