Nov 25, 2019 7:14 AM
صحف

اتصالات التشكيل لم تتقدّم وتخوّف من بقاء لبنان طويلاً على رصيف الانتظار..واشنطن: الوضع النقدي خط احمر

استمرت المراوحة التي توحي بأن " لبنان بات على طريق الافيال" بين المحورين الاميركي من جهة، والروسي الايراني السوري من جهة أخرى، كما قال لـ"النهار" مصدر سياسي، مبدياً تخوفه من "بقاء لبنان طويلاً على رصيف الانتظار، اذ ان النظرة الى الحل تختلف بين الحلفاء واشنطن وباريس ولندن، وتتباعد بالطبع مع ايران وسوريا ومعهما حزب الله". وفي رأيه ان اتهام الحراك بالارتباط بقوى خارجية، "يوحي بان السلطة لا تريد التنازل بل تبحث عن سبل لشيطنة هذا الحراك ومحاصرته، الامر لا يُبشّر بالخير الذي في توفير حلول قريبة والزام الشارع القبول بها".

مساعٍ مستمرة: وفي الاطار الحكومي، تحدثت مصادر متابعة الى "النهار" عن مساع مستمرة على خط بعبدا - عين التينة - "بيت الوسط" - حارة حريك، من دون بلوغ اي نتيجة ايجابية. وأفادت المصادر ان اجتماعاً بعيداً من الاضواء انعقد الجمعة الماضي، طرح خلاله اسم الوزير السابق بهيج طبارة بديلا من الرئيس سعد الحريري اذا استمر الاخير على رفضه رئاسة حكومة تكنوسياسية، وعلم ان "الخليلين" (الوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي علي الخليل) التقيا الاخير وبحثا معه في امكان قبوله المهمة، وانه استمهلهما. لكن المصادر المتابعة توقعت ان الطرح يسقط في السياسة قبل الشارع كما حصل مع تجربة الوزير السابق محمد الصفدي.

اتصالات لم تتقدّم: وأبلغ مصدر وزاري "النهار" ان الاتصالات لم تتقدم وان الرهان يجري على قبول الرئيس الحريري مجدداً برئاسة حكومة تكنوسياسية وان طال الامر بعض الوقت، وان باريس تعمل على دفع هذا الخيار قدماً، خوفاً من انزلاق أمني، وأكثر تجنّباً لانهيار اقتصادي. وأكد المصدر ان خيارات الرئيس عون باتت محدودة بين "اصرار حزب الله وأمل على تولّي الحريري شخصياً الرئاسة الثالثة واصرار الاخير على شروط محددة يرفضها الثنائي الشيعي" وهو ما صرح به أيضاً النائب سليم عون.

ويزور بيروت اليوم المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية البريطانية ريتشارد مور، وهو خبير في شؤون المنطقة وتشعباتها. ويلتقي الرؤساء الثلاثة في مهمة تبدو ايضا استطلاعية اكثر مما تحمل مبادرة جدية، لكنها تؤكد الاهتمام الاوروبي بالشأن اللبناني والاصرار على متابعته. وليس بعيداً كشفت أوساط دبلوماسية غربية لـ"المركزية" ان فرنسا دعت مسؤولي دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارتي خارجية الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا الى اجتماع ثان يضمهما الى نظيرهما الفرنسي في الاسبوع الاول من الشهر المقبل لاستكمال البحث في الازمة اللبنانية التي ناقشوا تفاصيلها في اجتماعهما الاول مطلع الاسبوع الماضي. ولم تتمكن "النهار" من تأكيد الخبر.

واشنطن: وفي معلومات لـ"النهار" من مصادر في واشنطن ان المواقف التي أدلى بها السفير السابق جيفري فيلتمان مع عدد من الناشطين الاميركيين من أصل لبناني في الكونغرس لا تُعبّر عن حقيقة موقف الادارة الاميركية من تطورات الوضع في لبنان. واستدعى الكونغرس الذي يسعى الى ادانة الرئيس دونالد ترامب فيلتمان من مزرعته للادلاء بشهادته في شأن ما يجري في لبنان سلباً من أجل "التمريك" على البيت الابيض ووزارة الخارجية الاميركية اللذين يتفرجان على تطورات الوضع في لبنان، وهذا يعتبر تقصيراً دبلوماسياً في السياسة الخارجية حيال لبنان، استناداً الى أعضاء في الكونغرس. وفي المعلومات أيضاً ان شهادة فيلتمان عن الجيش والسياسة المالية تناقض سياسة الادارة الاميركية الداعمة للجيش ولوحدته ولمصرف لبنان ولسياسته النقدية.

الوضع النقدي خط احمر: وأوضحت أن الادارة الاميركية أبلغت من يعنيهم الأمر ان الوضع النقدي اللبناني خط أحمر ممنوع المساس به "لان الجهات الدولية تعتبر ان أي انهيار نقدي ومالي واجتماعي في لبنان سيجعل من حزب الله الطرف السياسي الاغنى في لبنان اضافة الى قوته العسكرية، الأمر الذي سيسهل سيسطرته على لبنان وعلى مقدراته مالياً وعسكرياً. وأبدت المصادر تفاؤلها بأجواء ايجابية قد تظهر بوادرها تدريجا خلال الاسابيع المقبلة.

