Apr 23, 2020 3:34 PM
خاص

"التيار" يقرأ بين سطور الانتخابات المبكرة وتطييرها:
لا أحد يسقط عهدا فكيف إذا كان عون رئيسا؟

المركزية- بلعبة تطيير النصاب المعهودة، أطاح النواب باكرا جلسات نيابية كان يفترض أن تواكب احتياجات الناس العائدين إلى الشارع بقوة. غير أن هذا الهدف لم يتحقق. لكن هذا لا ينفي أن للجلسة أهمية كبيرة، حيث أنها كشفت ما يمكن تسميتها عورات سياسية تكرس الطلاق بين الناس المنتفضين، الآخذة أزماتهم في التراكم، وطبقة سياسية تغرد بعيدا عمن يفترض أنها تمثلهم. بدليل أن الجلسة غرقت في سجال متجدد بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة حسان دياب، في خطوة جديدة على طريق الطلاق بين الفريق الوزاري ورعاته.

وفي مشهد آخر يؤكد أن بين الشعب المنتفض وممثليه المفترضين إنفصالا تاما، أسقط النواب صفة العجلة عن اقتراح القانون المقدم من جانب المعارضة لاجراء انتخابات نيابية مبكرة تعيد القرار السياسي إلى مصدره الشعبي الأول، ما فجر سجالا عنيفا بين نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، أحد أعضاء تكتل لبنان القوي، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، اعتبر فيه الفرزلي أن هذا الاقتراح يحمل مسا بكرامة المجلس. على أن العونيين يذهبون أبعد من ذلك في تحليل ما بين سطور هذا الاقتراح على أنه رسالة إلى العهد وقبطان سفينته "الرئيس القوي" العماد ميشال عون. فيؤكدون أن هذا النوع من "الممارسات الشعبوية" لن يسقط حكما يقوده الرئيس عون شخصيا.

وفي السياق، اعتبرت مصادر قيادية في التيار الوطني الحر عبر "المركزية" أن ما جرى أمس أظهر أن هناك من يرفع شعارات شعبوية لا تهدف سوى إلى إرضاء الرأي العام، ومن بينها الدعوة إلى الانتخابات النيابية المبكرة، مع العلم أنهم يعرفون أن لا إمكان لاجراء انتخابات نيابية في الظرف الراهن".

ولفتت المصادر إلى أن "طرح هذا النوع من الاقتراحات أتى في غير زمانه ومكانه. ذلك أن الأولوية الأزمة الاقتصادية التي أزكاها وباء كورونا".

وفي وقت يؤكد أصحاب الاقتراح أن الهدف منه الاستجابة لمطالب الشارع من حيث انتاج طبقة سياسية جديدة، تذكر المصادر العونية بأن هذا الموضوع طرح في بداية الثورة، لكن السؤال الأهم هو: ما هي نسبة اللبنانيين الذين يؤيدون هذه المطالب؟ ثم إن هناك نسبة معينة من اللبنانيين أعطت النواب الحاليين الثقة في صناديق الاقتراع، ولا يحق لأحد سحب هذه الوكالة قبل أوانها.

ودعت مؤيدي هذا الطرح إلى الاستقالة من مجلس النواب من باب الانسجام مع النفس، معتبرة أن أحدا لا يسقط مجلسا ولا عهدا، فكم بالحري إذا كان عهد الرئيس ميشال عون، مشيرة الى أن هناك من يحاول منع رئيس الجمهورية من المساس بالخطوط الحمر التي قامت عليها تحالفات المرحلة السابقة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o