Jun 22, 2020 5:59 AM
صحف

لقاء بعبدا بين التأجيل لإعداد أفضل... والانعقاد بميثاقية منقوصة

‎تتجّه الأنظار هذا الاسبوع الى القصر الجمهوري، حيث من المقرّر ان يشهد الخميس المقبل "اللقاء الوطني" الذي ‏دعا اليه رئيس الجمهورية ميشال عون، فيما جزمت اوساط بعبدا، بأنّه سيُعقد في موعده وليس وارداً تأجيله، ‏حسبما تردّد خلال عطلة نهاية الاسبوع، بحسب "الجمهورية".

وأشارت "النهار" إلى "أن على رغم ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يدعم لقاء الحوار الذي دعا اليه الرئيس عون، الا انه استبق كل أنواع المقاطعات، داعياً الرئيس الى إرجاء اللقاء ريثما يتم الاتفاق على وثيقة تشبه "اعلان بعبدا"، بل تؤسّس لما هو أبعد من خلال تحديد مكامن الخلل، واقتراح الحلول، والتزامها. وجاءت عظته لقداس الأحد في الديمان من جهة، والرسائل السياسية التي وجهها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل السبت من جهة أخرى، لتساهم في ارجاء، أو إلغاء، الحوار المقرر الخميس المقبل في قصر بعبدا، ذلك ان المعترضين والمترددين وجدوا في كلام هذا أو ذاك، ذريعة للاعتذار، لأن اللقاء المزمع عقده لا يتضمن أي ورقة عمل واضحة، أو مسودة بيان أو وثيقة، وهو ما يطالب به حزباً "القوات اللبنانية" والكتائب اللبنانية. أما المستاؤون من كلام باسيل فيعتبرون انه يدفعهم الى المقاطعة، من دون فهم توقيت مؤتمره الصحافي مع علمه المسبق بتأثيره السلبي على المدعوين الذين يخاصمونه، ومنهم الرئيس سعد الحريري، ورئيس "تيار المرده" سليمان فرنجيه. أما رؤساء الجمهورية السابقون، فيتردد كل من الرئيس ميشال سليمان والرئيس أمين الجميل في الحضور، ذلك ان علاقتهما بالرئيس ميشال عون فاترة، فيما اعتذر الرئيس اميل لحود عن عدم المشاركة لانقطاعه الدائم عن كل اللقاءات.

ومن المتوقع ان يجتمع رؤساء الوزراء السابقون الحريري، ونجيب ميقاتي، وفؤاد السنيورة، وتمام سلام، لإصدار موقف موحد من الدعوة، مع جنوح الى عدم المشاركة، لأن اللقاء غير محدد الهدف، "ولم تعمل دوائر القصر على اصلاح ما أفسدته في التعامل مع الرئاسة الثالثة قبل الدعوة الى اللقاء". يبقى أن الرئيس حسين الحسيني غاب عن لائحة المدعوين من دون تبرير.

واذا كانت دوائر الرئاسة تتحضر للرد على مقاطعة اللقاء بتحميل المقاطعين مسؤولية ما تصل اليه الامور على مختلف المستويات، فإن العبرة تبقى في النتائج، وفي الارتدادات السلبية على العهد وسيده وفريقه السياسي، الذي يعمل على توفير غطاء وطني جامع لسياسات خلافية تبدأ في الداخل، وتمتد الى علاقات لبنان الخارجية.

وتفيد اوساط المتحفظين عن اللقاء، ان كلام النائب باسيل، بعد الاطلالة الاخيرة للسيد حسن نصرالله وما حملته من تهديدات، جاء ليصب الزيت على النار، ما يثبت نظرية المؤامرة على العهد من أهل بيته ومن حلفائه.

تحصين الداخل: إلى ذلك، أشارت "الشرق الاوسط" إلى أن رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، يحرص على أن يشكل انعقاد "اللقاء الوطني"، المزمع في 25 حزيران الحالي، محطة سياسية لتهيئة الأجواء والظروف التي تدفع باتجاه تحصين الوضع الداخلي، لمواجهة العواصف التي تهب على المنطقة، وخفض الأضرار التي يمكن أن تلحق بلبنان.  وقال مصدر نيابي لـ"الشرق الأوسط" إن بري يأمل من المشاركين في اللقاء على اختلاف انتماءاتهم واتجاهاتهم أن يتوافقوا على أن حماية لبنان يجب أن تكون مقرونة بتأمين شبكة أمان سياسية – أمنية. ولم يستبعد المصدر نفسه أن يقتحم الخلاف حول التوصّل إلى مقاربة موحّدة للخسائر المالية للدولة "اللقاء الوطني"، ويفرض نفسه بنداً أول على طاولة الحوار من خارج جدول الأعمال.

