Nov 18, 2019 6:57 AM
صحف

مفاوضات التشكيل متوقّفة مع الحريري..و8 آذار: اذا كان يريد التحدّي فعليه ان يتلقّى

طوَت القوى السياسية ورقة الوزير الساِبق محمد الصفدي، وعادت الى المربّع الأول في مفاوضات تأليف الحكومة. الواقع السياسي أصبح أكثر توتراً مع حرب البيانات التي انفجرت بين "المستقبل" و"الوطني الحر" بعدَ محاولة كل منهما التنصل من ترشيحه، في وقت تُطبِق الأزمة الإقتصادية والمالية والنقدية على البلاد.

مراوغة الحريري: احتراق ورقة الصفدي أذكت التجاذب بين منطقين يحكمان الأزمة التي يبدو أنها دخلَت مرحلة المراوحة. فبعدَ أن ثبُت لفريق 8 آذار بالوقائع "مراوغة الحريري"، على حد قول مرجع فيها، بات أركانه الأساسيون أكثر إصراراً على حكومة تكنو - سياسية برئاسة الحريري أو مَن يحظى بغطائه، أضف الى ذلك مشاركة "تيار المستقبل" فيها. وتؤكد مصادر فريق 8 آذار أنه "يفاوض انطلاقاً من التوازنات الداخلية التي كرستها الإنتخابات النيابية الأخيرة من جهة، ومن جهة أخرى ما تحمله هذه الأزمة من امتدادات اقليمية ودولية، وتحديداً في ما يتعلق بحكومة التكنوقراط التي تعني خروج حزب الله من الحكومة، وستكون بمثابة هدية للولايات المتحدة بعدَ التأكد بأن ما يجري هو انقلاب سياسي". مع ذلك، يستمر هذا الفريق في "تزكية تكليف الحريري تحت ضغط المخاوف من استحضار سيناريوهات أمنية في التعاطي مع حكومة مواجهة أو حكومة تفتقد لمظلة الحريري". إلا أن "الحريري الذي ما مِن صداقتِه بدّ" كما تقول المصادر، لن يكون قادراً على "اللعب في الوقت الضائع كثيراً، لأن البلاد لا تحتمِل التأجيل أسبوعين إضافيين… ومن بعدهما كلام آخر". وأكدت المصادر أن "المفاوضات الحكومية متوقفة مع الحريري حالياً، ومنذ انسحاب الصفدي لم يسجّل أي اتصال بين المتفاوضين، بانتظار أي جديد من الحريري". وقالت المصادر: "إذا كان الحريري يريد التحدي، فعليه أن يتلقّى". فيما أكدت مصادر التيار الوطني الحر لـ"الأخبار" أن التيار "يدرس عدة خيارات بعد العرقلة المتعمدة من الحريري واعاقة كل الحلول بغية فرض نفسه".

