Jun 09, 2020 6:38 AM
صحف

هل يتم التحضير لتوترات كبيرة في لبنان؟

كشفت التوترات التي حصلت نهار السبت الماضي في بيروت وعدد من المناطق اللبنانية عن هشاشة الأوضاع في لبنان، وأكدت أن عمليات الشحن السياسي لأحد المكونات يقابله استنفار عند المجموعات الأخرى.

ورأت أوساط سياسية على صلة بما يجري: أن الوضع اللبناني مخيف، والبلاد تعيش أياما صعبة للغاية، وهناك مجموعة من المشاريع تتضارب على الساحة، ترافقها عمليات تهدف الى تصفية الحسابات بين جهات دولية وإقليمية، ورغبة عند أطراف لبنانية في تغيير خارطة توزع القوى الحزبية والطائفية على الساحة، أو تغيير شكل النظام القائم برمته، وبالتالي الهروب من استحقاقات دولية داهمة، منها قانون قيصر، وقرب صدور الحكم الدولي بقضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وكذلك استحقاق الانتخابات الأميركية الخريف القادم، بحسب ما ذكرت صحيفة "الأنباء" الكويتية.

الأرض مؤهلة: ولعل أخطر ما يحيط بأحداث السبت، الخلاصات التي انتهت اليها التقارير الأمنيّة ‏والعسكريّة، التي تقاطعت عند تحذير من أنّ الأرض صارت مؤهلة أكثر من أيّ وقت ‏مضى لِما هو أكثر من شتائم سياسية او طائفية ومذهبية، وأبعد من اشتباك كلامي. ‏وبالتالي، كل عناصر التوتير ما زالت قائمة، وكل الظروف باتت ملائمة لإعادة نصب ‏المتاريس في مقابل بعضها البعض.‏
‏ ‏
وفي هذا السياق، قال مرجع أمني كبير لـ"الجمهورية": بصراحة أقول أنا خائف جداً، ‏ولا أضمن على الإطلاق ألّا يتكرر ما حصل يوم السبت في أيّ وقت، إذ على الرغم من ‏وجود جهوزية امنية لأي مُستجد، لا توجد ضوابط لا سياسية ولا طائفية ولا مذهبية ولا ‏حتى اخلاقية تمنع حدوث ذلك، بل انّ المعطيات المتوافرة تؤكد انّ هناك عوامل كثيرة ‏داخلية سياسية وطائفية ومذهبية، تضاف اليها عوامل خارجيّة تذكّي هذا الأمر وكلّها ‏تدفع في اتجاه وحيد وهو إسقاط البلد أمنياً بعدما تم إسقاطه اقتصادياً ومالياً.‏
‏ ‏
وبحسب المرجع نفسه "فإنّ الصورة واضحة تماماً أمام الاجهزة الامنية والعسكرية، وانّ ‏المعلومات المتوافرة لديها تؤشر الى تحضيرات تجري للقيام بتحركات مماثلة في الآتي ‏من الأيام. وكل الاجهزة تقوم بما عليها في هذا المجال".‏
‏ ‏
ويلفت المرجع نفسه الى انّ التحذيرات السياسية من الانزلاق الى الفتنة، او تلك التي ‏صدرت عن المرجعيات الدينية مهمة، ومطلوبة في هذا الوقت، خصوصاً انّ ما جرى ‏يذكّر بأسوأ مشاهد الحرب الاهلية التي عاشها لبنان، إلّا انّ الأهم هو مبادرة القوى ‏السياسية والمرجعيات على اختلافها الى تحمّل مسؤولياتها في رفع الغطاءات فوراً، ‏وبصورة جدية وليس كلامية، عن كل العابثين بالامن ومثيري النعرات الطائفية ‏والمذهبية، وقبل كل هؤلاء، رَفع الغطاء عن كلّ المحرّضين والمموّلين لمثل هذه ‏التحركات، وهؤلاء باتوا معروفين بالأسماء إلّا أنّهم يتظلّلون بعباءات طائفيّة.‏
‏ ‏
ولعل أخطر ما يشير اليه المرجع الأمني هو انّ الاجهزة الامنية والعسكرية على ‏جهوزيتها الميدانية لِتَدارك أي طارىء، وهي قد بادرت منذ السبت الماضي الى تعزيز ‏حضورها، وخصوصاً الجيش اللبناني، في أماكن التماس (عين الرمانة - الشياح، ‏والطريق الجديدة - بربور ومحيطهما) منعاً لأيّ احتكاك. إلّا اذا تدحرج البلد في اتجاه ‏الفتنة، ففي هذه الحالة تفلت الامور من أيدي الجميع وإمكانية الاحتواء تصبح شديدة ‏الصعوبة".‏

متابعة دبلوماسية: على انّ اللافت للانتباه، وبحسب معلومات "الجمهورية"، انّ أحداث السبت كانت محل ‏متابعة حثيثة من قبل البعثات الديبلوماسية العربية والغربية في لبنان. وقالت مصادر ‏سياسية انّ إشارات اوروبية، وتحديداً فرنسية وكذلك أممية، وردت الى مراجع مسؤولة ‏تؤكد انها "تنظر بقلق للأحداث التي شهدها لبنان السبت الماضي"، وتشدّد على اللبنانيين ‏‏"الحفاظ على الاستقرار في لبنان، والتخفيف من أجواء التشنّج والتوتر"، وتدعوهم في ‏الوقت نفسه الى "صَرف كلّ الجهد في سبيل معالجة الأزمة الاقتصادية والمالية".‏
‏ ‏
والبارز في هذا السياق أيضاً، الدخول المصري المباشر، والذي بدأ امس الاول، مع ‏استنكار الأزهر للشعارات المسيئة للسيدة عائشة في لبنان، ودعوته الى "احترام الرموز ‏الدينية ووَأد الفتنة بين المسلمين، وتغليب المصلحة العامة"، والى "أن يحمي الله لبنان ‏ويحفظه ويؤلف بين قلوب شعبه وأبنائه جميعاً وينعم عليه بالوحدة والأمن والاستقرار". ‏واستكمل أمس بزيارة السفير المصري ياسر علوي الى الرئيس سعد الحريري ومفتي ‏الجمهورية، وإعلانه من دار الفتوى "انّ الاستقرار في لبنان خط أحمر، ومواجهة الفتنة ‏واجب كل اللبنانيين، وكل يد تحاول ان تزرع الفتنة لا تكون الّا مِن جاهل او موتور، ‏ويجب ان تقطع".‏
‏ ‏
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o