"لقاء بعبدا" يجدد الانقسام: وعلمت "اللواء" ان اتصالات تجري بين القيادات المعنية بالدعوة لاتخاذ الموقف المناسب، لجهة ميثاقية الحوار، ‏عبر مشاركة المكوّن السنّي الممثل برؤساء الحكومات والكتل النيابية التي يمثلونها في المجلس النيابي‎.‎

وبدءاً من اليوم، ستظهر المواقف المشاركة والمقاطعة، تباعاً، وإن كان النائب السابق وليد جنبلاط شاء في "الويك ‏أند" ان يزور المراجع الروحية الدرزية من الشيخ أمين الصايغ إلى الشيخ أبو صالح محمّد العنداري، وحضور ‏لقاء بعبدا، والاتجاه القوى لدى جنبلاط للمشاركة، فضلاً عن التقارب مع الأمير طلال أرسلان لمعالجة النقاط ‏الخلافية داخل الطائفة الدرزية‎.‎

وإذا كانت أوساط قريبة من بعبدا، تراهن على دور للرئيس برّي، الذي لم تنقطع اتصالاته.فإن مصادر نيابية ‏بارزة قريبة من "التيار الوطني الحر" كشفت النقاب عن إتجاه لعقد اللقاء الحواري في بعبدا الخميس المقبل حتى ‏إذا لم يشارك الاقطاب السنّة فيه، لانه لم يعد بالامكان التراجع عن هذه الدعوة او إلغائها لان انعكاساتها السلبية ‏ستكون اكبر بكثير من عقد اللقاء بمن حضر‎.‎

الا ان المصادر تستدرك بالقول: "ان المشكلة بتجاوز تغيُّب الاقطاب السنّة تتطلب تحضير عنوان مقنع للقاء ‏للتعويض جزئياً عن هذا الغياب، ولاقناع الرأي العام بصوابية مثل هذه اللقاءات وامكانية توظيفها في المساعي ‏والمعالجات الجارية للازمة المالية المتفاعلة التي تتصدر اهتمامات المواطنين، وتنعكس ضرراً على مستوى ‏عيشهم وحياتهم اليومية، متوقعا أن يقع الخيار على الخروج بتفاهم ونص واضح على موقف رسمي موحد من ‏الحاضرين للخطة الانقاذية، لا?سيما من الارقام الواردة فيها لكي تأخذ طابع الإجماع والدعم الوطني للتفاوض ‏بموقف موحد مع صندوق النقد الدولي وتسريع الخطى للتوصل الى اتفاق معه للمباشرة بحل الازمة المالية ‏والاقتصادية‎.‎

ولكن بالمقابل، يبدو أن غياب الاقطاب السنّة عن اللقاء لن يؤدي إلى تفريغه من مكون أساسي مطلوب حضوره ‏فقط، بل قد يدفع اطرافا اخرين للتغيب عنه، ما يتسبب باضاعفه اكثر ويؤدي الى هشاشة ما يصدر عنه ايا كانت ‏التوصيات والقرارات التي يتخذها، وفي هذه الحالة فالأفضل العودة عنه وتجنب التأثيرات السلبية عن تغيب السنّة ‏المؤثرين عنه‎.‎
وشددت مصادر مطلعة ان الأساس في الدعوة ما يزال قائماً: الثوابت الوطنية وحماية السلم الأهلي‎.‎
وحسب ما بات معروفاً، فإن اجتماع رؤساء الحكومات خلال الساعات المقبلة، سيحسم عدم المشاركة، في بيان ‏واضح يخرج عن الاجتماع‎.‎

اما مسيحياً، فالرئيس أمين الجميل، ما يزال يدرس الخيارات، ويجري الاتصالات اللازمة لمعرفة الموقف، في ‏حال غياب المكوّن السنّي، وكذلك الأمر بالنسبة للرئيس ميشال سليمان، في حين ان الرئيس اميل لحود لن يُشارك ‏في مثل هذا النوع من اللقاءات‎.‎

