Jun 24, 2020 6:53 AM
صحف

لقاء بعبدا "بمن حضر" وجدول الاعمال مفتوح للنقاش

 اكدت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية ميشال عون لـ"اللواء" ان موعد اجتماع بعبدا الوطني الخميس المقبل لم يتبدل ‏وهو قائم كما حدد في الدعوات التي وزعت، واشارت الى ان من يقاطع هذا الأجتماع الأنقاذي يتحمل وحده ‏المسؤولية، فهذه ليست بمناسبة عادية فهي دعوة حملت عنوانا واضحا عن السلم الأهلي. واستغربت كيف ان ‏البعض لم يدرك ما يتلمسه رئيس الجمهورية حيال الخطر الحقيقي على الأستقرار الداخلي لأن ما جرى من ‏احداث في بيروت وطرابلس لامس الخطوط الحمر اي الفتنة‎.‎
واعتبرت ان من لم يشعر بهذا الخطر يعاني من مشكلة، واكدت ان البعض يتحدث عن سلطة وبرامج ورفض ‏الجلوس مع الحاضرين او غير ذلك، في حين ان الرئيس عون بتحدث عن مخاطر جدية قطع بها البلد يفترض ‏برئيس الجمهورية وضع الجميع في الصورة لوقف التحريض الطائفي والمذهبي والأعمال العنفية في الشارع‎.‎
وسألت المصادر ماذا يفيد الغياب في ظل هذه الظروف‎.‎

وتحدثت بعض مصادر المعلومات عن مناخ أمني، في نقاشات لقاء بعبدا، الذي يغيب عنه 8 شخصيات ذات تمثيل ‏في الوسطين الإسلامي والمسيحي (سنة وموارنة)، ويقتصر الحضور على 12 شخصية موزعة بين رؤساء ‏ورؤساء كتل واحزاب‎..‎
واوضحت المصادر نفسها ان الرئيس عون لن يقبل بعودة شبح الحرب الأهلية التي كان ثمنها مئات الالاف من ‏الشهداء والجرحى والمعوقين والمفقودين‎.‎
وكررت التأكيد ان ما من جدول اعمال لأن نص الدعوة واضح، مشيرة الى ان لا مانع ان يطرح اي موضوع ‏خارج اطار هدف الدعوة خصوصا اذا كان متصلا بالتطورات التي تشهدها البلاد‎.‎
واذ لفتت الى ان عون يعتبر ان التقاء الأطراف على حول رفض الفتنة وتحصين الوحدة الوطنية هو ابلغ رد على ‏اي جهة داخلية او خارجية تعمل على ضرب السلم الأهلي , تحدثت عن امكانية صدور بيان بعد الأجتماع حيال ‏ما اتفق حوله مع العلم ان رئيس الجمهورية قد يوزع مسودة تحاكي الهواجس وتؤكد الألتزام بالثوابت الوطنية‎.‎
ونقل زوّار بعبدا عن الرئيس عون قوله: بتغيبهم لا يعطلون اللقاء، أنا دعوتهم فلماذا لم يأتوا؟
ومن المتوقع ان لا يستمر اللقاء أكثر من ساعة ونصف، لأن موعداً جديداً تحدد بعقد جلسة لمجلس الوزراء عند ‏الواحدة والنصف من بعد ظهر غد في السراي الكبير، وعلى جدول أعمالها 21 بنداً‎.‎
ومع تاكيد دوائر القصر الجمهوري ان اللقاء الحواري الوطني غداً الخميس قائم بمن حضر وان جدول اعماله ‏معلن في نص الدعوة ومفتوح على اي نقاش واقتراحات جديدة للبحث، تبلورت اكثر مظاهر رفض الدعوة مع ‏تبنّي كتلة المستقبل مضمون بيان رؤساء الحكومة السابقين برفض الحضور واعتذار رئيس "تيار المردة" عن ‏الحضور، حيث قال في تغريدة له عبر تويتر: "لن نشارك في لقاء بعبدا الخميس، ( التكتل الوطني المستقل) مع ‏التمني للحاضرين التوفيق بمسيرتهم لإنقاذ الوضع الاقتصادي والامني والمعيشي وايجاد الحلول المرجوة‎".‎
المشاركون: وبحسب المواقف المعلنة حتى الان رسمياً وبانتظار بلورة مواقف باقي الاطراف، سيحضر الى الرئيس عون: ‏الرؤساء نبيه بري وحسان دياب وميشال سليمان ونائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي ورؤساء كتل: التيار الوطني ‏الحر وحزب الله واللقاء الديموقراطي والحزب القومي وضمانة الجبل واللقاء التشاوري والطاشناق، ويغيب ‏رؤساء الحكومة السابقين الاربعة وكتلتي المستقبل والمردة. وربط الرئيس امين الجميل حضوره بموقف حزب ‏الكتائب.

