Nov 05, 2019 6:23 AM
صحف

لا تفاهم في لقاء بيت الوسط والحريري يرفض "الابتزاز" لتكليفه

لم تخرج التحركات السياسية الخجولة في لبنان بحلول لأزمة استقالة الحكومة، بانتظار تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة التي يفترض أن يجريها رئيس الجمهورية ميشال عون لتكليف شخصية تأليف الحكومة الجديدة بعد استقالة الرئيس سعد الحريري نهاية الأسبوع الماضي.
وكان اللقاء الطويل بين الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل الذي تخلله غداء, الخرق الوحيد في جدار الأزمة، وتوقعت مصادر ان يمهد لحوار, وكان النائب في كتلة باسيل سيمون أبي رميا اكد انعقاد اللقاء، فيما نفت مصادر "المستقبل" أن يكون بحث في تقاسم الوزارات الأساسية، من دون نفي انعقاده.
وربطت مصادر لبنانية تحديد موعد الاستشارات بحصول تقدم في الاتصالات لتسمية رئيس جديد للحكومة، خصوصا أن قوى 8 آذار التي تمتلك مع حلفائها الأكثرية البرلمانية تحاول فرض شروط مسبقة على الحريري لإعادة تكليفه، في وقت أكدت فيه مصادر الحريري لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا يستجدي أحدا ولا يقبل أن يتم ابتزازه بتسمية رئيس الحكومة المكلف». وقالت المصادر إن الحريري «لم يفتح الباب أمام استدراج عروض في هذا المجال".
واستغربت مصادر نيابية عدم دعوة الرئيس عون النواب للاستشارات، خصوصا أن البلد لا يتحمل الاهتزازات السياسية في وقت لم يهدأ فيه الشارع. ورأت المصادر أن ثمة محاولات لفرض شكل الحكومة الجديدة قبل تسمية رئيسها، غامزة من قناة الوزير سليم حريصان صاحب نظرية دعت في وقت سابق البرلمان لسحب تكليف الحريري بعد تعثر عملية تأليف الحكومة السابقة".
في هذا الوقت استمرت الانتقادات للتأخر في الدعوة للاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة، فيما يقوم الرئيس ميشال عون بالمشاورات السياسية قبل التأليف، وهي التي يفترض أن تكون من مهمة الرئيس المكلف.

لا تفاهم: وفي ظل التكتّم المفروض على ما جرى بَحثه بين الحريري وباسيل، قالت مصادر متابعة لحركة الاتصالات السياسية القائمة لـ»الجمهورية»: «إنّ اللقاء كان صريحاً، وقدّم كل طرف موقفه، مع التأكيد على وجوب الخروج من هذه الأزمة».
وفيما لم تُضف المصادر أي تفاصيل جوهرية، قالت: «صحيح أنّ لقاء الحريري باسيل أحدثَ خرقاً في المشهد السياسي، لكنه لم يُفض بعد الى أي تفاهم. ومن الطبيعي أن يلتقي الحريري، وهو المرشح القوي لرئاسة الحكومة الجديدة، برئيس أكبر تكتل نيابي والطرف الأقوى لرئيس الجمهورية».
ولفتت المصادر الى «أنّ ما يجري الآن ليس اتفاقاً على الاسم بشروط مقابل شروط، إنما البحث في سلة كاملة قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية المُلزمة حتى لا يبقى التأليف بعد التكليف الى ما لا نهاية. أمّا السلة فتتضمّن الاتفاق على رئيس حكومة وشكل الحكومة ومعيار التمثيل في داخلها بما يلبّي تطلعات الشارع، مع الأخذ في الاعتبار الظروف التي أدّت الى استقالتها».
وأشارت المصادر الى «انّ معظم الاطراف السياسية تقوم بحسابات خاطئة، فمنها من يلعب لعبة الشارع، ومنها من يتقاعَس عن تَحمّل المسؤولية، والخوف في هذه الاحوال أن تؤدي الميوعة الى سقوط دماء».
وقالت: «إنّ الأزمة لا تزال في بداياتها، وقد تحوّلت الى كباش سياسي حاد بعدما استنفَد حراك الشارع نتائجه. وهناك شد حبال داخلي، يُخطىء من يفصله عن الكباش الاقليمي والدولي المعروفة أهدافه».
ولفتت الى أنّ «الهدف الاساس من لقاء الحريري باسيل هو كسر حدّة الشارع المُناصِر للطرفين، وليَكن الكلام مباشراً وصريحاً بينهما: من يريد من؟ ومن لا يريد من؟ وفي النهاية أن يكون طرف في السلطة أو خارجها، فهذا يجب أن يحصل ضمن تفاهم تَجنّباً لصدام على الارض بين مناصري الشارعَين.
وذكرت "الجمهورية" أن «المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم عَمل منذ 3 أيام على ترتيب هذا اللقاء في بيت الوسط، وتأمين ظروفه عبر التواصل بين الطرفين، بما يفتح أقنية التواصل والحوار، لأنها السبيل الوحيد لحل الأزمات». وبحسب المعلومات، انّ اللواء ابراهيم زار القصر الجمهوري صباح أمس، والتقى رئيس الدجمهورية العماد ميشال عون.

