Jan 08, 2020 7:04 AM
صحف

رأيان يحومان حول الحكومة ونصيحة من بري!

طفت على سطح التشكيل ملامح كباش مستجد بين الأكثرية الحكومية غداة واقعة مقتل قائد "فيلق ‏القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في ظل اختلاف حاصل في التوجهات ووجهات النظر بين الثنائية ‏الشيعية التي ترى أنّ الأوضاع الإقليمية باتت تحتم تشكيل حكومة غير خالية من الدسم السياسي، وبين "التيار الوطني ‏الحر" بمؤازرة الفريق الرئاسي الذي لا يزال متمسكاً بصيغة التكنوقراط، بغية إقفال الباب أمام إمكانية تسلل فكرة ‏إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري إلى أذهان الثنائية الشيعية، وإفشال عملية إقصائه التي كان قد شكّل الوزير جبران ‏باسيل رأس حربتها. وهو كباش لم يخفه باسيل نفسه خلال إطلالته المتلفزة مساءً عبر شاشة "الجديد"، من خلال تأكيده ‏وجود تساؤل في أوساط القيّمين على تشكيل الحكومة عما "إذا كانت التشكيلة الاختصاصية قادرة على مواجهة ‏الوضع الراهن في المنطقة بعد مقتل اللواء سليماني"، ليضيف مستطرداً: "برأيي نعم". 

رأيان متناقضان: وكشفت مصادر أكثرية 8 آذار لـ"نداء الوطن" عن "نقاش جدي يجري حالياً بين ‏أصحاب القرار في هذه الأكثرية النيابية يتمحور حول وجود رأيين: الأول يقول بالعمل سريعاً على ولادة الحكومة ‏وفق صيغة التكنوقراط، وهذا الرأي يرجحه فريق العهد، والثاني يقول بالانتقال إلى حكومة سياسية بالكامل لأنّ ‏الظرف الراهن والتطورات العسكرية الأخيرة في المنطقة، تحتاج الى حكومة قادرة على التعامل مع أي مستجد وهذا ‏ما لا تستطيعه حكومة من طراز التكنوقراط، لذلك لا بد من حكومة سياسية برئاسة دياب إذا قبل بذلك أو الشروع في ‏تسمية غيره بعد اعتذاره، وهذا هو توجّه الثنائي الشيعي‎".‎
‎ ‎
وفي السياق نفسه، نقلت مصادر رفيعة متابعة لمجريات عملية التأليف لـ"نداء الوطن" أنّ رئيس مجلس النواب نبيه ‏بري كان "قد نصح عقب اغتيال سليماني بالتريث في مسار التأليف، تماشياً مع ضرورات المرحلة وتحدياتها"، مشيرةً ‏إلى أنّ "أغلب العقد التي كانت تحوم حول مسألة توزيع الحقائب حُسمت، وآخرها اتفاق عون ودياب أمس على ‏استبعاد دميانوس قطار عن وزارة الخارجية وتوزيره في حقيبة أخرى كالاقتصاد، وبالتالي لم يعد هناك ما يحول دون ‏إعلان ولادة الحكومة سوى الضوء الأخضر النهائي من الثنائية الشيعية"، متوقعةً أن تحسم الساعات الـ48 المقبلة ‏المشهد ليظهر خيط التأليف الأبيض من الأسود بحلول نهاية الأٍسبوع‎.‎

توزيع الحقائب: وذكرت معلومات "اللواء" أن الخلاصة النهائية التي وصلت اليها المفاوضات تفيد بإسناد حقيبة الخارجية الى احد ‏السفيرين ناصيف حتّي او شربل وهبة، والاخير هو المستشار الدبلوماسي للرئيس عون، وتولى منصب مدير الشؤون ‏السياسية في الخارجية اللبنانية وهو-كما حتّي- من المشهود لهم بالكفاءة.على ان تؤول حقيبة الاقتصاد الى الوزير ‏السابق دميانوس قطّار الذي يتمسك به الرئيس دياب‎.‎‎‎
وبالنسبة للتمثيل السنّي وحقيبتي الداخلية والاتصالات، علمت "اللواء" ان الاسماء المطروحة هي: العميد المتقاعد ‏طلال اللادقي (بيروت)، حافظ شحادة وحسني ضاهر (من الاقليم)، وعثمان سلطان (طرابلس)، ومحمد حسن أو اللواء ‏المتقاعد عدنان مرعب (من عكار‎).
‎ ‎وحول التمثيل الدرزي، لا زال البحث قائما حول الحقائب التي ستسند الى الوزير بعد دمج عدد من الوزارات. (البيئة ‏والشؤون الاجتماعية والمهجرين)، فيما يطالب اركان الطائفة بالصناعة‎.‎‎ ‎
وعلى رغم تأكيد مصادر بعبدا، بأن العقد الحكومية في طريقها إلى الحل، لكن الخلاصة التي انتهى إليها الاجتماع ‏الرئاسي، اوحت ان حلحلة العقد قد تحتاج إلى وقت غير محدد بعد، وان كان ما يزال ضمن المهلة التي حددها الرئيس ‏المكلف بالشهر أو بستة أسابيع، علماً ان أي تأخير يضاف إلى عملية التأليف سيكون له مردود سلبي في ظل الظروف ‏الإقليمية الضاغطة، خصوصاً بعد التطورات الإقليمية الساخنة، اثر اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري ‏الإيراني قاسم سليماني، حيث تحدثت بعض المعلومات الموثوقة، عن احتمال تغيير بعض الأسماء المطروحة من قبل ‏أكثر من طرف، ومنها الثنائي الشيعي، إضافة إلى استمرار عقدتي التمثيل السنّي (الداخلية) والمسيحي (للخارجية ‏والدفاع‎).

وذكرت مصار متابعة للاتصالات ان ثنائي "امل" و"حزب الله" قد يطلبان تغيير بعض اسماء الوزراء الاربعة ‏بمايتلاءم مع التطورات الاقليمية التي تفرض وجود وزراء متابعين للشأن السياسي لا اختصاصيين فقط. والأمر ذاته ‏ينطبق على الشخصية التي ستتولى حقيبة الخارجية، وتفرض شخصية قادرة على التعاطي مع الملفات الاقليمية ‏الساخنة. لكن مصادر الثنائي نفت النية لأي تغيير، وكررت مصادر "حزب الله"، ما ذكرته مصادره لـ"اللواء" امس، ‏أن الحزب يريد تشكيل حكومة بأسرع وقت وكل ما حكي أنه تراجع عن موقفه بحكومة تكتوقراط غير صحيح، و أن ‏التطورات الاقليمية لا علاقة لها بتشكيل الحكومة‎.‎‎ ‎
إلا ان المصادر المواكبة لعملية التأليف أكدت لـ"اللواء" ان ما من تبديل في الحقائب السيادية ولم تعد الداخلية عقدة ‏مشيرة الى ان الأجواء ايجابية وجدية، وان كله مرهون بالاتصالات وما اذا كانت، هناك من مستجدات جديدة قد ‏تطرأ وتقلب الإيجابية الى سلبية‎.‎‎ ‎
كذلك لم تؤكد المصادر ما اذا كان الحل قضى بمنح الأقتصاد للوزير السابق دميانوس قطار ام لا على انها كررت أن ‏تأليف الحكومة يتم بالتشاور بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف‎.‎

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o