May 05, 2020 7:19 AM
صحف

التفاوض مع صندوق النقد ليس نزهة وخزائنه لن تُفتح قبل "إقتناعه" بالخطة

كشفت مصادر وزارة المالية لـ"الجمهورية" انّ "صندوق النقد الدولي سبق ‏واطّلع على العناوين الاساسية لخطة الانقاذ الحكومي، وان التعديلات التي أدخلت على ‏الخطة لكي تصدر في نسختها النهائية التي أقرّتها الحكومة، إنما جاءت في بعض منها تلبية ‏للملاحظات التي أبداها الصندوق".

ولفتت المصادر نفسها الى "انّ ممثلي مجموعة الدعم الدولية واكبوا هذه التطورات من ‏البداية، وشجّعوا عليها. وبالتالي، هناك نوع من الاحتضان لمشروع التعاون مع صندوق ‏النقد، وأن لا صحة لوجود أجواء مشككة تتعلق بموقف دول مؤثرة داخل الصندوق لجهة ‏حرمان لبنان من المساعدة، بسبب طبيعة العلاقة مع "حزب الله". وبالتالي، هذه العقبة غير ‏قائمة فعلياً".‎

وفي شأن المخاوف من تحميل المصارف اكثر من طاقتها في الخطة، بما قد يؤدي عملياً ‏الى القضاء على النظام المصرفي، وهذا الامر يطرح علامات استفهام كثيرة حول وجود ‏مخطط لتغيير وجه لبنان الاقتصادي، تنفي مصادر وزارة المالية "وجود نيّة لضرب ‏المصارف، بل تؤكد ان ما ورد في الخطة، هو مجرد استعراض للواقع ولحجم الخسائر، ومن ‏ثم وضع الخيارات المتاحة للمعالجة. وبالتالي، لا شيء نهائياً في هذا الموضوع، وسيتم ‏اعتماد الخيار الأنسب للخروج من الأزمة، بأقلّ أضرار ممكنة على الجميع، ومن ضمنها ‏القطاع المصرفي اللبناني".

التفاوض ليس نزهة: في هذا الوقت، اكد خبير في شؤون المؤسسات المالية الدولية لـ"الجمهورية" "ان لبنان، ‏ومع تقديم طلبه الى صندوق النقد الدولي، لا يعني ان الصندوق سيبادر فوراً الى فتح ‏خزائنه امام لبنان، الذي عليه الّا يعتبر ان الامر قد انتهى عند هذا الحد، بل على العكس، ثمة ‏مرحلة طويلة سيدخل فيها طلب لبنان. فلنفرض ان بدأت المفاوضات اليوم مع صندوق ‏النقد بناء على الطلب اللبناني، فإن سار الأمر بطريقة سلسلة بلا اي مطبّات او عراقيل، ‏فالمسألة تحتاج بالحد الادنى بين 6 اشهر و8، اما اذا برزت عراقيل وصعوبات في الطريق ‏فمعنى ذلك أشهراً اضافية من المفاوضات والانتظار.‎

وبحسب الخبير المذكور الذي شارك في لقاءات ممثلي صندوق النقد مع مسؤولين لبنانيين ‏قبل عدة اسابيع، فإن كل الاحتمالات واردة مع صندوق، بما فيها عدم إقراض لبنان، كتعبير ‏عن عدم اقتناعه بالخطة وبالاجراءات التي يفترض على الحكومة ان تقوم بها.‎‎

ويلفت الخبير نفسه الى وجوب توفّر شرطين اساسيين لحصول لبنان على اموال من ‏صندوق النقد: الأول، ان تكون الخطة التي قدّمها لبنان وافية وصلبة ومُقنعة للصندوق، ‏والثاني ان يجيب لبنان عن سؤال وحيد: إذا قدّم لك صندوق النقد قروضاً، كيف ستردها؟ ‏وما هي الاجراءات التي عليك ان تقوم بها لتقنع صندوق النقد بأن يطمئن لقروضه ويفتح ‏خزائنه أمامك؟ خلاصة الامر انّ التفاوض مع صندوق النقد الدولي لن يكون نزهة.‎

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o