فُتحت الطرقات وأبواب المصـارف فانتعشت أسواق المال
عجاقة: لا هجمة مودِعين غداً... والشائعات سياسية بحتة

المركزية- تلقفت الأسواق المالية إيجاباً إعادة فتح الطرقات بفعل استقالة الحكومة ووعد رئيس الجمهورية بـ"حكومة نظيفة" علّها تكون من "التكنوقراط" كما طالبت ولا تزال، انتفاضة الشعب.

وليست عودة المصارف إلى العمل اليوم، ولو إدارياً على أن تفتح أبوابها أمام الجمهور اعتباراً من الغد، سوى عامل إضافي عزّز ارتياح الأسواق، ونفّس احتقان الوضع، ودحض خوف اللبنانيين على رواتبهم وودائعهم، علماً أن المصارف نجحت بامتياز، بالتنسيق مع مصرف لبنان، في استيعاب غضب الشارع وتوفير الأموال للمواطنين في حمأة الثورة، وهذا أمر يُشهد للقطاع المصرفي به.

...اليوم سجلت سندات الخزينة "يوروبوندز" ارتفاعاً تراوح بين 0،6 و0،8 نقاط، "ما يعني أن إقفال الطرقات يؤدي إلى شلل الحركة الاقتصادية ما يشكّل ضربة للمالية العامة" على حدّ قول الخبير الاقتصادي والمالي البروفسور جاسم عجاقة في حديث لـ"المركزية".

أضاف: من هذا المنطلق، تعتبر الأسواق المالية أن مجرّد فتح الطرقات وعودة العمل في المصارف، يؤشر إلى عودة الوضع إلى طبيعته، لذلك ترتفع سندات الخزينة التي أخذت أخيراً منحى تراجعياً للأسف، لكن مع التطورات الإيجابية عادت واتجهت صعوداً.

واعتبر أن "التغيير في هذا المسار أمر إيجابي جداً"، آملاً "من الجيش أن يفرض الأمن في كل المناطق لأن في ذلك انعكاساً إيجابياً على الأسواق المالية. لأن إقفال الطرقات له ثمن كبير على الاقتصاد، ولن يكون مجاناً".   

الحركة المصرفية: وعما إذا كان القطاع المصرفي وضع اليوم آلية استثنائية لاستيعاب الضغوطات المتوقعة غداً فور فتح الأبواب أمام الجمهور، أوضح عجاقة أن "غداً سيكون يوم عمل عادياً، ولن يسجَّل أي هجمة كبيرة من قبل المودِعين كما يُشاع، بل سيقتصر الأمر على عدد من القلقين".

ولفت إلى أن "الشائعات التي راجت في الفترة الأخيرة، أهدافها سياسية واضحة"، سائلاً "على ماذا استند المحللون في حديثهم عن "هجمة مرتقبة"؟! هذا التحليل أقرب الى التخويف السياسي منه إلى أي شيء آخر".

وحذر من أن "في حال الاستمرار في بث الأخبار "الخبيثة" فالبلد سيذهب إلى الهلاك"، متمنياً "اعتماد العقلانية في تعاطي المواطنين مع هذا الموضوع، لأن حرام أن نسمح لتلك الشائعات بأن تجتاح السوق وتدمّر اللبنانيين".  

وأكد عجاقة رداً على سؤال، أن "لا أزمة دولار في لبنان، بل أزمة "تهريب دولار" من الداخل إلى الخارج، ما دفع بالقاضي غسان عويدات إلى إصدار قرار لضبط الوضع"، موضحاً أن سعر صرف الدولار في سوق الصيرفة وصل اليوم إلى 1730 ليرة للدولار الواحد، بعدما سجل أمس 1765 ليرة.