بيت الوسط
الى ذلك، قالت أوساط بيت الوسط لـ»الجمهورية»: إنّ اللقاء بداية حوار، ولا يمكن التَكهّن بما يمكن أن يؤول إليه هذا الحوار في ظل الطروحات المُتباعدة». 
وأشارت الى انّ عنوان البحث لا يحتاج الى أي تفصيل، فكلّ ما جرى على الساحة اللبنانية منذ ما قبل الانتفاضة وفيها وبعدها، ومن ضمنها استقالة الحكومة والمراحل الدستورية اللاحقة التي يستعدّ لبنان لولوجها كلها، كانت مَدار بحث، من دون أي إشارة الى ما انتهى إليه إيجاباً أو سلباً، بانتظار أن يكشف الحريري شخصياً عن هذا البحث، وهو ما زال يلتزم الكثير من الصمت خارج الدائرة الضيّقة المحيطة به. وأكدت المصادر أنّ لقاءات الرئيس المستقيل مستمرة، وهي تجري بعيداً من الاعلام. 
الى ذلك، قالت مصادر وزارية على صِلة بالحريري وباسيل لـ»الجمهورية»: إنّ مجرد اللقاء بينهما يشكّل إشارة الى فتح ثغرة في الإتصالات المجمّدة، بهدف تنشيطها لتسهيل العبور الى مرحلة الإستشارت النيابية الملزمة من أجل تسمية من يكلّف بتشكيل الحكومة.

