Dec 19, 2019 1:57 PM
اقتصاد

الأشقر يعرض صعوبات القطاع الفندقي.. ويحذّر:
سنفاجئكم بمقاومتنا وثورتنا.. كما فاجأتكم الثورة

المركزية- "سنفاجئكم بمقاومتنا وثورتنا وفعلنا وردات فعلنا، كما فاجأتكم ثورة أسقطت حكومة وأربَكت  تأليفها" بهذه العبارة ختم نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر مؤتمره الصحافي الذي عقده في فندق Four Seasons  في بيروت بعنوان "رسالة مفتوحة لمن له آذان صاغية.. صرخة موجعة"، عرض في خلاله المراحل التي شهدها القطاع الفندقي منذ العام ١٩٩٨ والصعوبات التي واجهها هذا القطاع منذ العام ٢٠١١ إلى اليوم حيث بات في وضع خطير، في حضور أعضاء مجلس النقابة وحشد من أصحاب الفنادق في المناطق اللبنانية كافة.

نَصّ البيان: وتلا الأشقر البيان الآتي: "قال جبران خليل جبران "ويل لأمّةٍ لا ترفعْ صوتَها إلا إذا مشت بجنازةٍ، ولا تثور إلا وعنقها بين السيف والنطع". يتساءل بعض الخبراء الماليين أو الاقتصاديين والصحافة كيف للقطاع السياحي أن يتعثر وينهار في مدة 60 يوماً من الثورة؟ أيها الزملاء:

- ويلات، حروب، اعتصامات واغتيالات مرّت علينا، ارتفعت وتيرتها مع نشوب الحرب السورية في الـ2011 ، تداعياتها أدّت إلى قطع الطريق الدولية... فخسرنا السياحة البينية 350،000 سائح عربي ومنهم 200.000 أردني.

- تردّى الوضع الأمني بين عامي 2012 و2015 ، جولات متعدّدة على مساحة الوطن ولا سيما طرابلس وصيدا، تفجيرات متفرّقة لا سيما في الضاحية الجنوبيّة، فراغ في الرئاسة الأولى، انقسام سياسي عمودي واتّهامات متبادلة، خطابات وتصريحات وتظاهرات أدّت إلى تحذير بعض الدول رعاياها من المجيء إلى لبنان ومنع البعض الآخر، خسرنا العامود الفقري للسياحة في لبنان "العرب" وتحديداً أهل الخليج.

- صواعق كبّدت القطاع الفندقي خسائر كبيرة في السنوات الخمس الماضية، أجبر البعض على إقفال جزئي والبعض الآخر إلى إقفال كُليّ، سقط البعض واستدان الآخرون من المصارف بفوائد عالية، فتراكمت المستحقات والفوائد والضرائب والخسائر، وسقط المزيد منهم "شهداء القطاع الفندقي"، منذ ذلك الحين بدأ التعثر، حينها رفعنا صوتَنا عالياً بشكل حضاري وعلمي، رفعنا صوتَنا في كل محفلٍ ومؤتمرٍ ومن خلالِ المرئي والمسموع،

رفعنا صوتَنا مع كل الرؤساءِ والوزراءِ والكُتلِ النيابية وكل مصدر قرار، قلنا يومها وفي سنة 2012: "نحن ثائرون".

- نعم ثائرون لأن عُنُقنا واعناق عمالنا واقتصادنا بين السيف والنطع...

- ثائرون لأننا آمنّا بالله وبهذا الوطن

- ثائرون لأننا مصرّون على إكمال رسالة أجدادنا وآبائنا الذين بنوا القطاع السياحي منذ بداية القرن الماضي، ووضعوا لبنان على الخريطة السياحيّة في زمن كانت السياحة حصرية للبنان ولبنان فقط.

وكان شركاؤنا العمال لهم أيضاً حصرية الخبرة والنوعية في الخدمات السياحيّة.

أصررنا ورفضنا كل الإغراءات الآتية من دول عدة مجاورة لاستقطاب خبراتنا واستثماراتنا، هبات للعقارات، دعم الطاقة، حوافز ومساعدات، تمويل لمدى طويل أقله 20 سنة.

نعم رفضنا، لنبني في لبنان... هل هذه خطيئتنا؟ الولد اللقيط يَحظى بمؤسسة أو جمعية أو عائلة ترعاه

فأين كانت الدولة؟ غائبة ولا حياة لمن تنادي...

تفاءلنا في الـ2016 عند انتخاب الرئيس، وحكومة جديدة لا بدّ أن تتوحّد بجميع قراراتها لإنقاذ الاقتصاد وإعادة لبنان إلى الخريطة السياحية الإقليمية والدولية...تعثرت الأوضاع السياسية الإقليمية وبقي الانقسام المحلي على حاله، تشاركنا مع وزارة السياحة ضمن خطة تنويعيّة لمصادر السياحة، وبدأ التسويق في الغرب ولا سيما الدول الأوروبية وفي بلدان تواجد المغترب اللبناني.

نجحنا في تنويع السياحة بنمو تجاوز 35%، ولكن لم ننجح في نمو المداخيل مقارنةً بسنة 2009-2010

فكان البعض يعتبره نجاحاً وإنجازاً، وهو فعلاً كذلك.

