Apr 13, 2020 11:17 AM
صحة

وزير الصحة يجول على مستشفيي "بهمن" و"السان جورج":
لا عائق مالياً امام الحفاظ على صحة المواطن والحكومة خلية أزمة
عمار: لا لتناحر الأحزاب في معركة "كورونا" والمحاصصة على حساب الكفاءة

المركزية - أكد وزير الصحة العامة حمد حسن أن "ليس هناك أي عائق مالي أمام الحفاظ على صحة المواطن"، معلناً أن "ليس هناك أي خطط أو حواجز جغرافية أو حسابات قصيرة النظر، ومسؤوليتنا جميعا ضمانة سلامة الوطن وصحة مواطنيه"، مؤكداً أن "إعادة الثقة بالدولة تكمن في التعاون المشترك والتكامل في ما بيننا من دون أي اعتبار لأي حسابات سياسية".

كلام حسن جاء خلال جولة قام بها ظهراً في مستشفى بهمن في الضاحية الجنوبية، حيث افتُتح المركز الطبي المعد لمعالجة مرضى "كورونا"، في حضور وزير الصناعة عماد حب الله والنواب: علي عمار، أمين شري وفادي علامة، مدير مستشفى بهمن علي كريم والطاقم الإداري فيه.

عمار: وتحدث النائب عمار مرحبا بالحضور، مشيراً إلى أن "بداية لا يسعنا الا استحضار من باب الوفاء شخصية علمية فذة ومرجعية عظيمة، هي السيد محمد حسين فضل الله، الذي نلتقي اليوم في رحاب ما أورث المجتمع من مؤسسات تربوية وثقافية ودينية واستشفائية".

ووجه عمار التحية الى وزير الصناعة باعتباره "يخوض معركة من نوع آخر عشية مناقشة ما يسمى بالخطة الاقتصادية والمالية، ولكنني أحب تقديم نفسي مع من يحب جنوداً وخدماً بين يدي قائد هذه المرحلة وقائد الحرب على فيروس "كورونا" وعنيت به وزير الصحة، ونحن لا نملك سوى أن نشد على يديه، لانه مثّل من موقعه معنى المسؤولية والجدية وتجاوز كل الاعتبارات بحركته في كل لبنان، من أقصى شماله الى أقصى جنوبه، ووصل الليل بالنهار لينتقل بهذا المجتمع الذي يضج بالمشاكل على المستوى الاقتصادي والمالي والاجتماعي الى شاطئ الامان".

كريم: بدوره، عرض كريم استعدادات المستشفى لاستقبال المصابين، وتوجه الى وزير الصحة قائلاً "نراكم بين الناس تجولون وحرمتم نفسكم الراحة لخدمة المواطنين. ونحن اليوم في بهمن وجمعية المبرات لم نتعود الوقوف متفرجين أمام أي واقع خطر يداهم المجتمع. ومن هذا الاعتبار وضع بمبادرة من السيد علي فضل الله مبنى ضخم لتقديم الخدمات الصحية الضرورية".

حسن: من جهته، حيا الوزير حسن "مرجعيات عظيمة تتنافس لخدمة الانسان في صحته وحمايته وضمانته وحصانته، على أكثر من مستوى، وهي الأطقم الطبية في المستشفيات، لافتاً إلى أن "ما نقوم به واجبنا الوظيفي والأخلاقي، والاستثمار الذي وظفناه في الانسان لا سيما في الأطقم الطبية والتمريضية والشعاعية والمخبرية والخدماتية، استثمرنا وكانوا دائما معنا، كانوا شركاءنا والان هم شركاؤنا في التضحية: البلديات رؤساء البلديات والاتحادات البلدية وكل الجمعيات الأهلية التي بادرت مع بداية الأزمة لتكون الشريك الميداني والمدافع والمؤازر لحصانة المجتمع وتنفيذ كل القرارات الصادرة عن اللجنة الوطنية لمكافحة وباء كورونا برئاسة رئيس مجلس الوزراء، لها كل التقدير والشكر يؤازرون ماديا ومعنويا البلديات وكل فاعليات المجتمع المدني".