لقاء حامي: وأفادت مصادر حليفة للعهد لـ"نداء الوطن" ان لقاء الساعات الأربع بين الحريري وباسيل كان حامياً ولم يصل الى نتائج ملموسة لكنه ‏كسر الجليد الذي اعترى مسيرة ودّهما في الفترة الأخيرة. وناقشا خلاله الاحتمالات التي كانت مدار نقاش ورسائل ‏علنية او ضمنية في الأيام التي تلت الاستقالة. واضافت المصادر نفسها ان باسيل كان حاسماً مع الحريري لجهة رفض ‏تكليفه قبل ان يوافق على التشكيلة والأسماء فيها. وجرى التطرق الى عدة صيغ حكومية ابرزها صيغة الحكومة ‏التكنوسياسية مع احتمال عدم توزير باسيل فيها لكنه يتمثل بأشخاص يسميهم هو ويكونون من "التيار" وليسوا ‏مقربين منه. كذلك أبلغ باسيل الى الحريري رفضه ان يشكل حكومة تكنوقراط كاملة، مكرراً ان حكومة كهذه يمكن ان ‏يرأسها شخص آخر‎.‎
‎ ‎بعد اللقاء غادر باسيل الى بعبدا، مقر اقامته الموقت، حيث وضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اجواء ‏الاجتماع الذي ستتم متابعته غداً اما هاتفيا ام عبر وسطاء‎.‎‎ ‎
مخطط 8 آذار: وذكرت "نداء الوطن" ان فريق 8 آذار وبالتفاهم مع فريق رئيس الجمهورية يخطط لكسب وقت اضافي مراهنا على ‏تعب الحراك الشعبي ومشاكل يتسبب بها قطع الطرقات. وتقضي الخطة بالدعوة الى استشارات نيابية يمتنع فيها ‏الفريق الممانع والتيار عن تسمية الرئيس الحريري فيحصل على 50 صوتا تقريبا من اصل 128 فتعاد الاستشارات ‏ومعها تعاد المشاورات‎.‎‎ ‎
اما مصادر بيت الوسط فأكدت لـ"نداء الوطن" أن لقاء الحريري مع باسيل لم يتوصل إلى نتائج عملية بل أظهر تبايناً ‏واضحاً ليس حول مقاربة الوضع الحكومي برمته فحسب، بل حول النظرة إلى التطورات التي تعيشها البلاد. وذكرت ‏أن الدليل إلى التباين هو عدم دعوة رئيس الجمهورية إلى الاستشارات‎.‎
‎ ‎وأشارت المصادر ردا على سؤال "نداء الوطن" حول ما إذا كان الخلاف ما زال قائماً على صيغة الحكومة "تكنو - ‏سياسية" أو "تكنوقراط"، إلى أن ما جرى توزيعه من صيغ أمس لم يتم التطرق اليه خلال لقاء باسيل مع الحريري ‏وهو ما نفاه "تيار المستقبل" أيضاً، مؤكدة أن البحث بالصيغة الحكومية مع أي جهة يفترض أن تسبقه مقاربة ‏للتطورات في البلد في ضوء الحراك الشعبي وما نجم عنه منذ 17 تشرين الأول الماضي. وأضافت ان "هذا يحتاج ‏لأن يعترف المعنيون بأن هناك وضعاً جديداً في الحياة السياسية اللبنانية نجم عن الحراك، وإحداث تغيير في الذهنية ‏بالتعاطي معه، في وقت ما زال الفريق المعني يتعاطى مع الحراك على أنه سينتهي، وهذا غير واقعي".‎
وقالت مصادر بيت الوسط ان "التفاهم على مقاربة الحراك له أولوية على بحث مسألة تكليف رئيس الحكومة التي ‏تصبح شكلية في ظل التباين الحاصل، لذلك فإن الحريري لا يبحث عن أصوات للتكليف، بل عن صيغة حل سياسي ‏تستند إلى مقاربته للمعطيات الجديدة التي أملت استقالته، بينما نشهد محاولة الهروب إلى أمور أخرى والسعي إلى ‏منافسة الحراك الشعبي على شعاراته ومطالبه‎".‎‎ ‎
اهتزاز الوضع الامني! من جهة أخرى، لفتت مصادر رسمية "نداء الوطن" إلى "وجود مناخ ترهيبي تجري إشاعته منذ قبل ظهر أمس عن ‏أن الوضع الأمني معرض لاهتزازات بسبب حديث وتسريبات على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر رسائل صوتية ‏عن أن "حزب الله" وحركة "أمل" يتجهان إلى فتح بعض الطرقات التي يقفلها المتظاهرون، لا سيما على جسر ‏‏"الرينغ" في بيروت، وعلى الطريق الساحلي إلى الجنوب. وأشارت المصادر الرسمية إلى أن هذه الرسائل تشير إلى ‏أنه إذا لم تفتح القوى الأمنية والجيش الطرقات فإن هناك من سيتولى فتحها. وتتعاطى هذه المصادر مع هذا المناخ على ‏أنه جدي وتخشى أن يأخذ بعداً طائفياً في بعض المناطق

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o