وبالنسبة لموقف "القوات اللبنانية" فإن رئيس الحزب سمير جعجع ما زال يدرس مع القياديين في الحزب ومع ‏اعضاء تكتل "الجمهورية القوية" مسألة المشاركة في لقاء بعبدا الحواري، لعلّ أبرزها يكمن في الآتي: ما هو ‏جدول أعمال الاجتماع الحواري في 25 الجاري؟ فاجتماع بعبدا السابق في 6 أيار الماضي كان جدول أعماله ‏واضحا ومحددا وهو خطة الحكومة الاقتصادية، وأما الاجتماع المقبل فكأنه اجتماع دردشة‎.‎
أما كتلة "القرار الوطني" فلم يتّخذ رئيسها سليمان فرنجية قراره بعد، في وقت أن اللقاء التشاوري الذي يجتمع ‏الإثنين، يتنازعه رأيان: الأول يعكس استياء نوابه من الجدل السياسي حول الميثاقية السنّية، ورأي ثان يدعو لعدم ‏الغياب عن لقاء أبعاده وطنية‎.‎

ومع هذا، فإن حزب الكتائب بدوره يجتمع مكتبه السياسي الإثنين، وإذا لم تصل مداولاته الى نتيجة حاسمة قد ‏يُرجِئ اتخاذ القرار، ويستغرب رئيس الكتائب سامي الجميل عدم وجود جدول أعمال عملي للاجتماع‎.‎

ويشارك في اللقاء تكتل لبنان القوي وحلفاؤه (كتلة ضمانة الجبل وكتلة الطاشناق)، كما أن كتلة التنمية والتحرير ‏ستتمثّل برئيسها الرئيس نبيه بري، كما أن كتلة الوفاء للمقاومة مع المشاركة وكذلك كتلة القومي. كذلك، كان ‏رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط أكد أنه "سيشارك في اللقاء‎".

ميثاقية منقوصة: أشارت صحيفة "الأنباء" الكويتية  الى ان اليوم تتضح المؤشرات حول انعقاد الحوار الانقاذي، يوم الخميس المقبل، عبر لون الضوء الذي سيخرج من مصباح اجتماع رؤساء الحكومة السابقين أخضر كان او احمر، او برتقاليا، ما يعني المزيد من التريث والانتظار.
والمنتظر، بحسب المؤشرات الأولية، أن بيانا سيصدر عن رؤساء الحكومة بعدم المشاركة، ما يعني افقاد الحوار ميثاقيته المذهبية لكن ثمة من يراهن على ان يأخذ الرؤساء سعد الحريري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام بنصيحة البطريرك الراعي، أمس حيث طرح إمكانية تأجيل اللقاء إلى ما بعد الخميس، للإعداد له بشكل افضل من خلال إعداد وثيقة وطنية كطريق للخلاص تلحظ المسائل السيادية التي يطالب بها ثوار "17 تشرين" والمعارضة السياسية المتسعة ضد الحكم والحكومة.
المصادر المتابعة تفضل التحدث عن التأجيل على ما فيه من ارتدادات سلبية على هيبة الحكم، حتى لا تطرح احتمال الإلغاء الذي يبقى واردا مادام تقرأ الرئاسة بعكس ما يقرأ المعارضون، إن بالسياسة او بالاقتصاد، وصولا الى وجه لبنان واتجاهاته.

الى هذا، علمت "السياسة" الكويتية، أن الرئاسة اللبنانية الأولى تجري اتصالات حثيثة، لإنقاذ حوار بعبدا، يتولى في جانب منها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما برزت معارضة سنية لهذا الحوار، عبر عنها بوضوح رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، على أن يلاقيه في هذا الموقف، رؤساء الحكومات السابقون، فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي، وتمام سلام، في بيان يتوقع أن يصدروه، اليوم، يعلنون فيه مقاطعتهم لدعوة الرئيس ميشال عون الحوارية، لأن "المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين"، كما قالت مصادرهم ل"السياسة"، مشددة على أن "الحوار لا يمكن أن يوصل إلى نتيجة، لأن القرارات الحوارية السابقة لم تنفذ، طالما أن حزب الله يحكم قبضته على مفاصل البلد".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o