وتابع "سأتحدث في ثلاث نقاط: الأولى أننا كمجلس وزراء نؤازر جميعا ويجب أن نعطي للحكومة حقها، جميعنا خلية أزمة نعمل لمتابعة كل القرارات كي لا تكون المقررات الصادرة عن مجلس الوزراء أو اللجنة الوزارية لادارة الأزمة مكتوبة فقط، لا بل نتابعها وهي تتحقق وهذا ما يعكس هذه الصورة من التناغم بين الوزارات، وهذا ما يبرز دور الحكومة على المستوى الصحي والطبي، وأعتقد أنه بشكل أو بآخر على قدر آمال مجتمعنا وتمنياته. الحفاظ على كرامة الموظف والممرض والطبيب وحقوقهم مسؤوليتنا المشتركة ولن نتأخر. عقود المستشفيات جاهزة في وزارة الصحة ووزير المال جاهز، ودفعنا الى حدود شهر حزيران 2019، ومن قدم من المستشفيات الخاصة كل الفواتير عن شهر 9 في طريقها الى الدفع، وكذلك من قدم عن شهر 12، ويمكن اعطاء المستشفيات التي تعاني من ضائقة مالية سلفة عن العام 2020. اذا ليس هناك من عائق مالي أمام الحفاظ على صحة المواطن، وهذا الخيار متفقون عليه مع كل الجهات الرسمية ومراجعنا السياسية، وأن نكون في خدمة المواطن وفي صحته وحضانته الاجتماعية وكرامته الانسانية".

وأضاف "أما النقطة الثانية، فهي المبادرة التي تتفضلون بها اليوم في مستشفى بهمن لتجهيز مركز طبي، وهو ليس مركز ايواء، وهذا المركز الطبي الذي نراه تجهيزا وتخطيطا على قدر عال من المسؤولية ومن المهنية والتعاطي المسؤول، لأنه في بعض المحطات في بداية الأزمة وبداية الوباء، كانت لدينا مشكلة وهي للأسف اصابة العديد من الأطقم الطبية، ورأيناها في أكثر من منطقة، وهذا يحصل في كل دول العالم، ولكن التخطيط جيد والتنفيذ على أساس علمي وصحي ومهني، حتى نحمي الفرق الطبية التي هي المدافع الأول والأخير، لكنهم دائما في الطليعة".

وأكد أن "وزير الصناعة شريكنا وكذلك شاء القدر والتخطيط وبتوقيت من الله، أن تتكامل في هذه المرحلة وزارتا الصحة والصناعة، لأنه في الأزمات والضائقة الاقتصادية التي نعيشها، انسانيتنا ممتحنة، ودائما اللبناني كان سباقا، وتعلمنا من الجمهورية الاسلامية الايرانية. هذه الطاقات في المجتمع المدني التي بادرت بالصناعات الوطنية للمستلزمات الطبية وتستكمل بصناعة الأدوية الوطنية، هذا التكامل محمود، ونأمل أن يعطي التعاون المشترك مع باقي الوزارات هذه الصورة التي نحن في أمس الحاجة اليها لاعادة الثقة بالدولة ان نتكامل في ما بيننا من دون أي اعتبار لأي حسابات سياسية اخرى".

وختم حسن "جميعنا في خدمة الصحة العامة للمواطن، وعلى الأراضي اللبنانية كافة، ليس هناك أي خطوط أو حواجز جغرافية أو حسابات قصيرة النظر، في مسيرتنا المشتركة مسؤوليتنا حماية المجتمع، وما نقوم به ان شاء الله ضمانة لسلامة المواطن".

"مستشفى سان جورج": كذلك، جال الوزير حسن في مستشفى سان جورج، يرافقه وزير الصناعة عماد حب الله، النواب فادي علام، علي عمار، أمين شري وحكمت ديب، النائب السابق ناجي غاريوس، رئيس مجلس إدارة المستشفى محمد بشير ومديره حسن عليق، رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام ومسؤول وحدة المستشفيات في "حزب الله" أحمد كحيل.

عليق: وبعد مناورة حية لكيفية استقبال مرضى "كورونا"، ألقى عليق كلمة رحب فيها بالحضور، معتبرا ان "الوزير حمد حسن جاء في الزمن الصعب وهو أهل لذلك. تلبية لنداء الأمين العام لـ "حزب الله" واستجابة مع خطة الحزب، خصصنا مستشفى سان جورج لمصابي "كورونا" وتركنا مستشفى الرسول الأعظم لخدمة باقي المرضى. بدأنا العمل بعدة محاور، قمنا بمجموعة من إصدارات تثقيفية وتوعية داخل المستشفى وعملنا على تحويله إلى مبنى متخصص لمرضى كورونا، وذلك يتطلب إجراءات كبيرة ووقتا طويلا، واستطعنا ذلك، كما دربنا العاملين فيه على كيفية التعامل مع المصابين، ولدينا الآن 70 ممرضا ومدرسة لتأمين بدائل عند الحاجة".

وأعلن "اننا بكامل جهوزيتنا لاستقبال مرضى "كورونا" عندما تدعو الحاجة وعند طلب وزير الصحة ذلك، ونشكر كل من قدم لنا مباني لإقامة الممرضين الممرضات، وكذلك من قدم المستودعات للتخزين".

