May 11, 2020 6:50 AM
صحف

عرض صيني للكهرباء و‎"‎سيمنز" تصرف النظر عن الاستثمار في لبنان!؟

كتبت الاخبار: عين على الغرب للحصول على عطفه. "سيمنز" و"جنرال إلكتريك" ‏أعلنتا الاهتمام ببناء معامل لإنتاج الكهرباء في لبنان، لكن التمويل لا يزال ‏عالقاً، ربطاً بالوضع المالي والنقدي. وزارة الطاقة تتوقع شروطاً صعبة، ‏لكن على المقلب الآخر، في الشرق، ثمة من ينتظر. الصين أعلنت ‏استعدادها لبناء المعامل وتمويلها، وفق أي صيغة تريدها الحكومة، وبتوفير ‏يتخطى الـ 100 مليون دولار. هنا يضع لبنان نفسه أمام خيارين: الكهرباء ‏أم رضى الغرب؟
يحمل وزير الطاقة ريمون غجر، غداً، إلى مجلس الوزراء، ملف معامل الكهرباء مجدّداً. يريد حصراً الحصول على ‏موافقة المجلس على نموذج مذكرة التفاهم، التي يُفترض أن تُوقّع مع كل الشركات المصنّعة، تمهيداً لبدء المناقشات ‏معها وتبيان فرص الاتفاق على إنشاء المعامل. تلك هي المرة الثانية التي يعود فيها غجر إلى الحكومة لمناقشة مسألة ‏المعامل، بعدما حصل في آذار الماضي على تفويض "للتفاوض من دولة إلى دولة مع الشركات المصنّعة". إذ تم ‏بالفعل التواصل مع شركات "سيمنز" و"جنرال إلكتريك" و"ميتسوبتشي" و"انسالتو" وغيرها. وتبين، بحسب ‏غجر أن هذه الشركات "لا تزال مهتمة بالاستثمار في لبنان، لكن بطبيعة الحال ستتغير الشروط ربطاً بالواقع ‏الاقتصادي والمالي‎".‎‎
بالنتيجة، بعد الموافقة على مذكرة التفاهم، يُفترض أن تبدأ المناقشات الرسمية، لكن غير الملزمة، مع الشركات. عندها ‏ستظهر الشروط الفعلية، وبما يتخطى مجرد الاهتمام. تلك الشروط إن كانت مقبولة من لبنان، تبدأ المرحلة الفعلية، أي ‏التفاوض على عقود بناء المعامل‎.

بداية انفتاح "الطاقة" على العروض الصينية، تمثّلت، بحسب المعلومات، باستقبال وزير الطاقة لوكيل شركة‎ ‎CMC ‎سركيس شلهوب، بعدما كان الأخير قد التقى رئيس الحكومة، مُجدِّداً استعداد الصين للاستثمار في بناء ‏معامل الكهرباء. وأكثر من ذلك، علمت "الأخبار" أن إدارة الشركة الصينية راسلت كلاً من رئيس الحكومة ‏ووزير الطاقة، معلنة اهتمامها المشاركة في مناقصة إنشاء معامل كهرباء في كل من سلعاتا والزهراني ودير ‏عمار، وفق نظام‎ BOOT (‎بناء وتملّك وإدارة المعمل ثم تحويله إلى الدولة بعد انتهاء مدة العقد). الرسالة الأخيرة ‏وصلت إلى وزارة الطاقة في 6 أيار الحالي‎.‎
الأهم من كل ذلك أن مصادر مطلعة تؤكد أن الشركة مستعدة لتأمين التمويل من دون الحصول على ضمانة سيادية ‏من الدولة. تدرك الشركة أن هكذا ضمانة لم تعد ذات قيمة دولية. ما تطلبه فقط هو رسالة من وزارة الطاقة تؤكد ‏فيها استعدادها لشراء كل الكمية المنتجة من الطاقة. هذا بديهي، فالكهرباء المنتجة ستذهب في النهاية إلى مؤسسة ‏كهرباء لبنان‎.
لكن، لماذا يمكن للشركة الصينية أن تقدم عرضاً كهذا؟ يقول المصدر إن الصين لا تخفي اهتمامها بالمنطقة. هي ‏راغبة في تعزيز حضورها، وقد تكون الأقدر في العالم على تمويل مشاريع بنى تحتية حالياً. طبعاً هي في النهاية ‏تدخل في مشروع استثماري طويل الأمد، ولذلك فهي تحسب أنه إذا كان لبنان متعسراً اليوم، فهل سيبقى كذلك ‏لعشرين عاماً؟ وعليه، قد تكون تلك فرصة لبنان لبناء معامل الكهرباء بعد سنوات من الخسائر، أو على الأقل تلك ‏فرصته لترك المنافسة تأخذ مجراها بعيداً عن الخضوع لأيّ من الضغوط، إن أتت من الغرب أو من الشرق‎.‎

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o