Jul 08, 2020 3:29 PM
اقتصاد

لقاء للهيئات الاقتصادية تضامناً مع نقابة المقاولين
نجار: للعمل على إخراج لبنان من الأزمة وعدم وضع العراقيل

المركزية- نظمت الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير لقاءً اليوم في مقرّ غرفة بيروت وجبل لبنان، تضامناً مع قطاع المقاولات والبناء، بمشاركة وزير الأشغال العامة والنقل ميشال نجار، ورئيس نقابة المقاولين مارون الحلو، وفي حضور النواب ياسين جابر، نزيه نجم، نقولا نحاس، عماد واكيم، رولا الطبش، جوزف اسحاق، أنيس نصار، هنري الحلو، سامي فتفت، الوزيرين السابقين جورج ديب وفريج صابونجيان، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد، رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، ورؤساء الهيئات الاقتصادية، ورؤساء نقابات المهن الحرة، وحشد من نقابة المقاولين والمقاولين والمهندسين والاعلاميين.

شقير: بداية، تحدث شقير فقال "كنا نتمنى أن نعاود نشاطنا في غرفة بيروت وجبل لبنان، بيت الاقتصاد اللبناني، بعد احتواء وباء "كورونا"، بمبادرات محفزة وداعمة للاقتصاد والقطاعات والمؤسسات، لكن شاء القدر أن يكون القطاع الخاص محطّ استهداف، لذلك نحن اليوم هنا في هذا اللقاء الجامع تضامناً مع قطاع المقاولات والبناء الذي يتعرض للظلم والتشهير". أضاف "فعلاً، إنها أيام صعبة وفيها الكثير من المرارة والألم، وأصعب ما فيها ما نراه من تهاوٍ للمؤسسات الواحدة تلوَ الأخرى، وسقوط شركات عريقة جذورها ضاربة بتاريخ لبنان، وتهديد بزوال قطاعات عن بكرة أبيها، وتشريد آلاف العاملين فيها مع عائلاتهم".

وتابع "إنه مشهد مريع، لكن المُروِع أكثر هو الاستهداف الممنهج للقطاع الخاص، فمن المصارف الى التجار وأصحاب السوبرماركت الى الصرافين الى المقاولين العنوان واحد، اتهام، تشهير، تخوين، استدعاءات، وتضليل، ورمي قنابل دخانية لحجب النظر عن العجز في وقف التدهور والفشل في لجم الانهيار المالي والاقتصادي".

وأشار الى ان "الهيئات الاقتصادية كانت سباقة في الدعوة الى أعلى منسوب من التضامن والتعاون بين مختلف الأفرقاء، سلطة قطاع خاص، مهن حرة، مجتمع مدني، لجمع الطاقات في مواجهة أقوى أزمة مالية واقتصادية وجودية، لكن للأسف لم نرَ سوى إدارة الظهر والتفرّد والاستهداف والقفز فوق متطلبات الصمود والنهوض"، لافتاً الى ان "الهيئات الاقتصادية ستبقى تتمسك بالروح وبالمبادرات الايجابية لأنها الطريق الوحيد للإنقاذ، لكنها في الوقت نفسه لن تقبل باستهداف أي قطاع من القطاعات وستكون خط الدفاع الأول عن القطاع الخاص الذي هو محط افتخارنا لإنجازاته الباهرة في الداخل والخارج"، معلناً رفض الهيئات الاقتصادية المطلق لحملة الظلم والتشهير التي يتعرّض لها قطاع المقاولات والبناء عبر استدعاءات جماعية للمقاولين تذكّرنا بحقبة الأنظمة الشمولية.

