بوسطة الثورة " تتوقف عند حدود الدولة وتُمنع" من دخول مناطق "الامر؟ الواقع"
التشكيل الى الوراء..الحريري متمسك بالتكنوقراط و"الثنائي":عليه تحمّل المسؤولية
المردة لحكومة بعيدة عن الشخصنة والبطولات الوهمية.. وايران تنضم للتظاهرات

المركزية- "هدير بوسطة الثورة"، خيّم اليوم على الاجواء الداخلية. البوسطة التي تجوب المناطق من عكار الى صور تأكيدا على وحدة اللبنانيين ومطالبهم تماما كما السلسلة البشرية التي ربطت لبنان من طرابلس الى الناقورة. هذه الوحدة التي بنى بعض القوى السياسية امجاده على فتاتها قبل ان تعيد الثورة احياءها، ازعجت على الارجح هؤلاء فقرر منع تجلياتها في مناطق "سطوته" السياسية والحزبية بقطع الطريق على "البوسطة" عبر ايفاد "جماعاته الى ساحات الحراك في عمق مناطقه للمناداة برفض مرورها، فقرر الجيش ايقاف مسيرتها في الرميلة منعا لحصول اشكالات غير ان اصرار الثوار حال دون القمع، فأكملت مسارها...لكن مسيرة الوحدة والنضال ضد الفساد وسلطة الامر الواقع لن تتوقف وقد اطفأت اليوم شمعة شهرها الاول.

تفعيل التصريف؟!:  اما بوسطةالحل السياسي فمعطلة ولا امكانية على ما يبدو لاستئناف مسارها قريبا على رغم كل الضغوطات.فقد افادت  مصادر مطلعة على اجواء الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة "المركزية" ان تطورات الساعات الاخيرة اعادت الامور الى المربع الأول او بالاحرى الى نقطة الصفر، بعدما قلبت بعض المواقف التي صدرت امس الطاولة ،ان من جهة التيار الوطني الحر او رؤساء الحكومة السابقين . واشارت الى ان حزب الله اكد للمعنيين انه يفضل عودة الرئيس سعد الحريري الذي ما زال متمسكا  بحكومة تكنوقراط تلبي تطلعات الشعب، وهو ما ابلغه منذ خمسة ايام الى الرئيس ميشال عون.

الحريري متردد: ونُقل عن اوساط مقرّبة من الضاحية الجنوبية قولها لـ"المركزية" "ان المشاورات التي يُجريها "الخليلان" مع الرئيس الحريري مستمرة على رغم انها لم تُحدث حتى الان اي ثغرة في موقفه المتمسّك بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلّة بعيدة من الاحزاب السياسية". واستغربت تردد الرئيس الحريري في حسم موقفه، في وقت يغلي الشارع والوضع الاقتصادي لا يحتمل المزيد من التأخير، وكأنه في مكان ما "يناور" لاسباب قد تكون مرتبطة بضغوط خارجية". واوضحت "ان الرئيس الحريري مثله مثل القوى السياسية الاخرى عليه ان يتحمّل جزءاً من المسؤولية، انطلاقاً مما يُمثّله داخل طائفته"، معتبرةً "ان الازمة ليست تقنية واقتصادية كما يروجّ وانما سياسية بامتياز".

اصرار على تكنوقراط: وليس بعيدا، أكد القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش أن "رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري اصر خلال لقائه مع الخليلين على حكومة تكنوقراط "، وأضاف: "الحريري قال ان "هناك جملة من الاسماء لتأليف الحكومة واذهبوا للاستشارات النيابية". وشدد علوش لـ"الجديد" على أن "حتى اللحظة الرئيس سعد الحريري مصر على حكومة تكنوقراط من دون سياسيين".

