الحوثيون يخرقون وقف النار والتحالف العربي يتمسك به
هل تلاقي ايران ايجابية الرياض وتبصر التسوية اليمنية النور قريبا؟

المركزية- في الثامن من نيسان الجاري، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، وقف إطلاق النار بشكل شامل في اليمن، لمدة أسبوعين قابلة للتمديد. وأوضحت قيادة القوات المشتركة للتحالف، أن الهدف من وقف إطلاق النار هو تهيئة الظروف لتنفيذ دعوة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، لعقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين.

الا ان الايجابية هذه لم تقابلها مجموعات الحوثي بمِثلِها. فقد أعلن التحالف امس ان إجمالي الخروق من قبل الحوثيين لوقف إطلاق النار خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وصل إلى 95 انتهاكا. وأوضح التحالف، أن الخروق التي قام بها الحوثيون شملت الأعمال العدائية العسكرية، فضلا عن استخدام كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة. غير ان التحالف أكد استمرار التزام قواته والجيش الوطني اليمني بوقف إطلاق النار الشامل مشيرا إلى تطبيق "أقصى درجات ضبط النفس بقواعد الاشتباك، مع حق الرد المشروع لحالات الدفاع عن النفس في الجبهات".

هذا الموقف يعكس، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" إصرارا قويا من قبل الرياض- عرّابة "التحالف" وأحد أبرز المؤثرين في تطورات الساحة اليمنية- على ابقاء باب التفاوض لابرام حل سياسي للازمة التي تفتك باليمن منذ سنوات، مفتوحا، وترك حظوظ التوصّل الى "تسوية"، متقدّمة على سواها. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، تلقائي، وفحواه: هل ستلاقي ايران، "حاضنة" الحوثيين وأكبر داعميهم مالا وسلاحا وعتادا، الليونة العربية – الخليجية في منتصف الطريق، عبر تدخّلها لدى جماعة الحوثي لحثّهم على وقف خرق الهدنة والتقيّد بها؟

الايام القليلة المقبلة ستحمل الجواب، علما ان المصادر تشير الى دفع اممي – دولي قوي، لتثبيت التهدئة والذهاب سريعا الى مفاوضات يمنية – يمنية لايجاد حل للنزاع المسلح، سيشكّل مدخلا لابرام التسوية الكبرى للحروب التي تشهدها المنطقة اليوم.  وتتوقع المصادر ان ينجح غريفيث في مسعاه هذه المرة.

والحال ان الأمم المتحدة، قالت  منذ ساعات إنها تلقت مؤشرات إيجابية من قبل الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) حول مبادرة قدمها مبعوثها الخاص، مارتن غريفيث، لإنهاء الحرب. وأضاف نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي عبر دائرة تليفزيونية "لدينا مؤشرات إيجابية إزاء المقترحات التي قدمها غريفيث، الجمعة، وهو الآن يتواصل مع الحكومة اليمنية والحوثيين بشأنها". ورفض المسؤول الأممي تقديم مزيد من الإيضاحات عن المؤشرات الإيجابية التي تحصل عليها من طرفي الصراع في اليمن.

وكان  غريفيث، اعلن انه بعث "مقترحات محدثة لاتفاق حول وقف إطلاق نار، يشمل عموم اليمن". ووصف المقترحات المقدمة بأنها "متوازنة، وتعكس المصالح الأساسية لكل الأطراف إلى أقصى حد ممكن". واعتبر غريفيث المقترحات، "حزمة واقعية وشاملة تمكن اليمن من الابتعاد عن العنف ومعاناة الماضي، واتخاذ خطوة تاريخية نحو السلام" وتضمنت المقترحات، الاستئناف العاجل للعملية السياسية وإجراءات اقتصادية وإنسانية لتخفيف معاناة اليمنيين، وبناء الثقة بين الأطراف، ودعم القدرة على مواجهة كورونا.