Jun 08, 2020 7:25 AM
صحف

إستنفار امني لمنع الفتنة والطبقة السياسية ‏مصدومة!

قالت مصادر سياسية مسؤولة لـ"الجمهورية"، تعليقاً على ما جرى السبت، انّ "هناك ‏شعوراً أكثر من جدّي لدى كلّ المستويات بأنّ ثمّة جهات خارجيةٍ تحاول عبر جهاتٍ داخلية ‏باتت معلومة بالإسم، أخذ لبنان إلى أزمةٍ كبرى تبدّت نذرها السيئة في محاولة استدعاء ‏الحرب الأهلية‎".‎‎ ‎
وبحسب المصادر نفسها، فإن ما حصل "أحدث صدمةً كبرى لدى الطاقم السياسي بكلّ ‏تنوّعاته وباتت مفاعيلها الخطيرة تحتّم التقاء القوى السياسية حول هدفٍ وحيد هو إعادة ‏تحصين البلد، خصوصاً وأنّ ما حصل من حيث خطورته وقرعه لباب الفتنة، وضع مصير ‏لبنان واللبنانيين على المحكّ‎".‎
‎وأكّدت المصادر نفسها، أنّ "خطورة الوضع ألقت الكرة فوراً في ملعب الفريق الحاكم لكي ‏يُقدِم عبر الحكومة التي يرعاها على خطواتٍ تحصينية فورية ونوعية، إن في الاتّجاه ‏الإقتصادي والمالي أو في الاتّجاه الأمني الذي يمكن القول إنّ فتيله قد أُطفئ أمس، إلّا أنّ ‏الجمر سيبقى مشتعلاً تحت الرماد، رماد الفتنة، إذا كان عنوان الحكومة سيبقى هو العجز ‏والتلكؤ‎".‎‎ ‎
اتصالات: وكانت الاتصالات تواصلت على كل المستويات امس لتطويق ذيول احداث السبت، التي ‏توزعت بين بيروت وضواحيها وبعض المناطق، وتوقفت بعيد منتصف الليل. وقد شهدت ‏هذه المناطق تدابير امنية وعسكرية مشدّدة اتخذتها قوى الجيش والاجهزة الامنية. وقد ‏توجّت هذه الاتصالات باجتماع امني رأسه رئيس الحكومة حسان دياب، ضمّه الى نائب ‏رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر، وزير الداخلية محمد فهمي، وزيرة العدل ماري كلود ‏نجم، قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ‏المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، ‏مدير المخابرات العميد طوني منصور، نائب المدير العام لأمن الدولة العميد سمير سنان، ‏رئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود، ومستشار رئيس الحكومة خضر طالب. وبحث ‏المجتمعون في آخر المستجدات الأمنية، لا سيما بعد الأحداث التي شهدتها العاصمة بيروت ‏ليل أمس الاول، وأكّدوا أهمية حفظ الأمن وحماية الاستقرار وصون السلم الأهلي لمنع ‏العابثين من زرع الفتنة‎.‎
معلومات: وقبيل هذا الاجتماع الأمني، كشفت مراجع أمنية لـ "الجمهورية"، انّ المعلومات التي في ‏حوزتها كانت تشير الى احتمال وقوع احداث مشابهة لتلك التي جرت، لكن كان من ‏الصعوبة بمكان التثبت من مكان وقوع الإحتكاك المحتمل. فأجواء التصعيد لم تكن سراً من ‏الأسرار، إذ انّ بعض الأوساط الحزبية تعيش اجواء محتقنة وخصوصاً لجهة المقاربة لسلاح ‏‏"حزب الله"، التي اعطاها الحزب الأهمية التي لا تتساوى وحجم ما اثير في شأنها‎.‎‎ ‎
وفي المعلومات، ان الجميع يدركون انّ من تناول هذا الموضوع هم مجموعات صغيرة ‏تجاوزت الاهداف المرسومة للتحرّك الذي دعت اليه احزاب ومجموعات من "الثورة". ولم ‏يكن وارداً لديها اعطاء هذا العنوان للتحرّك الذي كان قائماً، وانّ ردة الفعل كانت اكبر مما ‏يجب ان تكون‎.‎
‎وفي وقت تكتمت مصادر المجتمعين على ما دار في الإجتماع، عُلم انّ حال ‏الاستنفار على مستوى القوى العسكرية والأمنية ستُمدّد الى ان تنجلي المرحلة‎.‎‎ ‎