ما الجدوى من دعوة مسلوقة؟ في المقابل، قالت مصادر معارضة للقاء بعبدا لـ"الجمهورية" انّ التكتيك الذي اعتمد هذه المرة بتوسيع الحوار لم ينفع في ‏محاولة للتغطية على احتمال المقاطعة مجدداً، فباستثناء الرئيس ميشال سليمان فإنّ جميع المدعوين الجدد ‏سيقاطعون اللقاء، ومَن قاطَع في المرة السابقة أعلن مقاطعته مجدداً، ولم يبق سوى "القوات اللبنانية" التي سيعلن ‏تكتل "الجمهورية القوية" الموقف من المشاركة أم عدمها في اجتماعه اليوم، مع مَيلٍ واضح إلى عدم المشاركة في ‏ظل تساؤلات مصادره عن "الجدوى من دعوة مسلوقة ومن جدول أعمال واضح وفي ظل رفض فريق السلطة ‏اتخاذ أيّ خطوات إصلاحية تُبعد شبح الانهيار الشامل‎".‎
‎ ‎ولاحظت هذه المصادر ان "بدلاً من ان يكون الحوار مدخلاً لتنفيس الاحتقان والتشنج ورسم خريطة طريق ‏للإنقاذ، تحوّل مساحة اشتباك جديدة على خلفية من سيُشارك ومن سيقاطع وفي ظل إصرار بعبدا على موقفها عَقد ‏الحوار بمَن حضر، فيما كان رئيس الجمهورية والفريق الحاكم في غِنى عن هذا الاشتباك في لحظة وطنية ‏حساسة مالياً وشعبياً وتستدعي أوسع توافق ممكن للخروج من الأزمة المالية‎".‎‎ ‎
توفير الغطاء: وقالت المصادر نفسها "انّ القوى التي قررت المقاطعة لا تُلام على موقفها طالما انّ دعوتها الى لقاء بعبدا تقتصر ‏على توفير الغطاء لنهج يواصل جَرّ لبنان نحو الأسوأ، وكأنّ المطلوب منها ان تكون شاهدة زور على سياسات لا ‏قرار لها فيها، وبالتالي لن تضع نفسها في موقع المصفّق او المتفرّج على من يقود لبنان إلى الانهيار". وأضافت: ‏‏"إذا كان الحوار يشكل مطلباً للتلاقي، إلّا انّ للتلاقي شروطاً وفي طليعتها النقاش بمسؤولية حول سبل إخراج ‏لبنان من هذا المأزق الكبير، فيما المطروح دردشة في أفضل الحالات وكأنّ الوضع في ألف خير، فيما مدى ‏خطورة اللحظة تستدعي حواراً إنقاذياً لا حواراً شكلياً، وإنّ العودة عن الدعوة ليست تراجعاً، إنما دليل مسؤولية ‏وطنية من أجل إعادة تحديد موعد جديد بشروط المرحلة الحالية‎".‎

