Nov 10, 2019 8:31 AM
صحف

الرئيس عون يتريّث..الحريري سيحسم موقفه بتولي الحكومة الجديدة أو بالانسحاب

مع بلوغ الوضعين السياسي والاقتصادي حدودا غير مسبوقة من الاستعصاء والحراجة، وفي ظل قصور السلطة السياسية عن إيجاد الحلول أو عن وضع خريطة طريق تطمئن الشارع اللبناني المنتفض منذ نحو شهر احتجاجا على تردي أوضاعه المعيشية، بدا ان الأيام المقبلة ستشهد تحركا دوليا باتجاه لبنان، يهدف الى مساعدته على الخروج من أزماته ومنع انزلاقه الى الانهيار الشامل. وفي هذا الاطار، يصل الى بيروت خلال الساعات المقبلة مدير دائرة شمال افريقيا والشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فرنو حاملاً رسالة واضحة للمسؤولين اللبنانيين تحثهم على «تشكيل حكومة بأسرع ما يمكن» وان تكون «حكومة جامعة لا تعزل أي طرف ضمن التركيبة اللبنانية». علما ان الزيارة المرتقبة سبقتها اتصالات فرنسية رفيعة المستوى مع لاعبين اقليميين ودوليين مؤثرين على قرارات القوى السياسية الوازنة ولاسيما حزب الله. وتتقاطع المبادرة الفرنسية الجديدة مع نصائح دولية تلقاها لبنان منذ اندلاع الاحتجاجات في تأكيدها على تلازم المسارين السياسي والاقتصادي في أي حل. وعلى مستوى الازمة الحكومية، لم تسفر الاتصالات واللقاءات المتواصلة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري عن توافق حول شكل وطبيعة الحكومة المقبلة. وبعد مرور أسبوعين على استقالة الحكومة لا يزال الرئيس عون يتريث في الدعوة الى اجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس حكومة جديد. مصادر مقربة من تيار المستقبل كشفت ان الحريري سيحسم موقفه بتولي الحكومة الجديدة أو الاعتذار والانسحاب من الحياة السياسية لفترة محددة قريبا جدا. وأوضحت المصادر عينها ان جو اللقاء الأخير مع رئيس الجمهورية لم يخرج بنتائج مشجعة بسبب تباين عميق في رؤية الطرفين. فالحريري يرفض بصورة مطلقة استيلاد حكومة جديدة على صورة ومثال الحكومة السابقة، أي لا تأخذ في حساباتها انتفاضة 17 اكتوبر وما فرضته من معادلات جديدة على الواقع اللبناني. وكررت المصادر تصور الحريري للخروج من المأزق الراهن ويتمثل بتشكيل حكومة انقاذية من شخصيات «نظيفة» وغير مستفزة للشعب اللبناني وللمجتمع الدولي على حد سواء. غير انه يصطدم بتصلب من الطرف المقابل الذي يتعامل بخفة لافتة مع انتفاضة اللبنانيين الى حد انه يتعاطى مع الملف الحكومي وكأن لا شيء يجري في الشارع، فيصر على تمسكه بوزارات معينة او يشترط تسمية مقربين منه لتولي وزارات أخرى. وفيما يتمسك رئيس المجلس النيابي نبيه بري وكذلك حزب الله بتسمية الحريري، تلفت المصادر الى ان أولوية الحريري ليست العودة الى السراي الحكومي بل فرملة الانهيار المالي الكبير الذي تتوالى «بشائره»، وعلى الجميع تسهيل مهمته وإلا فليتحملوا المسؤولية.

المصدر: القبس

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o