Nov 21, 2019 7:14 AM
صحف

مفاوضات التشكيل على حالها والحل الوسط "بعيد"!

نقلت "الجمهوية" عن مصادر قولها "يمكن اعتبار الفترة الممتدة منذ اسقاط اسم الوزير السابق محمد الصفدي من نادي المرشحين لرئاسة الحكومة، وحتى اليوم، ميّتة، وإن كانت قد شهدت اتصالات خجولة وغير معلنة على خط "بيت الوسط" والثنائي الشيعي، الا انها لم تسفر عن جديد من شأنه ان يُنعش الآمال بإمكان التوصل الى حلول للمأزق الحكومي".

مثلثان: اضافت المصادر "بعدما طُويت صفحة الصفدي، دخلنا في فترة اصعب مما كانت عليه قبل طرح اسم الوزير السابق. ففي نادي المرشحين لرئاسة الحكومة يبرز اسم الرئيس المستقيل سعد الحريري وحيداً، لكنه ما زال مصرّاً على رفضه حكومة بسياسيين، وحتى الآن لا نعرف سرّ اصراره على هذا الرفض، وبالتالي يراوح المشهد بين امرين:

الأول، فريق سياسي، يرتكز على مثلث سعد الحريري - سمير جعجع - وليد جنبلاط، ويحاول ان يجعل من الحراك الشعبي جسراً لفرض امر واقع سياسي، بديل للواقع السياسي الحالي المشكو منه، وذلك عبر الإصرار على تشكيل حكومة تكنوقراط لا تمثيل سياسياً او حزبياً فيها، متسلّحاً بحجة عدم استنساخ الحكومة المستقيلة او ما سبقها، باعتبارها خياراً مستفزاً للناس، ويُثير المزيد من الغضب الشعبي، كما يُثير ريبة الخارج منها وغضبه من عدم استفادة لبنان من التجربة التي مرّ بها على صعيد الحراك، والاصرار على الابقاء على السياسة القديمة المتسببة للأزمة.

الثاني، فريق سياسي آخر، يرتكز على مثلث مقابل يمثله رئيس الجمهورية ومعه "التيار الوطني الحر"، حركة "أمل" و"حزب الله" يصرّ على حكومة تكنوسياسية تتولّى عملية الإنقاذ المطلوبة للبلد بمشاركة كل المكونات السياسية، خصوصاً ان حكومة "التكنوقراط"، ليست الخيار الملائم لقيادة البلد في هذه المرحلة، ناهيك عن انها ليست محل اجماع حولها والقوى السياسية منقسمة حولها. اذ ان فئة صغيرة تطالب بها مقابل فئة اكبر منها ترفضها، ليس فقط لأن حكومة التكنوقراط تتجاوز نتائج الانتخابات النيابية وتقفز فوقها، وليس لأنها لا تصلح لقيادة المرحلة الصعبة وتفكيك الغام الأزمة السياسية والاقتصادية المعقّدة، بل لأنها بالدرجة الأولى أشبه بجسم رخو يفتح المجال لأي مداخلات خارجية او اطراف خارجية لأن تتسلّل من رخاوته اليها، فتتحكّم بها وتديرها في الإتجاه الذي تريده".

حل وسط: وتبعاً لهذا الافتراق، بحسب المصادر، "تبدو محاولة التقريب بين المنطقين صعبة. ومن البديهي القول هنا ان لا بد من الوصول الى "حل وسط" بينهما، وهو ما سيحصل في نهاية المطاف. إذ لا إمكانية على الاطلاق لأي منطق داخلي ان يغلب منطقاً داخلياً آخر، او ليشعر اي طرف بأنه في موقع الغالب والطرف الآخر في موقع المغلوب، وثمة تجارب كثيرة خَبرها لبنان واثبتت فشلها وكان لبعضها اثمان مكلفة، علماً ان ظروف البلد الحالية باتت تستوجب بلوغ هذا الحل الوسط في اسرع وقت ممكن".

وفي معلومات "الجمهورية"، ان ثمة توجّهاً لدى "الثنائي الشيعي" لتزخيم حركة الاتصالات مع الحريري، ومحاولة اقناعه من جديد بترؤس الحكومة الجديدة. وتحدثت المصادر عن تواصل خلال الساعات الماضية بين الحريري ووزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل.

وقالت مصادر معنية بهذا الجانب، ان "الثنائي" أكد اصراره من جديد على عودة الحريري، باعتباره الشخصية التي تتطلب ظروف البلد وجودها على رأس الحكومة في هذا الوقت، خصوصا ان هذا الاصرار نابع من ان اسم الحريري هو الوحيد حالياً في نادي المرشحين لتشكيل الحكومة المقبلة، والتي لا مفرّ من ان تكون حكومة تكنوقراط بمجملها، مطعّمة بعدد قليل جداً ومحدود من السياسيين.

وفيما عكست أوساط الرئيس الحريري تمسّكه بموقفه الرافض العودة الى حكومة سياسية، تحدثت مصادر اخرى عن انه ابلغ الوسطاء قراره النهائي بعزوفه عن تشكيل الحكومة الجديدة، الا ان مصادر موثوق بها، معنية بالمفاوضات مع الحريري قالت لـ"الجمهورية": "حتى ساعة متقدّمة من مساء أمس، لم يحصل اي مستجد على هذا الصعيد على الاطلاق".

باب التوافق لم يُقفل: وأبلغت مصادر معنية بحركة الاتصالات "الجمهورية" قولها "ان الجهود ستُتابع مع الحريري، ولا نستطيع ان نقول ان باب التوافق معه مقفل، خصوصاً ان وضع البلد بلغ مستويات في منتهى الخطورة على كل الصعد، وكرة الحل هي في ملعب الرئيس الحريري كما هي في ملعب كل الآخرين، للتنازل كل من موقعه، وعدم تفويت الفرصة المتاحة امام القوى السياسية لإعادة وضع البلد على سكة الانقاذ. وما يجب ان يكون معلوماً ان تشكيل الحكومة امرٌ مهم جداً لإعادة لمّ البلد، الا ان الأهم من الحكومة وكل مكوناتها الوضع الاقتصادي ومحاولة وقف انحداره، فضلاً عن ان وضع اللبنانيين صار في أعلى درجات الاحتقان الذي يُنذر استمراره بانفجار يجرف الجميع".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o