إنجاز الترتيبات
‎ ‎وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد حسم مصير لقاء الخميس، فأكدت المصادر التي تشارك في ‏الترتيبات الخاصة باللقاء لـ"الجمهورية" انه سيُعقد بمَن حضر من القيادات السياسية والحزبية والنيابية في الموعد ‏المحدد الحادية عشرة قبل ظهر غد في قاعة 22 تشرين في القصر الجمهوري التي تنعقد فيها عادة جلسات مجلس ‏الوزراء، وذلك وفق الترتيبات التي تحافظ على التباعد الإجتماعي بين المشاركين في اللقاء بسبب وباء كورونا‎.‎
وقبل أن يتخذ عون قراره النهائي المضي في عقد اللقاء بمَن حضر توقيتاً وشكلاً ومضموناً، ترأس صباحاً ‏اجتماعاً للمستشارين والمعاونين للبَت بالترتيبات النهائية الى جانب متابعته المواقف من المشاركة أو عدمها. ‏وقالت أوساطه انه لن ينتظر حتى اليوم الأخير قبل موعد الجلسة لكي يعلن عن انعقادها أو إلغائها، "فالتطورات ‏الأمنية المقلقة التي شهدتها بيروت وطرابلس قبل أسبوعين، والتي كادت أن تهدد الاستقرار والسلم الأهلي في ‏البلاد، فرضَت الخطوة ولن ترجئها أو تلغيها‎".‎
‎ ‎وطرحت أوساط العاملين لترتيب اللقاء عدداً من الأسئلة التي لا بد من توفير الأجوبة عليها، ومنها: هل نذهب الى ‏التأجيل على الرغم من أهميّة اللقاء؟ وهل نمنح المقاطعين حقّ "الفيتو" لكي يستخدموه دوماً؟ وهل نضيف أسماء ‏على لائحة المدعوّين نعوّض بها، أقلّه عدديّاً، عن الغائبين؟‎".‎‎ ‎
وأشارت مصادر قريبة من رئيس الجمهوريّة الى أنّ "الموضوع الأساس على جدول أعمال اللقاء هو وقف الفتنة ‏والحفاظ على السلم الأهلي، فهل من عنوانٍ أهمّ للاجتماع حوله؟"، وفق ما تضمنته الدعوة الى الاقطاب المدعوّين ‏بنصها الحرفي. واضافت: "انّ اللقاء لا يحتاج الى أن يكون ميثاقيّاً وغياب مكوّن مذهبي عنه لا يفقده أهميّته، ما ‏يعني أنّه يجب ان ينعقد في كلّ الحالات إلا إذا رأى الرئيس غير ذلك‎".‎‎ ‎
وبعدما حَمّلت المصادر الغائبين مسؤولية ما يمكن ان تؤدي اليه الأحداث ما لم يسجل اللبنانيون موقفاً حاسماً منها، ‏استغربت هذه الاوساط قول البعض "إنّ مشاركتهم ستنقذ العهد من الغرق أو ستبيّض صفحته"، وسألت: "من قال ‏إنّنا نغرق أو إنّ صفحتنا سوداء"؟

رسم تشبيهي للطاولة: وقبل 48 ساعة على الموعد المحدد لم يبق هناك موقف غامض إزاء المشاركة من عدمها سوى موقف رئيس ‏حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الذي سيقول كلمته النهائية في هذا الصدد عصر اليوم. وكما باتَ ‏واقعاً في ضوء التأكيدات التي تبلّغتها دوائر القصر الجمهوري، يمكن رسم صورة مسبقة عن اللقاء وطريقة ‏توزيع المقاعد حول الطاولة التي يترأسها عون والى يمينه يجلس رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة ‏التنمية والتحرير، والى يساره رئيس الحكومة حسان دياب، الرئيس الأسبق للجمهورية العماد ميشال سليمان، ‏نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفررلي، رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ، رئيس تكتل "لبنان ‏القوي" النائب جبران باسيل، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، النائب اسعد حردان ممثلاً كتلة نواب ‏الحزب السوري القومي الاجتماعي، الأمير طلال ارسلان ممثلاً كتلة نواب "ضمانة الجبل"، النائب آغوب ‏بقرادونيان رئيس كتلة نواب الطاشناق الارمنية، النائب فيصل كرامي ممثلاً كتلة نواب "اللقاء التشاوري‎".‎

الكلمات‎: وفي برنامج اللقاء كلمة ترحيبية لرئيس الجمهورية يشرح فيها الظروف التي دفعته الى الدعوة، شارحاً ما أراده ‏من هذا اللقاء الجامع. وإن شاء رئيس مجلس النواب نبيه بري إلقاء كلمة فستكون الثانية قبل ان يلقي رئيس ‏الحكومة حسان دياب كلمته، ثم يكون للمشاركين إن ارادوا مساحة من الوقت ليُدلي كلّ منهم بدلوه‎.‎‎ ‎
وعلمت "الجمهورية" انه سيكون لسليمان كلمة يشرح فيها الظروف التي دفعته الى المشاركة في اللقاء، وسيحدد ‏موقفه من التطوارت الأخيرة وخصوصاً من بعض الملفات التي ما زالت مطروحة منذ ايامه الى اليوم، ولا سيما ‏منها ملف "السلاح غير الشرعي" وسيجدد الدعوة الى البحث في الإستراتيجية الدفاعية‎.‎‎ ‎
وفي ختام الجلسة سيناقش المجتمعون مشروع بيان ختامي أعدّه رئيس الجمهورية في صيغة أولية سيطرح ‏للمناقشة ثم يُذاع في نهاية اللقاء‎.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o