وقال شقير "مما لا شك فيه، أن ما حصل مع المقاولين يثير الريبة، وإذا كان هناك حقيقةً من مرتكب فنحن لن ندافع عنه ولن نغطيه. لكن الظلم لا يمكن السكوت عنه، ونحن من موقعنا سنكون بالمرصاد للتصدي لهذه المحاولات البائسة، بالتعرض والإساءة للمقاولين الشرفاء وتشويه سمعتهم، وضرب هذا القطاع الرائد والمبدع والمنتج والذي يشكّل 30 في المئة من الناتج الوطني، والانقضاض على العاملين فيه"، مؤكداً التصدي "لهذا التخريب الذي يضرب سمعة القطاع والعمالين فيه لا سيما المهندسين الذين نفتخر بهم وبإنجازاتهم التي تملأ العالم، فهؤلاء اللبنانيون بنوا نصف أفريقيا ونصف الخليج، وأيضاً الآلاف من أهمّ المباني في أوروبا وأميركا وحول العالم".

أضاف: لذلك، نقول لهم بالصوت العالي، كلنا مقاولون.. نعم، كلنا مقاولون وصناعيون وتجار ومصرفيون وأصحاب مؤسسات سياحية وخدماتية، نعم، نحن القطاع الخاص اللبناني الذي يشكّل 88 من مجمل الاقتصاد الوطني، نعلن أمام الرأي العام اللبناني ان لدينا كامل الإرادة والعزيمة للتصدي لكل محاولات تغيير هوية لبنان ونظامه الاقتصادي الحر. 

وقال "لن نقف مكتوفي الأيدي ونتفرج على خراب لبنان.. لبنان الجميل لبنان الحضارة والمنارة والعلم وثقافة الحياة"، مناشداً القوى السياسية "بالله عليكم لبنان الذي يخطف عقولنا وتخفق له قلوبنا مهدّد مهدّد مهدّد، بالله عليكم أنقذوا وطننا لبنان".

الحلو: وألقى الحلو كلمة قال فيها "نحن بناة لبنان بالمعنى الحرفي للكلمة. رفعنا أبنيته وشقيّنا طرقاته وعمّرنا جسوره وانفاقه ومطاره ومدارسه وجامعاته ومستشفياته وبناه التحتية. واذا كنا نعمل بصمت، فلاننا كنا دائما نثق بان إنجازاتنا الساطعة والواضحة للعيان تتحدث عنا".  اضاف "مع الأسف، في زمن الافلاس هذا، افلاس الاخلاق والقيم خصوصا، اختلطت المفاهيم، وصار المقاولون عند بعضهم في موضع الاتهام والإدانة. فكانت الاستدعاءات وحملات التشهير والافتراء والتضليل. حصل ذلك في وقت يعاني القطاع، كما معظم القطاعات الاقتصادية اللبنانية، من أزمات متعددة الوجوه والمصادر".

وأشار الى ان "المقاولين يشاهدون اليوم شركاتهم التي بنوها بتعب السنين تتعثر، تتآكل وتنهار أمام عيونهم. أموالهم ضائعة بين سعر الصرف والحجز في المصارف او الحجز لدى الدولة منذ سنوات. المقاولون يخافون على 165 ألف عائلة تستفيد من هذا القطاع وتعيش اليوم بقلق وخوف على المستقبل وخسارة فرص العمل"، مؤكداً انه رغم ذلك "نحن مصرون على استنهاض القطاع واستعادة عافيته.

ولفت الى ان نقابة المقاولين سعت لسنوات من أجل تطوير القطاع. لكن أتت الأزمات المتلاحقة لتعطّل الطموح والمساعي، وعوض ان نفكّر كيف نتطور ونطور البلد صرنا نبحث عن سبل الصمود ومواجهة الظروف الصعبة، مؤكداً اصرار المقاولين على التمسك بلبنان والمساهمةِ  في نهضتِه واستعادة عافيتِه. فنحن لن نقبل بذلك. لن نستسلم. سنقاوم وسنحمي ما بنيناه وما افنينا العمر في إنجازه.

ودعا الحلو المقاولين والمهندسين الى رفع التحدي. وخاطبهم بالقول "إبحثوا عن فرص عمل في الخارج واستفيدوا منها لدعم بلدنا . إعمَلوا ، كما تفعلون دائما، بجدّ والتزام. أنجِزوا واتركوا بصماتكم المضيئة في كل دول العالم تخبر عنكم وعن البلد الذي تاتون منه؛ علّنا بذلك نعزز صمود أهلنا في لبنان".

