Mar 18, 2020 8:32 AM
صحة

سباق على المليارات.. من سيصل أولا إلى لقاح يقضي على كورونا؟

دخلت عدة دول كبرى في سباق محموم للتوصل إلى لقاح فعال ضد فيروس "كوفيد - 19"، وفيما دفعت الصين بالجنرال تشين وي إلى المعركة، يحاول مختبر أميركي من سياتل إحراز قصب السبق.

وأعلنت الصين غداة حقن مختبر أميركي في مدينة سياتل ثلاثة متطوعين في أول تجربة على لقاح ضد الفيروس التاجي الجديد، إعطاء الضوء الأخضر لفريق من العلماء المتخصصين تقوده تشين واي، وهي عالمة أوبئة شهيرة وجنرال في الجيش الصيني لبدء الاختبارات السريرية على لقاح، وصف بالواعد. 

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أجرت مؤخرا أول تجربة سريرية على لقاحها في مدينة سياتل، مركز تفشي الفيروس على أراضيها، إلا أن الجنرال تشين واي، كانت قد بادرت مطلع شهر آذار إلى إجراء تجربة جسورة، حيث حقنت نفسها وستة من مساعديها باللقاح الجديد الذي توصل إليه فريقها، وهي فعلت ذلك حتى قبل أن يخضع اللقاح للتجربة على الحيوانات.

اللقاح الأميركي الذي جرب مؤخرا، تم تطويره من قبل المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية بالتعاون مع شركة التقنية الحيوية "موديرنا".

وصرح أنتوني فوشي، مدير المعهد: "تمثل المرحلة الأولى التي تم إطلاقها بسرعة قياسية، خطوة أولى مهمة نحو تحقيق هذا الهدف".

هذا الهدف الملح لوقف تفشي الوباء القاتل، تسعى إليه ليل نهار مختبرات متخصصة في جميع الدول الكبرى، بما في ذلك روسيا وألمانيا وكندا وبريطانيا، إلى جانب الولايات المتحدة والصين، حيث تبدو المنافسة على أشدها.

بالمقابل، تمركزت العالمة الصينية تشين وي وفريقها المتخصص منذ مطلع العام في ووهان، المدينة الذي خرج منها هذا الوباء، وقبل ذلك خاضت هذه العالمة والضابط في الجيش الصيني جولات من المعارك ضد فيروسات خطيرة مثل إيبولا في إفريقيا وسارس على أراضي بلادها، وهي بذلك تخوض المعركة محملة بخبرة كبيرة، وإرادة حديدية اكتسبتها من عملها في صفوف الجيش.

الصين أيضا كانت أول من نجح في الكشف عن مواصفات الفيروس التاجي الجديد الجينية، وتقاسمت ما توصلت إليه مع مختبرات الدول الأخرى، الأمر الذي أتاح للمتخصصين تخليق هذا الفيروس داخل المختبرات لرصد مواصفاته ومواطن قوته وضعفه.

وعلى الرغم من احتدام معركة الإنسان مع هذا الفيروس الجديد والقاتل، ودخول العلماء مرحلة الصراع العملي معه، إلا أن المشوار، كما يؤكد أغلب الخبراء لا يزال طويلا للوصول إلى لقاح قادر على وقف "زحف" هذا الفيروس الجديد، علاوة على التأكد من سلامة الدواء والإلمام بجميع تأثيراته الجانبية المحتملة.

وما يزيد من صعوبة هذه المهمة الملحة لجميع سكان الكوكب، أن العلماء لم يتمكنوا من اكتشاف لقاح ضد فيروس سارس السابق لفيروس "كوفيد - 19"، وحتى إذا تم التوصل إلى لقاح ضد الوباء الجديد، فسيمر بتجارب طويلة ومعقدة تستغرق أكثر من عام قبل أن يصبح في متناول اليد.

ويمكن القول إن نجاح أي دولة في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة، في التوصل إلى لقاح يقضي على  فيروس "كوفيد"- 19"، سيكون انتصارا مدويا يرفع من قدرها ويزيد من هيبتها، إضافة إلى أنه سيكون مصدرا يدر عليها المليارات، ويسجل لصالحها نقاطا أمام خصومها، ويدفع بها إلى الصدارة في هذا المجال لعقود.

بريطانيا: أعلن المستشار العلمي للحكومة البريطانية، باتريك فالانس، أن المملكة المتحدة حققت تقدما كبيرا في تركيب لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، معتبرا أنه قد يكون جاهزا في ربيع 2021.