عمار: من جهته أشار عمار إلى "أننا نلاحظ في معركة محاربة هذا الوباء، ان بعضا من الناس استساغ الترف السياسي، حيث انه من خلال بعض الموضوعات وخصوصا موضوع الخطة الاقتصادية المالية التي هي في معرض النقاش الآن أمام كل القوى والأحزاب السياسية، التقط هذه الفرصة ليثير سجالا هنا وآخر هناك. الجميع لديه ملاحظات، وقد تكون لديه ملاحظات على هذه الخطة، لكن لا يصح ونحن في قلب العاصفة، في قلب هذه المعركة، ان نتساجل في ما بيننا، وان تتحول المواطنية الموحدة الآن بين اللبنانيين في معركة محاربة الفيروس ومقاومته، الى أحزاب وقوى تتناحر على قضايا سياسية، كما حصل في موضوع التعيينات، حيث وجدنا ان اركان المحاصصة والمقاصة والمناحرة بالخلفيات الطائفية والمذهبية نبتت من جديد على حساب الكفاءة والنزاهة والاختصاص. وكم صدح في الماضي ويصدح في الحاضر انه لا يجوز في موضوع التعيينات لا سيما في ما يتعلق بالمراكز المالية والنقدية ان تكون الدولة الا لأهل الاختصاص واهل الكفاءة، ولا يصح الاستسلام لجائحة ما يسمى بجمعية المصارف التي ضاعت وضاعت معها ودائع الناس وأموالها".

وأضاف "نطالب الدولة بضرورة وضع اليد على من استساغ ان ينال من ودائع الناس واموالهم عبر جمعية المصارف وغيرها، خصوصا اذا ما اضفنا لها دورا شيطانيا لمن يسمونه حاكما للمال وحاكما للنقد في لبنان. ولذا قد اكون استغللت هذه المناسبة لاثارة بعض القضايا، وفاتني بالتالي ان اتوجه بالشكر للمجاهدين في مقاومة هذا الفيروس والمستجيبين لدعوة الامين العام ولرئيس المجلس التنفيذي بناء على الخطة التي اعلنت، عنيت محمد بشير والحاج حسن عليق والطواقم الطبية والتمريضية في هذا الصرح الاستشفائي ومستشفى الرسول الاعظم وعلى مساحة ساحات الاستشفاء".

وختم "شكرا للطواقم الطبية وتحية لكم جميعا. وسمعا وطاعة يا سيدي سماحة الامين العام لدعوتك الى اعلان الحرب، وها نحن كنا وسنكون حيث يجب ان نكون، ما نحن الا الجنود المجندة والخدام الصغار في معركتك يا صاحب سماحة الجهاد والوعد الصادق".

عون: وكانت كلمة لرئيس بلدية الحدت جورج عون، قال فيها: نحن اليوم في حرب، والعالم كله يدا واحدة لمواجهة "كورونا"، ونحن في بلدة الحدت يدا واحدة منذ زمن في مواجهة العدو، وأحيي العاملين في مستشفى سان جورج، وستكون لنا مساعدة مالية له نعلن عنها في اليومين المقبلين". وختم شاكرا وزير الصحة على "جهوده الجبارة".

حسن: بدوره، ألقى وزير الصحة كلمة رحب في مستهلها بالحضور، ثم قال "أود أن أشير الى نقطتين، أولا، نعم نحن شركاء في شفاء الوطن ان شاء الله، وطننا مريض ولكنه لا يزال في بداية العوارض، لم نصب في الصميم، وهذا بفضل الله، والذي تقدم اليوم نموذج عن كيفية التعاطي مع المرض، والمستشفيات الحكومية بادرت مشكورة وكذلك بعض المستشفيات الخاصة شاركت، ولكن إدارتي مستشفى الرسول الأعظم وسان جورج تتعاطيان بتكامل لنبقى نخدم المرضى، وفي نفس الوقت نخصص مؤسسة استشفائية كاملة لكل الحالات الالتهابية الوبائية التنافسية او المشكوك ان تكون كورونا. أما النقطة الثانية والتي أثارها رئيس البلدية، فهي التعاطي البلدي المسؤول مع كل مؤسسات المجتمع المدني، فلفتتني المقاومة المجتمعية، نعم نريد حضانة مجتمعية، ان نكون بجانب أهلنا، والمشهد الذي نراه ليس غريبا، فبظل كل ما تعرض له هذا الوطن من مآس ومحن، نحن فعلا نقاوم سويا كل الظروف القاهرة للعيش بهذا الوطن، وفي نفس الوقت نتطلع بأمل إلى المستقبل المشرق للبنان، وأحييكم على مبادرتكم وأقول لكم: نعم كلنا مع بعضنا، يدا بيد، لخدمة الإنسان في هذا الوطن".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o