كما توجه إلى الدولة بالقول "لا يمكن أن تكافئي الناجحين من ابنائك بالتضييق عليهم وحجز أموالهم وإذلالهم. السياسة وُجدت لخدمة الناس ولتحسين حياتهم ليعيشوا بكرامة واستقرار، وفتح آفاق مشرقة لمستقبلهم. فاين سياساتنا وسياسيونّا من هذا الكلام؟. وقال "اما المصارف شركاؤنا في زمن العمل والبحبوحة، فهم أيضا معنيون بتامين التسهيلات الضرورية وفك القيود على حركة الأموال ودعم القطاع الخاص. فنحن قطاع منتج. قطاع عامل. قطاع صُنع في لبنان ومن اجل لبنان.

نجار: أما الوزير نجار فقال بدوره "أفتخر بأن أكون بينكم وأتعرف على كبار المقاولين والمهندسين. ودعوة اليوم للتضمان مع قطاع المقاولين هي محقة خصوصاً ان للمقاولين حقوق لدى الدولة،" مؤكداً ان "القطاع ظُلم وعانى كثيراً وقام بتضحيات كبيرة تجاه لبنان"، لافتاً في هذا السياق الى "الانجازات الكبيرة واسهاماته في بناء وإعمار البنى التحتية والمباني الحكومية على اختلافها".

وأكد "الحاجة إلى التضامن والعمل على إخراج لبنان من الأزمة وعدم وضع العراقيل أمام الحلول والمشاريع المجدية والابتعاد عن التناحرات السياسية وتسجيل النقاط لا سيما في ظل ما نتعرّض له من مقاطعة دولية لأسباب سياسية، لذلك نحن في أمسّ الحاجة إلى التضامن والتكاتف بين مختلف الافرقاء في البلد".

وأبدى انزعاجه الكبير "من السياسيين الذين لا يزالون يتصرفون وكأن شيئا لم يتغير في البلد، وكأن لا جوع ولا فقر على الأرض الواقع، في حين ان الناس ظلموا ومدت الأيادي الى مدخراتهم ومستقبل أولادهم".

وإذ أشار الى ان "للمقاولين حقوق لدى الدولة، إضافة الى موضوع فروقات الأسعار"، أكد الوزير نجار "ان لبنان هو النافذة لمنطقة الشرق الأوسط باتجاه العالم، والحاضنة لقطاع المقاولين الذي يشكل الرافعة لاعادة بناء المنطقة".

وفي ما خص توجيه الاتهامات، شدد على "ضرورة التعاطي بالكثير من المنطق والعدالة"، معتبراً أن "ما يحصل من تجييش وشعبوية هو في غير محله، فليس صحيحاً ان كل إنسان ناجح يصبح مسؤولاً عن الانهيار"، مؤكداً "اننا مع النظام الاقتصادي الحر ولسنا ضد المصارف التي لعبت دوراً مهماً في الانماء، وكحكومة يجب ان نكون مع النظام الاقتصادي الحر الذي ميز لبنان عن باقي دول المنطقة".

وأكد الوزير نجار تضامنه مع قطاع المقاولات والبناء "الذي يشغل العديد من المهن والأعمال، وخصوصاً انه يعتبر جزءاً من عظمة لبنان".

تكريم الخازن: ثم كرّم شقير باسم الهيئات الاقتصادية وبمشاركة الوزير نجار والحلو، الرئيس السابق وعميد نقابة المقاولين فؤاد الخازن لمسيرته المكللة بالنجاح والانجازات، حيث تولى رئاسة نقابة المقاولين على مدى 40 عاماً وكان خلالها مثال القيادي الاقتصادي والمناضل الصلب لتطوير وطنه ومجتمعه، وصاحب القلب المحب والأيادي البيضاء، والرجل الناجح والمنفتح والوطني الذي لم يغلق يوماً باباً للحوار والتعاون ومدّ اليد للآخرين.

* * *

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o