العهد يطوي عامه الثالث وعون يعد بحكومة مكافحة الفساد
حزب الله يرفض "التكنوقراط": استقالة الحريري تفاقم الازمة
الاستشارات مطلع الاسبوع وفرنسا: شكلوا سريعا لدفع الاصلاحات
المركزية- نصف الثورة في الساحات ونصفها الاخر في دوائر القرار السياسي وطأة وتأثيراً، لكن المعالجة النهائية منتظرة من قصر بعبدا الذي يطوي سيده اليوم ثلاث سنوات من عهده يحتفل بها في اجواء لم يكن ليتوقعها على الارجح في 31 تشرين الاول 2016، حيث البلاد في مرحلة مصيرية لا بد ان تحضر في كلمة يوجهها مساء الى اللبنانيين.
لكنّ عدم تحديد اي موعد للاستشارات النيابية الملزمة حتى الساعة والتي تعزوها مصادر قريبة من بعبدا الى عدم الرغبة بمزيد من الفراغ والضياع، يوحي ان اهل السلطة ما زالوا في واد والثوار الذين اعادوا "هز العصا" في الشارع امس في آخر. حزب الله الذي يطل امينه العام السيد حسن نصرالله غدا، استبق الاطلالة باطلاق سهامه في اتجاه الرئيس سعد الحريري محملا اياه مسؤولية هدر الوقت المتاح لتنفيذ الاصلاحات واقرار موازنة 2020 وزياردة فرص الدخول على خط الأزمة، فيما كان الحريري يجتمع الى الوزير علي حسن خليل على مدى 90 دقيقة بحثا عن حل حكومي.
وتزيد الطين بلة موجة الشائعات التي تعم البلاد وتشحن النفوس والتحذيرات من اصطدام الشارعين المناهض والموالي للعهد او السني- الشيعي بعد استقالة الحريري او حتى السني – المسيحي في ضوء التمسك بمعادلة الحريري –باسيل معا في الحكومة او خارجها.
هذا الواقع، تؤكد مصادر امنية لـ"المركزية" انها تضعه في اعتباراتها وتتخذ الاحتياطات الكفيلة بافشال اي مخطط يستهدف الامن، قد يعمد اليه البعض لا سيما في ساعات المساء، في اعقاب كلمة الرئيس عون.
ذكرى الانتخاب: قبيل الكلمة التي يلقيها الرئيس عون والتي سيتناول فيها الحوادث التي تحصل اليوم وما حصل في السنوات الثلاث الماضية من عمر العهد، أفيد ان اتصالات مكثفة تجري بين قصر بعبدا وعدد من الفرقاء لايجاد صيغة لانطلاق الاستشارات النيابية الملزمة من أجل تجنيب لبنان الوقوع في المجهول.
الاستشارات المرتقبة: في السياق، افيد ان رئيس الجمهورية يقوم بالجهود اللازمة قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة، وذلك بهدف تسهيل هذه الاستشارات. ولفتت مصادر قصر بعبدا لـmtv الى "اننا نحن لسنا في ظروف عادية بل استثنائية وأي قرار أو إجراء يجب أن يدرس بتأنٍّ وهدوء وهذا ما يدفع الرئيس عون الى تأخير موعد المشاورات التي قد تكون نهاية هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل". وقالت "لن يتمّ تحديد موعد الاستشارات النيابية للتكليف في كلمة الرئيس عون الليلة"، وسيطلق ورشة مكافحة الفساد تحت عنوان حكومة مكافحة الفساد.مضيفة "كلمة الرئيس عون ستتضمن كل النقاط المتعلقة بهموم الناس والمواطنين بمن فيهم الحراك". واكدت المصادر أن لا تأخير في الاستشارات النيابية الملزمة بمعنى التأخير إذ أنه في الساعات الماضية، لم يكن هناك قدرة على تحديد الطرقات المقفلة من المفتوحة. وذكرت المصادر للـLBCI أن الحكومة العتيدة تأتي في ظروف استثنائية ويجب إفساح المجال امام الكتل للاتفاق على اسم شخصية لتكليفها، ولذلك يمكن القول إن توقيت الاستشارات مرتبط بالظرف الأمني العام الذي كان سائدا وبمشاورات الكتل النيابية. وأشارت الى أن هذا التوقيت يستفاد منه لجولة مشاورات لاستشراف شكل الحكومة لان الهدف ان يتم التكليف والتأليف سريعاً واختصار فترة تصريف الأعمال. وأشارت المصادر الى أن الرئيس عون ما زال يواصل مشاوراته من أجل تكليف شخصية تحظى بالأكثرية النيابية، وأن الرئيس الحريري هو من الشخصيات التي يقدرها الرئيس عون كما يقدر جهات السياسية أخرى أيضا، لافتة إلى أن لا كلام حتى الأن لا بشكل الحكومة وعددها. وابدت المصادر خشيتها من أجهاض مطالب الناس بعد تسييسها في الشارع، وأن تكون الاستقالة قد أدت إلى انقسام، معربة عن ارتياحها لما يقوم به الجيش لفتح الطرقات بعدما أزيلت الحواجز من وجهه.
