تحرّك إسرائيلي على الحدود الجنوبية وخرق للسيادة... ما هي مؤشراته؟
جابر: حرب نفسية وإثبات وجود... الأجواء اللبنانية مستباحة لغياب الرادع

المركزية – تواصل إسرائيل انتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية واستخدامها الأجواء المحلية للقيام بأعمال عسكرية ضد سوريا، بما يمثل خرقا فاضحا لقرار مجلس الأمن الرقم 1701. فقد أشارت وكالة الأنباء السورية "سانا" الى أنه في حوالي الساعة الخامسة من فجر اليوم تصدت وسائط الدفاع الجوي في الجيش السوري لعدوان إسرائيلي بالصواريخ من فوق الأجواء اللبنانية وأسقطت عددا من الصواريخ المعادية قبل الوصول إلى أهدافها. إضافة إلى قيام الطائرات الحربية الاسرائيلية صباح اليوم بغارات وهمية فوق صيدا، هذا إلى جانب الطيران الحربي الاسرائيلي الذي يحلق بصورة يومية فوق الاجواء اللبنانية وعلى ارتفاع منخفض في معظم الاحيان، وغيرها من الأعمال المسترة على الحدود الجنوبية من تركيب كاميرات مراقبة وتسلل إلى الداخل. فما هي مؤشرات هذه الخروقات؟

العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر أكد لـ"المركزية" "ان الغارات الاسرائيلية على دمشق ليست الاولى ولن تكون الأخيرة، وقد حصلت نحو 200 غارة منذ العام الماضي وحتى اليوم، لذلك فهي لا تشي بعملية عسكرية، وقد اعتدنا على ذلك"، لافتاً إلى "أن اطلاق صواريخ على أهداف في سوريا حصل كالعادة من الاجواء اللبنانية، لأنه ممنوع على الطيران الاسرائيلي ان يدخل فوق أجواء سوريا بأمر من موسكو، بينما الاجواء اللبنانية مستباحة، حيث تستطيع اسرائيل اطلاق صواريخ واختراق أجوائنا، من دون تحريك ساكن"، مشددا على "ان ليس لدينا اسلحة مضادة للصورايخ لذلك من السهل استخدام اجوائنا".

أضاف جابر: "اسرائيل ليست بصدد القيام بأي عمل عسكري لأسباب عديدة، منها غياب حكومة اسرائيلية ومشكلة تفشي وباء كورونا إلى جانب المشاكل التي يعاني منها نتنياهو... لذلك، لا تخوف من عمل عسكري كبير ضد سوريا او لبنان إنما مجرد أعمال عسكرية محدودة ومتكررة وعلنية ضد اهداف ايرانية في سوريا"، جازماً "أن نتنياهو يقوم بها ليقول ان اسرائيل موجودة، ولم تدر ظهرها".

ولفت جابر إلى "أن الغارات الوهمية فوق لبنان تدخل في باب الحرب النفسية وإثبات الوجود، لكن ضرب لبنان غير وارد لأن اسرائيل غير مستعدة لفتح جبهة مع لبنان أو لأي حرب. أما على الضفة اللبنانية، فإن حزب الله لا يريد اسقاط الطائرات الاسرائيلية فوق لبنان حتى لو كانت لديه اسلحة مضادة للطائرات، خاصة وان اسرائيل مستعدة لدفع الملايين لكشف هذا الأمر، كما أنه غير مستعد لإعلان الحرب مع اسرائيل وان يقوم هو بالضربة الاولى".