الثنائي الشيعي: وذكرت "الجمهورية" ان حركة اتصالات مكثفة تجري بين "الثنائي الشيعي" ‏والرئيس الحريري، في محاولة لإقناعه بالعودة الى رئاسة ‏الحكومة.

وبحسب المعلومات، فإن لا شيء نهائياً قد تحقق حتى الآن، لكن اجواء الثنائي ‏توحي أن الابواب ليست مقفلة، وأن المفاوضات ستستمر لعلها تفضي الى ‏إيجابيات خلال هذا الاسبوع.

وتشير المعلومات الى ان صيغة حكومة التكنوقراط، وإن كانت مطروحة في الاعلام، ‏كشرط يريده الحريري لعودته الى ترؤس الحكومة الجديدة، إلا انها في "الكلام ‏الجدّي" لا مكان لها على الاطلاق، مع التسليم بأنها صيغة هي الأعجز على إدارة ‏دفة البلاد في ظل الأزمة المعقدة.

وكشفت المعلومات ان هذه المفاوضات ما زالت تصطدم حتى الآن بشروط من نوع ‏منح الحكومة الجديدة صلاحيات استثنائية لمدة 6 أشهر، تخوّلها القيام بالخطوات ‏اللازمة على طريقة الانقاذ، ويكون في صدارتها تعديل قانون الانتخاب الحالي، ‏تمهيداً لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وتقول المعلومات ان "الثنائي الشيعي" لا ‏يوافق على هذا الطرح.

حسم تقريبي: لكن هذه المعلومات على تفاؤلها الحذر باحتمال إقتراب الحل جاءت على نقيض ‏مصادر مطلعة أوضحت لـ"الجمهورية" ان الحريري "حسم موقفه تقريباً بعدم ‏ترؤس الحكومة المقبلة بسبب عدم التجاوب مع معايير التأليف التي وضعها"، ‏لافتة الى ان القوى السياسية المعنية أصبحت اقرب الى التسليم النهائي بهذا ‏الأمر.

وأشارت المصادر الى ان الملف الحكومي عرضة منذ ايام لِهبّة تفاؤلية حيناً ‏وتشاؤمية حيناً آخر، كاشفة عن انه أكثر من مرة كاد يتم التوافق على اسم محدد ‏للتكليف لكن التحفظات أو الاعتراضات المفاجئة كانت تؤدي الى حرق الطبخة ‏والعودة الى خط البداية مجدداً.

وأملت المصادر في ان يبقى ملف التكليف والتأليف خاضعاً للاعتبارات الداخلية، ‏وعدم ربطه بالعوامل الخارجية التي من شأنها ان تزيد الموقف تعقيداً. ونبّهت الى ‏أن استمرار الاخفاق في المعالجة المحلية سيسمح للخارج بأن يصبح أكثر تأثيراً ‏وحضوراً، الامر الذي لا يخدم المصلحة اللبنانية.

تفاءلوا بالخير :الى ذلك، قال مرجع مسؤول لـ"الجمهورية" "حتى الآن هناك اتصالات تجري ‏بعيداً من الاعلام، واستمرارها بلا انقطاع خلال اليومين الماضيين، مؤشر ‏ايجابي يؤمل ان تتمخّض عنه مخارج ايجابية يرجّح أن تظهر خلال الاسبوع ‏الجاري".

اضاف المرجع، الذي يواكب حركة الاتصالات عن كثب "تفاءلوا بالخير تجدوه، ‏الاتصالات ماشية، لكن لم تصل بعد الى ما ننشده من حلول، ولننتظر وكيلاً لعلنا ‏نحصد الحمص والفول خلال ايام".

ورداً على سؤال قال المرجع "أكبر خطأ يرتكب تسخيف الحراك وتجاهل ما ‏حققه، ثمة متغيرات فرضها ولا يمكن القفز فوقها، خصوصاً في تشكيل الحكومة ‏الجديدة".

اضاف "لكن في المقابل، هناك خطأ يرتكب بحق الحراك عندما يوصَف بأنه ثورة، ‏ذلك ان الثورة تعني إحداث انقلاب، وهذا لم يحصل، ولا اعتقد ان في الامكان ‏حصوله في لبنان".

ولفت المرجع الى "مبالغة غريبة في دعوة بعض الحراك الى إسقاط النظام ‏واتفاق الطائف". وقال "هذا كلام عشوائي أقصى ما يمكن ان يحققه هو وضع ‏البلد على سكة الانهيار، وخصوصاً الانهيار الاقتصادي".

الكرة في ملعب بيت الوسط: وفي السايق، نفت مصادر مقربة من قصر بعبدا لـ"نداء الوطن" ‏حصول أي تطورات في الموضوع الحكومي، معيدةً رمي الكرة في ملعب "بيت الوسط" عبر حديثها عن انتظار ‏رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري لحسم موقفه إما بالاعتذار عن عدم قبوله التكليف بتشكيل حكومة "تكنو - ‏سياسية" أو عبر تسمية شخصية تحظى بموافقة الأفرقاء لتولي هذه المهمة مع ترجمة دعمه للشخصية التي سيسميها ‏لرئاسة الحكومة بالمشاركة في التشكيلة المرتقبة‎.‎
‎ ‎

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o