Jan 02, 2020 6:33 AM
صحف

الرئيس المكلف يستأنف اتصالاته اليوم... فما الحل للتمثيل الدرزي؟

ودّع اللبنانيون العام ٢٠١٩ ولم يستقبلوا العام ٢٠٢٠ مع عيدية الحكومة التي وُعدوا بها قبل العيد، إلا أن الأجواء لا تزال على حالها بين تفاؤل مقصود تعمّمه جهات سياسية توحي بأن إعلان الحكومة قريب جداً؛ مقابل معلومات تشير إلى أن العقد لا تزال على حالها.

وأفادت مصادر مطلعة على مسار التأليف "الأنباء الالكترونية" أن المساعي الحكومية ستستأنف اليوم بعد انتهاء عطلة العيد وذلك من المرحلة التي كانت قد توقفت عندها الاتصالات قبل العطلة، بدءاً من النقاش حول عدم توزير أسماء من الحكومة السابقة، والارجحية تذهب بهذا الاتجاه، وصولاً إلى أزمة التمثيل الدرزي.

وفيما يسعى الرئيس المكلف حسان دياب الى معالجة عقدة تمثيل بعض القوى السياسية التي تدور في فلك قوى ٨ آذار والتي لا مجال لتسمية وزراء لها كلها في الحكومة، فإن النقاش يدور، بحسب المصادر، حول حصر تمثيلهم بوزير واحد، فيما برزت تطورات أخرى تتعلق بالوزير الأرمني أيضا.

إلى ذلك يرتبط عدد الوزراء بالحلول التي سيتم التوصل إليها بشأن كل هذه العقد، اذ بعدما استجد موضوع تمثيل الدروز الذي نال إجماعاً من كل الطيف الدرزي إثر موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط،  تعود مسألة عدد الوزراء إلى الواجهة.

وتقول أوساط سياسية التقت دياب أنه يسعى لاستعادة المبادرة بما يتعلق بطرح شخصيات من خارج الانتماء الحزبي، وهو يعتبر أن هذا الأمر كفيل بحد ذاته بحل بعض العقد، حيث يعتقد دياب أن الأمر سيعالج مسألة الوزير الدرزي؛ تحديدا في ظل وجود قلق لدى الفريق الذي أوصل دياب، من أن تنزع عقدة التمثيل الدرزي الميثاقية عن الحكومة. وتتحدث الأوساط عن أن القلق هذا مرده إلى أنه وإنْ كان الحزب التقدمي الاشتراكي غير مشارك بالحكومة؛ الا أنه بحال لم تكن حقيبة الوزير الدرزي وازنة وقرر الأخير الانسحاب نزولا عند موقف الطائفة الجامع؛ فذلك سيفقدها الميثاقية الدرزية، وعليه يتم البحث عن حل لهذا الملف من خلال إما اضافة عدد الوزراء الى ٢٠ وبالتالي حصول الدروز على وزيرين، وهو ما لم يقبل به بعد الرئيس المكلف في ظل إصراره على ان تكون الحكومة من ١٨ وزيراً، أو بأن يتمثل الدروز بشخصية من خارج الاصطفافات الدرزية السياسية حرصًا على أن لا يكون محسوباً على اي فريق؛ بالتوازي مع نقاش اي حقيبة ستسند اليه لأن الحقيبة المطروحة حتى هذه اللحظة هي البيئة، والقيادات الدرزية لا تراها وزانة لتمثيل الطائفة.

بالتزامن مع هذه النقاشات يجري الاستعداد في مكان آخر لاستعادة التحركات في الشارع مع الحديث عن قرب تشكيل الحكومة وفي ضوء الترقب لما سيصدر عن اجتماع المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى يوم السبت، وبالتالي فإن سباقاً قائم بين مساعي التأليف والتحركات المرتقبة في الشارع، معطوفاً على تحدي تفادي تداعيات المواجهة الايرانية الاميركية التي ترتفع أسهمها في المنطقة تحديدًا في الساحة العراقية وما ينتج عنها على مستوى لبنان.

بالمحصّلة فإن كل الفريق المعني بتأليف الحكومة يسابق الوقت لإخراج التشكيلة بأسرع وقت كي لا يتم استيلادها بعملية قيسرية اذا ما استجد اي طارئ.

ورشة عمل لاختيار اختصاصيين: تضاربت المعلومات حول موعد إعلان الحكومة، ففي وقت تقاطعت فيه معلومات من مقربين من الرئيس المكلف حسان دياب والثنائي الشيعي مفادها بأن الحكومة ستُعلن قبل السبت المقبل، رفضت مصادر وزارية تحديد مواعيد، قائلة لـ"الشرق الأوسط" إن الاحتمالات كلها واردة و"لا وقت محدداً لإعلان الحكومة بعد"، لافتة إلى أن هناك "عملاً مستمراً ودؤوباً لاختيار الوزراء من الاختصاصيين".

وغداة ظهور عقدة التمثيل الدرزي والامتعاض من أن تكون حصة الدروز مقتصرة على وزارة البيئة، تحدثت مصادر لـ"الشرق الأوسط" عن أن حلحلة جرت لهذا الملف عبر اقتراح بتوزير شخصية حيادية درزية تتولى حقيبتين وزاريتين إحداهما وازنة. وقالت مصادر إن رئيس مجلس النواب نبيه بري يدفع باتجاه هذا الاقتراح على قاعدة أن الدروز كانوا في الحكومة الماضية يتولون حقيبتي التربية والصناعة، فليس من المعقول أن يتولوا حقيبة البيئة فقط في الحكومة الجديدة.

وتقول مصادر مطلعة على مسار تشكيل الحكومة  لـ"الشرق الاوسط" إن الرئيس المكلف يخوض ورشة عمل لاختيار الوزراء الأكفأ بين الخيارات الموجودة، ويجري اختيار الاختصاصي الأفضل من بين أسماء الاختصاصيين في حوزته، مشددة على أنه مصرّ على اختيار وزراء اختصاصيين ينسجمون معه بوصفه رئيساً اختصاصياً.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o