ولاحظت مصادر معنية لـ"اللواء" ان موقف الصفدي بالاعتذار عن تحمل المسؤولية، بمثابة رد الكرة الى الحريري ليتحمل المسؤولية، كما جاء بيان المكتب الاعلامي للحريري بالرد على مواقف وتسريبات التيار الوطني الحر بمثابة موقف متصلب يدل على تمسكه بشروطه لتشكيل حكومة تكنوقراط، وقبل ذلك تمسكه بصلاحياته بتشكيل الحكومة.
القصة طويلة: وترى مصادر متابعة ان القصة طويلة وان ما يجري في اطار حرب التسريبات والمصادر وتبادل الاتهامات عن تأخير التكليف والتأليف، ما يعني ان الخلافات القائمة لا تزال تحول دون التوافق على اي مخرج. وكما ان القصر الجمهوري لا زال ينتظر التوافق على اسم الرئيس المكلف وحكومة التكنو- سياسية، لازال الحريري ينتظر القبول بشروطه. ويبدو ان الانتظار سيطول لأن السقوف باتت عالية سواء من طرفي الازمة السياسية او من الممسكين بحراك الشارع.
اعادة خلط الاوراق: إزاء ذلك رأت مصادر مطلعة على مشاورات الملف الحكومي لـ"اللواء" انه مما لاشك فيه ان انسحاب الوزير السابق محمد الصفدي من لائحة المرشحين لرئاسة الحكومة اعاد خلط الاوراق من جديد واسم الرئيس الحريري لا يزال مطروحا وغير مستبعد ولكن المشكلة تكمن في كيفية احياء التواصل بين الحريري والتيار الوطني الحر خصوصا بعد حملة البيانات المتضاربة التي حصلت امس وحملة تلفزيون ال او تي في من خلال مقدمة الاخبار. ولفتت المصادر الى ان هناك اعادة قراءة وإعادة تقييم لا بد من ان يحصلا خلال اليوم وغدا لمعرفة المسار الذي يسلكه التكليف والتشكيل بطبيعة الحال. وفيما لم يصدر اي شيء من القصر الجمهوري فإن المعلومات اشارت الى ان الرئيس عون تابع ورصد ردود الفعل المختلفة ويتحضر لبداية الاسبوع المقبل لتكثيف المشاورات لمعرفة الاتجاه الذي تسلكه عملية تأليف الحكومة انطلاقا من التكليف مع ارتسام صورة مسبقة عن التأليف وما من امور محددة انما سيكون هناك تقيبم لما سجل في الاسبوع الذي انصرم وستبقى المشاورات قائمة لأن هناك وضوحا اكثر بعدما اتضحت مواقف الاطراف ولا بد من معرفة الاتجاه الذي يسلكه الموضوع من خلال الاتصالات التي تحصل.

تصريف اعمال لفترة طويلة! وأكدت مصادر معنية بالاستحقاق الحكومي لـ"الجمهورية" انّ اولوية التكليف ما ‏تزال معقودة للحريري لدى الجميع الذين ينتظرون منه القبول بتأليف الحكومة، ‏لكنه في حال ظل متمنعاً عن ذلك فإن المعنيين لن يبقوا البلاد بلا حكومة الى ‏أمد طويل، على رغم من ان البعض بدأ يبدي مخاوف جدية من إقامة حكومة ‏تصريف الاعمال لفترة طويلة، في ظل الخلاف المستحكم حول طبيعة الحكومة ‏الجديدة أتكون حكومة تكنوقراط ام حكومة تكنوـ سياسية تضم خليطاً وزارياً من ‏رجال السياسة والتكنوقراط‎.‎
وفيما لم يسجل امس اي تواصل بين المعنيين، توقعت المصادر جموداً على جبهة ‏الاستحقاق الحكومي يمتد لبضعة ايام قبل عودة المعنيين الى البحث الجدي في ‏سبل إنجازه، بدءاً بتحضير الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف ‏شخصية جديدة تأليف الحكومة العتيدة، والتي لم تصدر عن رئاسة الجمهورية بعد ‏أي مؤشرات على موعد مبدئي لإجرائها‎.‎
موانع خارجية: وفي هذه الاثناء، تشهد الاوساط المعنية والسياسية عموماً كثيراً من الكلام عن ‏وجود موانع خارجية لتأليف حكومة تكنوسياسية وإصرار بعض عواصم القرار الغربية ‏ومعها عواصم إقليمية على الدفع في اتجاه حكومة تكنوقراط. وفي هذا الصدد ‏قالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" ان الحريري ما زال يشترط تأليف مثل هذه ‏الحكومة حتى يقبل بإعادة تكليفه، وكشفت ان مفاوضي الحريري وتحديداً ‏الخليلين أبلغا الحريري موافقة من يمثلان على حكومة تكنوسياسية يكون غالبية ‏وزرائها من التكنوقراط، وانه اذا كان يريدها ان تكون عشرية، فلا مانع من ان يكون ‏ثلثاها من التكنوقراط لكنه لم يقبل وأصرّ على حكومة تكنوقراط خالصة، فلم يحصل ‏اتفاق وكان ان سمّى الصفدي من بين مجموعة أسماء‎.‎

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o