أما نحن كنا نشكو من الوضع المالي والأعباء وكان يتساءل بعض الصحافيين والخبراء الماليين والاقتصاديين بعد الاطلاع على تقارير تظهر نمواً في: أعداد السياح - نجاح في تنويع مصادر السياحة - قدوم المغترب..

كان جوابنا علمياً فجميع التقارير الإيجابية لم تظهر: عدد أيام إقامة السائح - قدرته الإنفاقية.

تقدّمت نقابة الفنادق بتقرير إلى وزير السياحة يُبين:

- أن مداخيل الفنادق في لبنان لسنة 2018 أقل بـ40% من سنة 2009/2010

- أن هذه المداخيل لم تعوّض الخسائر المتراكمة

لهذه الأسباب القسم الاكبر من الفنادق متعثّر ومتأخّر عند دفع المتوجّب للمصارف والضرائب والمستحقات.

كان همّها بقاء المؤسسة وموظفيها وعمالها.

جميع القطاعات الإنتاجية تشكو... التجارة، الصناعة، ونحن نشتكي أكثر من غيرنا لأننا صناعة الـ24 ساعة والـ 365 يوماً في السنة.. فلا تتوقف المصاريف حتى ساعة واحدة في السنة. وهو أول قطاع يتأثر بالأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، وآخر قطاع يستعيد عافيته لأنه يتطلّب ثقة خارجية أكثر منها داخلية، وبالتالي ليس لديه سلعة ليعوّض بها.

الحضور الكريم، زملائي، أتساءل مَن ينام في فراشه مرتاح البال:

أبناء وأحفاد نجيب صالحة الذي بنى في نصف القرن الماضي أكبر فندق في الشرق الأوسط والشرق الأدنى وإيماناً بلبنان ومقوّماته وقدراته رمّمه أولاده سنة 1998 وأعاد ترميمه سنة 2005 عند استشهاد الرئيس رفيق الحريري.

أو صاحب فندق Holiday Inn الذي حتى الساعة لم يرمّموا ولم يوظفوا

أو صاحب فندق Saint Georges الثائر الدائم ومنذ أكثر من ربع قرن

مَن ينام بالنعيم في فراشه؟ موظفو الفنادق والقطاع السياحي الذين تضامنوا مع أصحاب العمل بقبولهم تخفيض معشاتهم أو موظفو الدولة والصناديق والمحسوبيات؟

الى رئيس ووزراء حكومة تصريف الأعمال التي أتمنى بإسم الجميع ألا تطول

والى وزراء حكومة قيد التكليف والتأليف، أتمنى بإسم الجميع أيضاً التأليف البارحة قبل اليوم، حكومة تحصل على ثقة الشعب والمجلس النيابي والمجتمع الدولي

نحن أصحاب الفنادق وشركاؤنا الـ150 ألف عامل وعاملة ذوو الخبرة والنوعية في الخدمات السياحيّة من جميع الطوائف والمذاهب، موحّدون في مطالبنا حتى يبقى عمل للعمال... نوجّه إليكم ما قاله أيضاً جبران خليل جبران: "ويلٌ لأمة مقسّمة إلى أجزاء، وكل جزء يَحسب نفسه فيها أمة".

- مساواتنا بالخطة والهندسات المالية التي عمل بها لتمويل دولة فشلت من سوء إدارتها وهدرها وسرقتها.

- مساواتنا بالخطة والهندسات المالية لدفع معاشات موظفي الدولة المنتج وغير المنتج، المداوم وغير المداوم، نستثني القيادات العسكرية وعلى رأسها قائد الجيش وبرسالته الحكيمة حافظ على الشعب والدولة والأمن.

- مساواتنا بالمهجرين السوريين والمخيمات الفلسطينية بالكهرباء والمياه والتي لا تُقطع عنهم.

- مساواتنا بمالية الدولة المتوقفة عن دفع مستحقاتها ومتوجباتها للضمان الاجتماعي وبدون غرامات ومهل.

- مساواتنا بمالية الدولة المتوقفة عن دفع مستحقاتها للمستشفايات والمقاولين وغيرهم وبدون غرامات ومهل.

- إلى القضاء رسالة العفو العام أعطي حتى للمجرم إعفونا موقتاً وحتى يُعيد الوطن عافيته من أحكامكم الماليّة والإفلاسيّة والتعاقديّة إذا تعثر أحدُنا.

- إلى المصارف رسالة أيضاً كما خفّضتم للمودع خفّضوا للمَدين لأن الفوائد المطبقة حالياً تُطبق لدى المُرابين، فلا تنفذوا "وضع اليد" على أملاك أجدادنا وآبائنا في أيام ضيق الوطن، فخافوا الله.

لن أغوص في التفاصيل المُملّة بل طرحنا الخطوط العريضة للبقاء نحن أصحاب الفنادق وموظفونا وعمّالنا. ونحذّر إن لم تكن هناك آذان صاغية لكلّ مَن ذكرناهم في رسالتنا ويستجيب لمطالب محقّة في هكذا ظروف قاهرة واستثنائيّة.. لا تظننا ضعفاً نبكي ولن نشكو ولن نطالب بعد الآن، سنفاجئكم بمقاومتنا وثورتنا وفعلنا وردات فعلنا، كما فاجأتكم ثورة أسقطت حكومة وأربَكت  تأليفها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o