Apr 21, 2020 5:53 PM
خاص

أسعار النفط الأميركي تتهاوى في مهبّ "كورونا"
المخزون والطلب يُربكان الدول المنتجة.. حتى حزيران

المركزية- انهيار تاريخي في أسعار النفط الأميركي... عنوان كافٍ للدلالة على الوضع المأزوم، لا بل المأسوي الذي وصل إليه قطاع النفط العالمي... إذ تراجعت أسعار النفط الأميركي للعقود الآجلة إلى ما دون الصفر للمرة الأولى في التاريخ، ما يعني أن شركات النفط تدفع للعملاء للحصول على منتجاتها خشية تراكم مخزون الخام لديها خلال الشهر المقبل.

وفي حين كشفت مصادر في قطاع الطاقة لـ"المركزية" أن أسعار النفط الراهنة ستستمر لفترة قصيرة، وأن قطاع النفط سيستعيد زخمه فور الانتهاء من مفاعيل فيروس "كورونا"، كان للخبيرة في شؤون النفط والغاز لوري هايتيان قراءة سريعة في التطورات المستجدة على الساحة النفطية، إذ ربطت التدهور الكبير في سعر برميل النفط الأميركي "بالتراجع الكبير للطلب الناتج عن تفشي فيروس "كورونا" حيث الشلل التام في الحركة العالمية والتي تتلخّص بانعدام السياحة والطيران والإنتاج الصناعي والطاقوي...إلخ".

ولفتت في حديث لـ"المركزية" إلى "عملية إنتاج غير منضبطة قامت بها الدول المنتجة للنفط المنضوية ضمن اتفاقية "أوبيك+" مطلع نيسان الجاري، في مقابل تراجع الطلب بشكل سريع وقاسٍ. وما أن عادت وتوصّلت تلك الدول ومجموعة الـ20 إلى اتفاق يبدأ سريانه اعتباراً من أول أيار 2020، اكتشفت اليوم أن هناك مشكلة في تخزين كميات النفط للعقود الآجلة، لأن قدرة التخزين في الولايات المتحدة الأميركية وتحديداً في أوكلاهوما قد استُنفدت كلها، ما سبّب هلعاً دفع إلى التسارع على البيع، الأمر الذي أدى إلى هذا الانهيار في الأسعار".

وأوضحت أن "الانحدار في الأسعار طاول أيضاً العقود المستحقة في حزيران 2020، وبالتالي ستواجه الدول المنتجة للنفط المشكلة ذاتها في الشهر السادس من العام، وهي مشكلة التخزين في مقابل الفائض، حتى أن ناقلات النفط أصبحت تُستعمل للتخزين".

ولفتت هايتيان إلى تأثير هذا الواقع على سعر البرنت الأميركي "الذي انخفض اليوم إلى 21 دولاراً، وبالتالي المشكلة أصبحت عالمية في ظل انكماش الاقتصاد العالمي وانعدام الطلب على النفط".

ورأت أن "التحسين سيكون تدريجياً وليس بالسرعة المأمولة، وكلما مرّ شهرٌ تلوَ الآخر تجدر مراقبة معدلات الطلب وليس العرض".

وعن انعكاسات الأزمة على لبنان، اعتبرت هاتيان أن "شراء النفط والفيول ممكن في الوقت الراهن وفق السعر المنخفض، ما يشجعنا على التخزين قدر الإمكان".

* * *

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o