Apr 29, 2020 6:44 AM
صحف

موجة عنف مُقبلة على لبنان..والهدف إضعاف الجيش!

كانت طرابلس امس قبلة الانظار، لكنها ليست الوحيدة، ولن تكون كذلك، مع تمدد حالات ‏الفقر تباعا الى كل المناطق. لكن الانفجار بدأ في الاحياء الاكثر فقرا، والتي لن يكون ضبطها ‏ممكنا في الايام المقبلة. وبرز خوف من الانزلاق الى الشارع المحترق، ما لم توفر السلطة ‏السياسية الحلول الانسب للمرحلة المقبلة. ويتحدث وزير سابق لـ"النهار"، وقد التقى اخيراً، ‏وقبيل اقفال المطارات، مسؤولين اميركيين، فيحذر من موجة عنف مقبلة على لبنان، ‏ويتخوف من ان يؤدي الامر الى مواجهات حقيقية مع الجيش تهدف الى اغراقه في ‏المستنقعات، وبالتالي اضعافه، كما يحصل حاليا مع مصرف لبنان وحاكميته، بعد ‏الانقضاض على القطاع المصرفي، لضرب كل اسس التركيبة والصيغة والنظام الاقتصادي ‏للبنان، لدفعه الى المحور الاخر الايراني - السوري. ويعتبر ان هذه المعطيات والتي بلغت ‏البطريرك الماروني، هي ما دفعته الى موقفه التصعيدي الاخير، محذرا من ممارسات ‏هدفها ضرب النظام لتغييره في ظل عدم تكافؤ في القوى مرحليا، ما يدفع البلد الى ‏احضان "حزب الله" وشركائه الاقليميين. ويرى ان تصريحات رئيس الحكومة عن موت ‏النظام الاقتصادي الذي قام عليه لبنان يحمل في طياته هذا المعنى، سواء كان مقصودا ‏منه بالمعنى السياسي ام غير مقصود‎.‎

إستياء اميركي: وكشفت مصادر وزارية النقاب لـ"اللواء" عن رسالة مهمة نقلتها سفيرة الولايات المتحدة ‏الأميركية دورثي شيا الى الرئيس دياب، اعربت فيها عن استياء حكومتها من احداث العنف ‏التي شهدتها مدينة طرابلس اخيراً، ولجوء السلطة الى الزج بالجيش اللبناني في مواجهة ‏المحتجين على تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد‎.‎
ولفتت السفيرة الأميركية رئيس الحكومة الى أنه ينبغي أن تسرع الحكومة اللبنانية الخطى ‏لانجاز خطتها للانقاذ والمباشرة سريعا بتنفيذ سلة الاصلاحات في المؤسسات والادارات ‏التي تستنزف اموال الخزينة واتخاذ الإجراءات الضرورية للتخفيف من وطأة الأزمة ‏المعيشية عن كاهل المواطنين ، مشددة على أنه لايجوز وضع الجيش اللبناني في مواجهة ‏مباشرة مع المحتجين الذين يطالبون السلطة باتخاذالإجراءات اللازمة لتحسين أوضاعهم ‏المعيشية ووضع حد للتدهور الحاصل، لانه ليس من مهمات الجيش الدفاع عن النظام أو ‏السلطة ووضعه في المواجهة مع الشعب بشكل صدامي لتغطية تأخر الحكومة وقصورها ‏في القيام بالمهمات المنوطةبها بهذا الخصوص، باعتبار ان مهمة الجيش هي الدفاع عن ‏البلد برمته وكان من المستحسن ان تتولى قوى الامن الداخلي مهمة الحفاظ على الامن ‏وملاحقة المخلين بدعم من الجيش اللبناني‎.‎
واشارت السفيرة الأميركية أن الولايات المتحدة الأميركية التي تدعم الجيش اللبناني ضمن ‏برنامج مساعدات على مدى طويل ليتمكن من القيام بالمهمات المطلوبة منه في الدفاع ‏عن سيادة واستقلال لبنان ويحافظ على وحدته وسلامته لايمكن ان يكون في مواجهة ‏مباشرة مع المحتجين‎.‎
وفي السياق، استغربت مصادر نيابية كيف يتم الاعلان في الاخبار الرسمية المنقولة عن ‏رئيس الحكومة حسان دياب ووزير المال غازي وزني عن ثناء كل من وزيري الخارجية ‏والاقتصاد الفرنسيين في الاتصالات معهما على الخطة الاقتصادية التي وضعتها الحكومة ‏أو البرنامج المالي والاقتصادي في حين لم تنجز مثل هذه الخطة كما صدر في اكثر من ‏موقف رسمي بهذا الخصوص ومايزال اللبنانيون بانتظار هذه الخطة الموعودة‎.‎

وضع غير مُطمئن: وحذرت مصادر مواكبة للتطورات من أن «الوضع الأمني غير مطمئن»، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن التقارير الأمنية تشير إلى «مخاوف من تفاقم الوضع الأمني، بسبب تفاقم الجوع والعوز والحاجة، كما تشير إلى أن استغلال الناس ومطالبة الفقراء قد يزيد أيضاً، ما قد يرفع مستوى العنف في ظل غياب أي أفق سياسي واقتصادي من شأنه أن يثبت الحلول، وبغياب بوادر لحلحة المعضلات الاقتصادية القائمة».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o