Jun 09, 2020 5:59 AM
صحف

بري والحريري وجنبلاط على موقفهم لمنع إقحام البلد في فتنة مذهبية

نشطت الاتصالات السياسية في العلن وخلف الكواليس، خلال الساعات الماضية بين مَن هم في خنادق متباعدة سياسيا، أو حلفاء، لتطويق تداعيات أحداث السبت الماضي الطائفية والمذهبية، التي كادت تؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها في لبنان.

وفي وقت زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، عين التينة، أمس الأول، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، حطَّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في كليمنصو، مساء اليوم نفسه، لسماع ما لدى الزعيم الدرزي من مقاربات للوضع ككل.

وكشفت مصادر متابعة لـ"الجريدة"، أمس، أن "الأحداث الأمنية الأخيرة مدت طوق نجاة للقوى السياسية، التي تمكنت من إثبات قدرتها على التحكم في مصير البلاد وسلمها الأهلي، من خلال تحريك الشارع والتلويح بشبح الفتنة". وأضافت المصادر أن "بري بدأ يسوِّق لضرورة قيام حكومة وحدة وطنية تشكِّل درعاً لكل أشكال الفتنة التي تلوح في الداخل اللبناني"، مشيرة إلى أن "جنبلاط تحمَّس للفكرة، وطلب الحريري للقائه فورا بعد خروجه من الاجتماع مع بري". وتابعت: "فوجئ زعيم المستقبل للوهلة الأولى من طرح جنبلاط، إلا أنه سرعان ما ظهرت عليه الإيجابية، وسأل عمَّا إذا كان لدى بري وجنبلاط تصور لكيفية البدء في تسويق فكرة التغيير الحكومي".

وقالت إن "البيك (جنبلاط) أبلغ الحريري نية رئيس المجلس جس نبض حليفه حزب الله خلال الأيام المقبلة، على أن يبنى على الشيء مقتضاه". وتوقعت المصادر "عدم ممانعة الحزب لما تشكله حكومة الوحدة من غطاء له على جميع المستويات الداخلية والخارجية".

تتكثف الجهود السياسية لاحتواء تداعيات "فتنة بيروت"، فيما برزت خشية من الفوضى في طرابلس؛ عاصمة الشمال، وأن تدفع ثمن التوتّر الطائفي الأخير في لبنان، في وقت قال فيه رئيس الحكومة حسان دياب إن أي اهتزاز بالاستقرار سيدفع ثمنه كلّ اللبنانيين، وإن ما حصل السبت جرس إنذار.

منع الفتنة: إلى ذلك، أكد مصدر سياسي بارز في المعارضة اللبنانية إن "تحرك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باتجاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وإن كان يصبّ في إطار الجهود المبذولة لوأد الفتنة المذهبية وقطع الطريق على تفاقمها، فإن تحركه على أهميته لا يكفي ما لم يلقَ التجاوب المطلوب من حزب الله ويقترن بمبادرة حكومة الرئيس حسان دياب للتدخُّل سياسياً، وألا يقتصر جهده على ترؤسه لاجتماعات أمنية، وكأن ما حصل ليس أبعد من إشكال أمني تمّت السيطرة عليه، من دون أن يترك تداعيات سياسية".

وكشف المصدر السياسي لـ"الشرق الاوسط" أن "بري والحريري وجنبلاط على موقفهم لمنع إقحام البلد في فتنة مذهبية، وبالتالي سينزلون بكل ثقلهم على الأرض لتبديد أجواء الاحتقان وقطع الطريق على إحياء خطوط التماس التي كانت قائمة إبان فترات اندلاع الحرب الأهلية". 

وأكد أنهم "يمارسون الضغط على محازبيهم للحفاظ على السلم الأهلي، والابتعاد عن الدعوات التي تهدد الاستقرار وعدم الدخول في سجالات لا تخدم التقيُّد بخطاب الاعتدال".

أجواء قلق: وأشارت "الجمهورية" إلى أن اجواء عين التينة تعكس أجواء قلق مما حصل السبت الماضي، بالتوازي من خشية من ان تكون احداث السبت الماضي "بروفة" لِما هو أخطر. وهذا أمر يضع كل القيادات السياسية في لبنان امام مسؤولياتها في منع البلد من الانزلاق الى الفتنة القاتلة"، وفق "الجمهورية". 

كما تعكس هذه الاجواء تحذير رئيس مجلس النواب نبيه بري من جرّ البلد الى هذا الدرك، ودعوته الشديدة الى نبذ كل من يساهم في هذه الفتنة، مؤكداً في الوقت نفسه اننا "سنتصدّى للفتنة ولن نسمح بها، سيفاجأ من يحاول أن يوقظها بمدى تَصدّينا لها".

وبحسب هذه الاجواء، فإنّ أوجَب الواجبات هو التنبّه للفتنة التي تُحاك، ولمن يحيكها، "هناك من ينسج خيوطها في غرف سوداء تحاول ان تجرّ البلد الى الفتنة العمياء، وهذا أمر يدفع ثمنه كل اللبنانيين خصوصاً في هذا الظرف الاقتصادي والمالي والمعيشي الاليم والموجع، علماً أنّ هَم اللبنانيين الاول في هذه المرحلة هو تجاوز محنتهم الاقتصادية وتوفير لقمة عيشهم، ومن غير المسموح ابداً الانتقال بهم الى هَم اكبر واخطر يتعلق بمصيرهم، ومصير البلد".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o