Mar 16, 2018 8:47 AM
مقالات

الجيش يصل إلى نقطة نزاع حدودي جنوباً ويثبت حقه في الحدود البرية والبحرية

 

أنجز الجيش مهمته بالدخول إلى نقطة حدودية تحتلها إسرائيل في منطقة الناقورة، ووضع علامة حدودية عليها بحضور قوات السلام الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل)، واضعاً السلطة السياسية أمام مهمة العمل دبلوماسيا للضغط باتجاه انسحاب إسرائيل منها.

ورضخت إسرائيل لقرار الجيش ا بالوصول إلى النقطة «B1» الحدودية مع فلسطين والكشف عليها، وهي تمثل نقطة انطلاق لتحديد الحدود البرية الجنوبية واستعادة النقاط التي تخرقها إسرائيل في تلك المنطقة. وكشف عليها الجيش بمواكبة «اليونيفيل» أول من أمس الأربعاء.

وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن هذه النقطة موجودة ضمن منطقة يوجد فيها الإسرائيليون، لافتاً إلى أن الاتصالات بين الجيش وقوات «اليونيفيل»، أثمرت انسحاباً إسرائيلياً مؤقتا منها مكّن الجيش من الدخول إليها ووضع العلامات الحدودية عليها، وهو شرط (الانسحاب) اشترطه الجيش ورضخت له إسرائيل.

وقال المصدر إن اللبنانيين، بوجود «اليونيفيل» ومحاضرها، أكدوا لبنانية النقطة الحدودية، لافتاً إلى أن تقريراً يعده لبنان سيرسل إلى الأمم المتحدة، مما يتيح للسلطة السياسية أن تبدأ مهمتها الدبلوماسية للضغط على إسرائيل للانسحاب منها نهائياً.

ويعد الكشف على النقطة الحدودية الأساسية لتثبيت الحدود و"حفظ حقوق لبنان بسيادته على أراضيه"، بحسب ما يقول المسؤولون، أول إنجاز عملي بعد أكثر من شهرين على انطلاق النزاع الحدودي الذي نشب على خلفية شروع إسرائيل ببناء جدار عازل بمحاذاة الحدود اللبنانية، ومزاعمها بملكيتها للبلوك البحري رقم "9" لاستخراج النفط والغاز من المياه الاقتصادية اللبنانية. وكانت إسرائيل تمانع دخول الجيش إلى النقطة الحدودية منذ سنوات، رغم أنها مرسمة على الورق بحسب الخرائط التي يمتلكها لبنان.

وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري اخيراً أن إنجازا تحقق في الجنوب. وقال إن "لبنان سجّل نصراً جديداً على العدو الإسرائيلي فيما يتعلق بالحدود البرية والبحرية، من خلال دخول الجيش وقوات (اليونيفيل) إلى ما تسمى النقطة (ب) وتأكيد الخرائط والوثائق اللبنانية بالدلائل والثوابت الحسية على الأرض".

وأوضحت مصادر الرئيس بري لـ«الشرق الأوسط» أن دخول الجيش "ثبّت القرائن النظرية بملكية لبنان للنقطة، بقرائن عملية تدحض ادعاءات إسرائيل، بوجود شاهد دولي هو (اليونيفيل)»، مؤكدة أن الجيش "أخذ دوره ليثبت بالوقائع حق لبنان". وقالت المصادر إن ميزة ما حصل أن "لبنان ثبّت حقه الآن بما يؤسس لترسيم الحدود البرية والبحرية"، عادة أن تطور الإنجاز إلى إنجاز آخر مرتبط بترسيم الحدود "يتوقف على وجود نوايا وإرادة وتصميم دوليين".

ويأتي هذا التطور بموازاة انعقاد مؤتمر «روما2» الذي يهدف لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية.

وتقع النقطة الحدودية «B1» في منطقة رأس الناقورة، في أقصى الساحل الجنوبي، وهي نقطة انطلاق الحدود البرية الجنوبية. وقال اللواء الركن المتقاعد من الجيش عبد الرحمن شحيتلي إن هذه النقطة «متفق عليها على الورق في ترسيم الحدود في 1923 واتفاقية خط الهدنة في 1949، كما أن ترسيم الخط الأزرق بعد انسحاب إسرائيل من الجنوب في عام 2000 انطلق منها، علما بأن جيش العدو الإسرائيلي جنح عن الخط الجغرافي بعد هذه النقطة باتجاه العمق اللبناني في خرق واضح». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا خلاف عليها على الورق، لكن إسرائيل كانت تمنع الوصول إليها على الأرض، وهو ما يجعل وصول الجيش ا إليها الآن، إنجازا، كونه استطاع إجبار إسرائيل على الاعتراف بها على الأرض".

شحيتلي الذي شغل مهمة تمثيل الجانب في ترسيم الحدود في وقت سابق، لفت إلى أن الجيش يضغط على «اليونيفيل» منذ عام 2006 للوصول إلى النقطة الحدودية، مشيراً إلى أن موافقة «اليونيفيل» على مواكبة الجيش للوصول إلى النقطة والكشف عليها، تمهيداً لتثبيتها، تأتي بعد التوتر الذي أحاط بملف الحدود أخيراً، مضيفاً أن استراتيجية «اليونيفيل»..«تقوم على تخفيف التوتر ومنع أي حدث من أن يدهور الأوضاع على الأرض".

وبعد أن كشف الجيش على النقطة، رأى شحيتلي أن الخطوة الثانية «يجب أن تكون مرئية، بمعنى تثبيت العلامات الحدودية؛ ما يمنع إسرائيل من القيام بأي خرق لها بذريعة أنها غير مرئية»، عادّاً أن ما حدث «إنجاز يسجل للجيش».

نذير رضا-الشرق الاوسط

 

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o