Apr 24, 2020 2:50 PM
خاص

الحملة على سلامة... اهداف متعددة ولكل رسالته
حزب الله يسعى لترويضه وعون لمنع المستقبل والاشتراكي من اسقاط العهد

المركزية- في الحملة الشرسة والمركّزة الموجهة ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من حزب الله وحلفائه واعلامه وناسه الذين هتفوا في تظاهرتهم امس امام المصرف المركزي "شيعة شيعة" ورددوا عباراتهم المعهودة "الشياح الغبيري...." الموثقة بفيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تكشف انتماءاتهم الحزبية والمناطقية، الكثير مما يقال، بعيدا من مسؤولية سلامة او عدمها في ما آلت اليه اوضاع البلاد من انهيار كارثي.

بديهي القول ان منبع الحملة مصدره واحد معروف ومكشوف، غير ان الهدف، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية" ليس واحدا، فلكل اهدافه التي يبدو جليا انه يوجه عن طريقها رسائله. والنتيجة ايضا واحدة رياض سلامة ليس في وارد الاستقالة وهم لا يمكن ان يقيلوه.

تعتبر المصادر ان اكثر من طرف يلعب على حبال الحملة على سلامة وهم يتوزعون على النحو الاتي:

-فريق العهد الذي يصوّب على الحاكم، وقد نظم تظاهرته الشهيرة في 20 شباط امام المصرف المركزي حينما اشتبك مع الحزب الاشتراكي، لا يتطلع الى اقالة سلامة بقدر ما يستهدف ثنائي الاشتراكي- المستقبل الذي يرى ان هدفه الاوحد اليوم اسقاط العهد عن طريق تفشيل الحكومة وحملها على الاستقالة. فالرئيس عون يدرك تماما ان اي خطوة في اتجاه اقالة سلامة ستدخل البلاد في المجهول الاسود، ليس لكون سلامة لا بديل منه او لانه الرجل الخارق، انما لمعرفته بتداعيات ما قد تتسبب به رسالة من هذا النوع توجه الى واشنطن في هذا التوقيت بالذات.

-فريق حزب الله الذي اشار بعض المعلومات الى عزمه على اقالة سلامة وانه ابلغ الرئيس نبيه بري بقراره هذا. هذا الفريق تعرب المصادر عن اعتقادها بأنه وفي اطار سياسة التهويل التي يمارسها، يرفع سقف ترهيب الحاكم الى الحد الاقصى لاخضاعه وترويضه، بحيث يصبح خاتما في اصبعه يحركه في مواجهة السياسات الاميركية والعقوبات المفروضة عليه، وقد بلغ امتعاضه الحد الاقصى مع اصدار سلامة تعاميمه الاخيرة التي قطعت الطريق على شبكة الصيارفة التي يتردد ان الحزب يديرها وتدرّ عليه ارباحا طائلة.

- الفريق الحكومي الذي عبر على لسان رئيسه حسان دياب عن انزعاجه من عدم تنسيق المركزي مع السلطة التنفيذية، وهو بكلامه هذا وجه رسالته لعدم تجاوزه او القفز فوق الحكومة في اي قرار، علما ان مجلس الوزراء لو انجز المهام المنوطة به لناحية اقرار التعيينات المالية العالقة بفعل الخلافات السياسية، لما اضطر دياب الى قول ما قال.

في مطلق الاحوال، تؤكد المصادر ان جلّ ما يبتغيه مطلقو الحملة راهنا هو اشاحة النظر عن ارتكابات اهل السلطة من دون استثناء، وجعل رياض سلامة، كبش محرقة، وعوض ان يفرملوا الاندفاعة الفائقة السرعة نحو الانهيار الشامل بعلاجات ناجعة تضع حداً للتدهور، يتلهون بتراشق كرة المسؤوليات التي ستصيب في وقت غير بعيد على الارجح اسس الهيكل الذي سيسقط على رؤوس لبنان ومن فيه.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o