Mar 30, 2018 8:12 AM
مقالات

تصاعد التعبئة الانتخابية بين "حزب الله" و"المستقبل"

تتصاعد التعبئة الانتخابية بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية ومع انطلاق الحملة في شكل رسمي إثر انتهاء مهلة تسجيل اللوائح الإثنين الماضي، ما جعل المنافسة تأخذ طابعاً جدياً أكثر في ظل سعي كل فريق إلى استغلال ما يتيحه النظام النسبي في القانون الجديد من خرق للوائح الخصوم.
فاستنفار الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ضد تشكيل لوائح منافسة للائحة تحالفه مع حركة "أمل" في دائرة بعلبك الهرمل وممارسته نفوذه مع حلفائه كي لا يتحالفوا مع خصومه في دوائر أخرى، وتدخله لضم حلفاء له على لوائح جرى تشكيلها من قبل هؤلاء الحلفاء، قابلته تعبئة معاكسة من زعيم "المستقبل" رئيس الحكومة سعد الحريري ورموز تياره، ولا سيما وزير الداخلية نهاد المشنوق، لاستنفار جمهوره في مقابل شد العصب لجمهور الحزب.
وبعد رد الفعل العكسي على وصف نصرالله منافسي مرشحيه بأنهم حلفاء لـ"داعش" و"النصرة"، لجأ الحزب إلى تجديد لغة قديمة ضد الحريرية السياسية بتحميل رموزها مسؤولية الدين العام وبوصف نصرالله أمام كوادر حزبه خصومه بأنهم خطر داخلي أكثر من الخطر الإسرائيلي، مراهنا على خرق لوائح "المستقبل" في بيروت والشمال. ولم يكن عن عبث إعلان الحريري في الشمال نهاية الأسبوع الماضي أن الحزب يتدخل في اللوائح في الشمال وبيروت، بعد قوله إن المواجهة الانتخابية هي مع الحزب. وهو قال أول من أمس إن "من خلال هذه الانتخابات المهمة، يتحدد المسار السياسي للبلد"، لافتاً إلى أن "التقاعس عن التصويت سيفسح المجال أمام الآخرين للوصول والاستئثار بقرار العاصمة ومصادرته لمصلحة جهات وأجندات خارجية".
ويلفت بعض المراقبين إلى أن ليس صدفة أن يكثر عدد اللوائح في مناطق نفوذ "المستقبل" أكثر من غيرها. ويهمس هؤلاء بأن «حزب الله» شجع عليها لخفض الحاصل الانتخابي لتيار الحريري (9 في بيروت الثانية، 6 في طرابلس و8 في عكار...).
وتشير مصادر سياسية إلى أنه لا يمكن عزل ما يدور في شأن الانتخابات عن التطورات الإقليمية وتزايد القصف الإيراني عبر الحوثيين على السعودية، وتصاعد المواجهة بين طهران والرياض إقليميا ودوليا. وتعتبر أوساط متابعة أنه يصعب فصل كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق أول من أمس في رده على نصرالله عن هذا السياق حين قال: "بيروت في 6 أيار 2018 لن تنتخب لائحة 7 أيار 2008، ولا يعتقدنّ أحد أنّ بإمكانه الإمساك بقرار بيروت، بعدما اعتدى عليها قبل عشر سنوات بالسلاح".
وردّ على "كلام قيل أمام كوادر ماكينة حزب الله الانتخابية في بيروت" (قاصداً انصر الله) قائلاً: "قرأنا كلاماً اعتقدنا أنّنا تجاوزناه، لكن يبدو أنّه كان مخبّأً لاستعماله في هذه المرحلة، عن خطر داخلي يفوق الخطر الإسرائيلي وعن أناس قاموا بأسوأ مما قامت به إسرائيل، وليسمحوا لنا، فالأخطر هو الفريق المتورّط في الاعتداء على العرب في كلّ حروب الفتنة من سوريا الى العراق واليمن، والأخطر هو راعي خلايا التفجير في كل مكان، والأخطر والأخطر هو تعميم سلاح ما يسمى بسرايا المقاومة وهي سرايا الفتنة في بيروت وفي عرمون وفي بشامون، سرايا الفتنة المأجورة".

المصدر: الحياة

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o