وقال فالانس، في مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس الثلاثاء مع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ومستشار الخزانة، ريشي سوناك: "في ما يخص موضوع اللقاحات، فإنها تمثل الرد على كل ذلك، والتقدم الذي تم تحقيقه ملموس".

وأوضح، تعليقا على مدة إنجاز عملية وضع اللقاح: "منذ 3 أو 4 سنوات فقط الرد الطبيعي على هذا السؤال كان أن إعداد اللقاح سيتطلب 20 عاما، لكن الآن هناك لقاحا في المملكة المتحدة يمكن أن يتم استخدامه في الاختبارات السريرية الأولى في شهر نيسان".

وأردف المستشار العلمي للحكومة البريطانية: "لا أزال أعتقد أننا سنكون محظوظين حال حصولنا على لقاح متاح للاستخدام الجماعي بعد عام من بدء هذه العملية، وهذا الأمر سيكون غير عادي، لكن ثمة تقدم".

وتعمل عدة دول حاليا على إعداد لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد "COVID-19"، الذي بدأ انتشاره من مدينة ووهان الصينية في أواخر كانون الأول 2019 وأصاب 200 ألف شخص على الأقل في نحو 150 دولة.

وسبق أن أعلنت الولايات المتحدة عن بدء الاختبارات السريرية للقاح تعمل عليه، فيما أكدت الصين أنها تطور حاليا 8 لقاحات مختلفة، وسمحت رسميا ببدء الاختبارات السريرية الأولى.

فرنسا: وذكرت وكالة "فرانس برس" أنّ مجموعة سانوفي الدوائيّة الفرنسية تعرض دواء بلاكنيل المضاد للملاريا لمعالجة 300 ألف مصاب بفيروس كورونا.

وأعلنت مجوعة "سانوفي" أن "بلاكنيل"، الدواء المضادّ للملاريا الذي تنتجه، برهن عن نتائج "واعدة" في معالجة مرضى بفيروس كورونا المستجدّ، وبالتالي فهي مستعدّة لأن تقدّم إلى السلطات الفرنسيّة ملايين الجرعات منه.

وقال متحدّث باسم المجموعة لوكالة "فرانس برس" إنّه على ضوء النتائج المشجّعة لدراسة أجرتها على هذا الدواء فإنّ "سانوفي تتعهد وضع دوائها في متناول فرنسا وتقديم ملايين الجرعات، وهي كميّة يمكن أن تتيح معالجة 300 ألف مريض"، مشدّداً في الوقت نفسه على أن المجموعة مستعدة للتعاون مع السلطات الفرنسيّة "لتأكيد هذه النتائج".

وأقرّت الصين أيضاً إجراء التجارب السريريّة على أول "لقاح" يتمّ تطويره لمكافحة فيروس كورونا الجديد، وذلك بعد أقلّ من 24 ساعة على تجارب مماثلة في الولايات المتحدة.

وأورد تقرير نشرته صحيفة صينيّة أنّ الصين أجازت إجراء التجارب السريريّة على أوّل لقاح تطوّره لمحاربة فيروس كورونا.

روسيا: وكشفت رئيسة قسم علم الفيروسات بكلية البيولوجيا بجامعة موسكو، عن تطوير العلماء الروس مستحضرا من فسيفساء التبغ لمكافحة فيروس كورونا المستجد COVID-19.

وأوضحت أولغا كاربوفا، أن العلماء ابتكروا تكنولوجيا لإنتاج جزيئات كروية تعتمد على فيروس فسيفساء التبغ غير الضار للإنسان. علاوة على ذلك، فإن سطح هذا الجسيم يمكن أن "يلتصق" بأي بروتين، بما في ذلك بروتين فيروس سارس COV-2، الذي تسبب في وباء COVID-19.

وأضافت كاربوفا أن الجسيمات التي تم إنشاؤها هي مناعية وتسبب استجابة قوية في جسم الإنسان دون استخدام مواد إضافية تستخدم في تطوير لقاحات أخرى. 

وخلصت للقول: "أخيرا، الجزيئات القائمة على فيروس فسيفساء التبغ قابلة للتحلل تماما، وبعد أداء وظيفتها، سيتم التخلص منها من الجسم".

بدوره، أعلن عميد كلية البيولوجيا، بجامعة موسكو الحكومية، عضو الأكاديمية الروسية للعلوم، ميخائيل كيربيشنيكوف، أنه يمكن إنشاء نموذج أولي للقاح مضاد لفيروس كورونا COVID-19 في غضون 3 أشهر.

وقال لصحيفة "إزفستيا" اليوم، إن التطوير السريع لمثل هذا اللقاح يتطلب مستوى كافيا من التمويل.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o