فهمي‎ ‎: وقال وزير الداخلية العميد محمد فهمي لـ"الجمهورية"، إنّه "كانت توجد لدينا مؤشرات أولية ‏الى امكان دخول "طابور خامس" على خط التظاهر لإحداث فتنة، وهذا ما حصل"، مؤكّداً ‏‏"انّ القوى الامنية ممسكة بالأرض جيداً وهي على جهوزية تامة لتحمّل مسؤولياتها في ‏حماية السلم الاهلي والاستقرار الداخلي"، ومشدّداً على انّ "من غير المسموح إحداث اي ‏فتنة طائفية او مذهبية مهما كلف الأمر‎".‎
‎ ‎واشار فهمي الى انّه على إقتناع بأنّ بعض الأحداث والهتافات التي سُجلت امس الأول ‏‏"كانت مفتعلة ومخططاً لها عن سابق تصور وتصميم"، كاشفاً انّ هناك موقوفين ‏والتحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات ما جرى‎.‎
‎ ‎وقالت مصادر متابعة لـ"الجمهورية"، انّ "من أهم إنجازات الثورة انّها وحدّت اللبنانيين بعد ‏مرحلة طويلة من الانقسام حول كل شيء تقريباً، وشكّلت بارقة أمل في انّ اللبنانيين على ‏استعداد لتجاوز انقساماتهم وخلافاتهم والاتفاق على مواجهة الأزمة المالية صفاً واحداً ‏رفضاً للانهيار واستطراداً الفوضى. فالاتفاق على الشر يبقى أفضل من الانقسام على الخير، ‏لأنّ المشهد الوحدوي يعلو ولا يُعلى عليه، ويشكّل المدخل لتوسيع التفاهمات حول مسائل ‏وقضايا أخرى، فيما من المعلوم انّ اللبنانيين غير متفقين سياسياً، وانّ اتفاقهم لا يتعدّى ‏الوضع المعيشي، فأين المصلحة في تفريق صفوفهم في ملفات خلافية يستحيل حلّها قبل ‏التسوية الدولية-الإقليمية؟‎".‎‎ ‎
العنوان المعيشي اولاً: ورأت هذه المصادر، "انّ الثورة لم تبدأ سياسية، واستمرت بعناوين مطلبية، فلماذا الدفع ‏في اتجاه تسييسها من أجل منح من يريد تقويضها فرصة الانقضاض عليها؟ فمقابل كل ‏شارع يهتف بعنوان سياسي، يوجد شارع آخر يهتف بعنوان معاكس، فيما العنوان المعيشي ‏الذي يوحِّد كل الشوارع لا يسمح لأحد في ان يستنفر شارعه ضده، لأنّ كل البيئات موجوعة ‏وجائعة، وعلى رغم أحقية ان ينادي اي فريق بالشعار الذي يريده حرصاً على مبدأ الحرية، ‏ولكن يجب التمسّك بالعنوان المعيشي الذي وحّد جميع اللبنانيين وشكّل قوة ضغط على ‏السلطة، سيدفعها عاجلاً أم آجلاً للاستجابة لمطالب الناس، ولا يجب منحها فرصة الهروب ‏إلى الأمام عن طريق التسييس‎".‎
‎ ‎وشدّدت المصادر على "ضرورة تحييد السياسة عن الثورة تلافياً لتقديم خدمة مجانية لمن ‏يريد ضرب هذه الثورة"، ولم تستبعد "ان يكون التسييس مفتعلاً على يد من يريد التخلُّص ‏من حركة الناس، خصوصاً وانّ محاولات الأكثرية الحاكمة لتسييس الحراك لم تتوقف منذ ‏اللحظة الأولى لانطلاق الثورة، التي بدأت معيشية ويجب ان تستمر معيشية ومطلبية ‏تحقيقاً للأهداف المرجوة منها، بكفّ يد الأكثرية الحاكمة كمدخل لتوسيع دور الدولة وصولاً ‏إلى الدور الكامل‎".‎‎ ‎
وقالت المصادر نفسها: "انّ أكثر ما أربك السلطة هو حراك الناس، وقد سعت بكل ‏الوسائل للتخلّص منه، وإذا كان البعض عن حسن نية أراد رفع شعارات تعبّر عن رأيه ‏وإقتناعاته وتفكيره، فإنّ هذا من حقه، ولكن يجب ترك الثورة بحالها، لأنّ الأولوية القصوى ‏هي لإبقاء الثورة موحّدة، لأنّها بوحدتها ستنجح في تحقيق مطالبها، فيما بانقسامها ستكون ‏السلطة أكثر المستفيدين من هذا الانقسام‎".‎
‎ ‎

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o