التيار: من جهتها، قالت مصادر في التيار الوطني الحر لـ"المركزية" ان الامور تعقدت، على رغم ان التيار قدم كل التسهيلات اللازمة لتشكل الحكومة سريعا، بيد ان ذلك لا يعني ان الافق مقفل، فالاتفاق ما زال ممكنا في ضوء استمرار الاتصالات بين جميع القوى السياسية،لكن وضع البلاد يحتاج الى حركة اسرع في ظل الوضع الاقتصادي الضاغط. واعتبرت ان تريث الرئيس ميشال عون في الدعوة الى الاستشارات النيابية محق ذلك ان استعجال الخطوة من دون تأمين التوافق يزيد الامور تعقيدا والمرحلة غير الطبيعية توجب اجراءات استثنائية.

بعيدا من الاملاءات: في غضون ذلك، أمل وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش أن "تأتي الساعات والأيام بحلول لتشكيل حكومة التي عليها أن تمارس مسؤولياتها وتأخذ في الاعتبار كل ما طرح من أولويات على صعيد الوضع الاقتصادي والمالي ومعالجة الهدر ومكافحة الفساد وغير ذلك من المطالب". ودعا "كل المراهنين من أصحاب المشاريع السياسية على هذا الحراك، وكذلك أصحاب الحراك المخلصين، إضافة إلى كل المعنيين في المعادلة السياسية، إلى أن يبادروا إلى الإسراع في تشكيل حكومة من دون الخضوع لإملاءات خارجية، والالتفات إلى طبيعة عمل مؤسساتنا والآليات الدستورية، واحترام ما سمعناه من مطالبات محقة". وقال: "كما هو مرفوض من السلطة أن تمارس القمع وتحمي حق التظاهر، المطلوب ممن هم في الشارع والحراك أو خلف الحراك، أن يحترموا حق الناس في التنقل وممارسة العمل والذهاب لتحصيل قوت يومهم، وألا يلحقوا مزيدا من الأضرار والأذى بهؤلاء الناس، إذ لا يحق لهم أن يمارسوا هذه الديكتاتورية".

التفاف على الاستشارات: في المقابل، رأى الرئيس فؤاد السنيورة، في حديث هاتفي مع القناة العاشرة المصرية، أن "كان من المفترض ومنذ استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، أن يبادر فخامة الرئيس بالدعوة الى استشارات نيابية ملزمة. لكن ما جرى كان التفافا على مسألة الاستشارات النيابية الملزمة وخلافا للدستور اللبناني، وذلك بإجراء مشاورات جانبية، وفي ذلك افتئات على صلاحيات الرئيس المكلف الذي يفترض أن يصار إلى تكليفه بنتيجة تلك الاستشارات الملزمة ويقوم هو بإجراء المشاورات مع النواب". وقال "إن رؤساء الحكومات السابقين عبروا عن موقفهم الداعم لتولي الرئيس سعد الحريري المسؤولية في ظل هذه الظروف الدقيقة، وهذا ليس تقليلا من شأن أي شخص آخر يمكن ترشيحه، بل هو بالاستناد الى الرمزية الوطنية التي يتمتع بها الرئيس الحريري". واذ اعتبر أنه "ليس لدينا الوقت لكي نضيعه في التشدد في المواقف التي لا تؤدي الى نتيجة إيجابية"، قال: "يفترض بالجميع أن يأخذ بالاعتبار تطور الأمور في ضوء هذه الحركة النهضوية والانقاذية التي يقوم بها شابات وشبان لبنان، والتي أحدثت تغييرا كبيرا في البلد. إنني أعتقد أن لبنان ما قبل 17 تشرين الأول غير لبنان ما بعد 17 تشرين الأول، وهذه الحركة التي عبر عنها أولئك الشباب والشابات تختصر بأنه ينبغي على اللبنانيين ان يتصرفوا كمواطنين وليس فقط كأعضاء او افراد في طوائف ومذاهب".

