Jun 17, 2020 7:13 AM
صحف

رغم خطة ضخ الدولار ... السوق السوداء ناشطة جدا

إقتصادياً ومالياً لم يختلف المشهد في اليوم الثاني على بدء تطبيق خطة الخفض التدريجي للدولار عن مشهد اليوم ‏الاول. تهافتٌ غير مسبوق على محلات الصيرفة التي أعلنت انها حصلت على دولارات من مصرف لبنان. ‏طوابير طويلة من المنتظرين للحصول على "كوتا" لا تتجاوز الـ200 دولار، بعد انتظار طويل، ومعاملات ‏معقدة تقطع الأنفاس، بما يوحي أكثر فأكثر أنّ هذه الخطة الاصطناعية لن تصمد طويلاً، وهي لا تؤدّي المهمة ‏التي من أجلها أُطلقت‎.‎

وكما في اليوم الاول، سُجّل أمس 3 ملاحظات‎:‎ ‎
ـ أولا، انّ الحصول على دولارات يضخّها مصرف لبنان المركزي لا يشمل، كما قيل في الخطة، التجار ‏والمستوردين وأصحاب الحاجات الذين يوثّقون حاجتهم بأوراق ثبوتية، بل انّ الترشيد يعني منح 200 دولار فقط ‏لكل طالب دولار. وما عدا ذلك، لا يعدو كونه مجرد وعود لم تتم ترجمتها بعد‎.‎
ـ ثانياً، انّ السوق السوداء، وعلى رغم من الجهد الأمني الاستثنائي الذي يبذل لمنعها، لا تزال ناشطة حيث يُشترى ‏الدولار ويُباع بأسعار تتجاوز السعر الرسمي المعتمد في محلات الصيرفة الشرعية. وهذا الامر أدّى بالبعض الى ‏اعتماد سياسة شراء الدولار، ولو بكمية ضئيلة من الصرافين، ومن ثم بيعه في السوق السوداء لتحقيق ربح ولو ‏كان بسيطاً في فارق السعر‎.‎
ـ ثالثاً، لا يحصل الصرافون على الدولارات سوى من البنك المركزي، فيما لا يُقدم المواطنون على بيع دولاراتهم ‏للصرافين، ويتجهون الى السوق السوداء للحصول على ربح أكبر‎.‎‎ ‎
وهذه الملاحظات تسمح بالقول انّ الخطة، كما هو ظاهر حتى الآن، محكومة بالفشل، وان لا فائدة من "حَرق" ‏دولارات مصرف لبنان في هذه اللعبة التي قد تزيد الأضرار والمعاناة في نهاية المطاف‎.‎

الجمهورية

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o