مكتب المستقبل: في الاثناء، طلب من الاعلام في بيت الوسط، عدم التغطية لأن هناك لقاءات مكثفة يجريها الحريري ويريدها بعيدة عن الاعلام. ورأس الرئيس الحريري، اجتماع المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" الذي انعقد في بيت الوسط، في حضور جميع أعضائه، وناقش التطورات الميدانية للانتفاضة الشعبية التي حيا سلميتها، التي استمرت عليها، برغم محاولات ميليشياوية للإساءة إليها وإخراجها عن توجهها الوطني وتطييفها. وإذ نوه بردود الفعل الشعبية التي رافقت استقالة الرئيس سعد الحريري والالتفاف الشعبي حوله في العاصمة بيروت والعديد من البلدات والمدن في الشمال والبقاع والجنوب، ناشد المناصرين والأحبة في كل المناطق التجاوب مع نداءات الرئيس الحريري، بأن يلتزموا موجبات السلامة الوطنية، وتجنب محاولات الاستفزاز والامتناع عن اقفال الطرقات والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية في المحافظة على الهدوء والانتظام العام.
الوفاء للمقاومة: من جانبها، عشية الكلمة التي يلقيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عند الثانية والنصف من بعد ظهر غد الجمعة في حفل تأبيني للسيد جعفر مرتضى العاملي، رأت كتلة الوفاء للمقاومة ان استقالة الرئيس الحريري ستسهم في هدر الوقت المتاح لتنفيذ الاصلاحات واقرار موازنة 2020 وتزيد من فرص الدخول على خط الأزمة. واضافت بعد اجتماعها الاسبوعي "الوضع يفرض على القوى السياسية كافة ان تتحمّل المسؤولية لما قد ينجم من تداعيات عن استقالة الحكومة". وتابعت "نأمل ان تسلك الاستشارات النيابية الملزمة مسارها الطبيعي من اجل تشكيل حكومة قادرة على النهوض بالمهمات المطلوبة منها". ودعت الكتلة "حاكمية مصرف لبنان لاتخاذ كل التدابير لضمان عدم تفلّت الوضع النقدي".
حزب الله..وتعويم الحريري: ومع انتفاضة الشارع السنّي في معظم المناطق دعماً للرئيس الحريري، قالت مصادر حزب الله لـ"المركزية" "ان هذه الانتفاضة هدفها تعويم الرئيس الحريري، لكنها في الوقت نفسه خطيرة جداً وتشكل لعبا بالنار". وفي حين اوضحت المصادر "ان عدم عودة الرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة امر وارد، مع العلم ان لا مرشّح لدينا حتى الان". وفي السياق، اشارت المعلومات الى ان حزب الله ما زال مصرا على رفض حكومة التكنوقراط ويتمسك بحكومة سياسية يملك فيها زمام المبادرة.
ارتفاع السندات: وسط هذه الاجواء، ارتفعت سندات لبنان الدولارية للمرة الأولى في 10 جلسات تداول، وصعد إصدار 2021 0.8 سنتات بعد إستقالة الحكومة وفتح الطرقات.
غدا يوم عادي: وعشيّة فتح المصارف أبوابها أمام الجمهور، أكد الخبير الاقتصادي والمالي البروفسور جاسم عجاقة لـ"المركزية" أن "غداً سيكون يوم عمل عادي، ولن يسجَّل أي هجمة كبيرة من قبل المودِعين كما يُشاع، بل سيقتصر الأمر على عدد من الأشخاص القلقين". ولفت إلى أن "الشائعات التي راجت في الفترة الأخيرة، أهدافها سياسية واضحة"، وحذر من أن "في حال استمرينا في بث الأخبار "الخبيثة" فالبطبع سيذهب البلد إلى الهلاك"، متمنياً "اعتماد العقلانية في تعاطي المواطنين مع هذا الموضوع، لأن من الحرام أن نسمح لتلك الشائعات بأن تجتاح السوق وتدمّر اللبنانيين.
لودريان: وفي المواقف الدولية من المستجدات، شدد وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية للدفع بالإصلاحات وذلك في بيان وزعته السفارة الفرنسية جاء فيه: "بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري في 29 تشرين الاول، من الضروري، ومن اجل مستقبل لبنان، أن تشكل بسرعة حكومة قادرة على إجراء الإصلاحات التي يحتاج اليها البلد". أضاف: "في سياق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يشهدها لبنان منذ أسابيع عدة، يعود الى جميع القادة السياسيين اللبنانيين تغليب روح الوحدة الوطنية والمسؤولية من أجل ضمان الاستقرار والأمن والمصلحة العامة للبلاد، ويجب بذل كل جهد ممكن لتجنب الاستفزاز والعنف والحفاظ على حق المواطنين في التظاهر سلميا". وختم "من الضروري أن تسهل جميع القوى السياسية، منذ الآن، تأليف حكومة جديدة قادرة على الاستجابة للتطلعات المشروعة التي أعرب عنها اللبنانيون واتخاذ القرارات الضرورية للانتعاش الاقتصادي للبلاد. وأن فرنسا، وضمن الإطار الذي حدده مؤتمر "سيدر"، مستعدة لدعم لبنان في هذا المسار".
اسقاط مسيرة: امنيا، أفيد عن إسقاط طائرة إسرائيلية، لم يحدد نوعها، في الجنوب. وسُمعت أصوات قوية في القرى والمناطق المحيطة. وقال مصدر ميداني ان تم استهداف طائرة "ام كا" من وادي الكفور وسقطت في أعالي كفرمان في سهل الميدنة. واضاف "الطائرات الاسرائيلية استهدفت مكان سقوط المسيّرة بصاروخ جو أرض". في المقابل، تحدث الجيش الإسرائيلي عن إطلاق صاروخ مضاد للطائرات من الأراضي اللبنانية باتجاه طائرة إسرائيلية مسيرة لكن الطائرة لم تصب. من جانبه اعلن حزب الله "اننا تصدّينا لطائرة مسيّرة إسرائيلية وأجبرناها على مغادرة الأجواء اللبنانية."