للابتعاد عن البطولات: من جانبه، اعلن عضو "التكتل الوطني" النائب طوني فرنجية بعد اجتماع التكتل في زغرتا "اننا على تواصل دائم مع الناس وهذه فرصة حقيقيّة للعبور إلى دولة فعليّة، ولدينا مخاوف من استغلال الشارع لأهداف سياسيّة". واضاف "لن نتّخذ إلا الموقف الذي يرضي ضميرنا الوطني وعندما يُصبح طرح محمد الصفدي لرئاسة الحكومة جدياً عندها سنتّخذ الموقف المناسب". وقال " نطالب باستشارات نيابية بأقرب وقت ممكن، ونتمنى تشكيل حكومة تتماشى مع مطالب الناس وتتماهى مع دقة المرحلة الحالية".  ودعا الى "تشكيل حكومة بعيدة عن الشخصنة والبطولات الوهمية التي مارسها البعض ولا يزالوا يمارسونها حتى اليوم"، مضيفا "نتبلغ الاستشارات النيابية عبر القصر الجمهوري، وعندما نُدعى إلى الاستشارات بشكل رسمي عندها سنعلن عن موقف يرضي ضميرنا". وقال "نحن مع أي حكومة ترضي الشعب، حكومة فيها أوادم يخلقون ارتياحاً في الشارع اللبناني ويتخللها اختصاصيون طبعاً". وتابع "لن نصوّت على صفة المعجّل المكرر بالنسبة إلى قانون العفو العام لأن شوائب عدّة تعتريه".

بوسطة الثورة: ميدانيا، وفي وقت تطفئ الثورة الشعبية غدا شمعة شهرها الاول، إنطلقت صباحا من العبدة - عكار "بوسطة الثورة" التي ابتكرها عدد من الناشطين في الحراك الشعبي من عكار الى كل الوطن، في اطار جولة من الشمال إلى الجنوب .واشار منسقو نشاط البوسطة الى انها "تهدف إلى المرور على كل ساحات الاحتجاج، من ساحة النور بطرابلس إلى البترون وجبيل، فذوق مصبح وجل الديب ثم إلى الاشرفية جسر الرينغ وساحة الشهداء في بيروت، لتصل الى خلدة وتضع "اكليل الثورة" مكان مقتل علاء أبو فخر .وفي وقت كان مقررا ان تكمل البوسطة جولتها جنوبا إلى الناعمة وبرجا وصولا الى عاصمة الجنوب صيدا ثم إلى كفررمان والنبطية، وتختتم الجولة في صور حيث تعقد جلسة حوارية بين أبناء الوطن من شماله إلى جنوبه، علمت "المركزية" ان قوى سياسية مارست صغوطا على المنتفضين في صيدا وصور والنبطية لعدم استقبال "بوسطة الثورة"، وتفاديا لاي توتر ،أفيد ان الجيش اتخذ قرارا بمنع دخول "بوسطة الثورة" الى صيدا.

أمن المصارف: على صعيد آخر، وفي وقت كشف عن سلسلة تدابير امنية ستتخذ امام المصارف لحمايتها، قال رئيس اتحاد موظفي المصارف ​جورج الحاج​ لـ"المركزية" ان هذه الاجراءات جيدة، ونحن في انتظار اجتماع مع جمعية المصارف للبحث في نقاط عالقة، وسيتظهر قرارنا في شأن الاضراب ابتداء من مطلع الاسبوع.

احتجاجات ايران: اقليميا، اتسعت رقعة الاحتجاجات التي انطلقت مساء امس في ايران ضد ارتفاع أسعار الوقود في إيران، اليوم، لتطال عشرات المدن، فيما قُتل محتجان أحدهما يدعى جواد نظري والآخر ميثم عبدالوهاب منيعات، وأصيب عدد آخر بجروح في مدينة سيرجان الإيرانية. وأفاد ناشطون إيرانيون، بامتداد التظاهرات المنددة برفع سعر الوقود، إلى 53 مدينة إيرانية، حيث عمد عدد من المحتجين، في طهران، إلى قطع "أوتوستراد همت"، و"أوتوستراد حكيم" عبر إطفاء محركات السيارات، بغية الاحتجاج على رفع أسعار الوقود. كما أغلقوا "أوتوستراد إمام علي" أحد أکبر الطرق الرئيسية في العاصمة. وقطع آخرون أحد الطرق الرئيسية في مدينة أصفهان (وسط إيران) بالسيارات، رفضاً لتلك الزيادات المفاجئة. وهتف المحتجون الذين أوقفوا سياراتهم في العاصمة الإيرانية "ليسقط الدكتاتور"، في إشارة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني.