Oct 29, 2019 2:36 PM
خاص

التسوية الرئاسية انهارت بضربة "الثورة الشعبية"
معادلة رئيس الحكومة مقابل وزير اسقطت ما تبقى منها

المركزية- لم يعد من مجال للشك، ان التسوية الرئاسية التي اوصلت الرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا والرئيس سعد الحريري الى السراي الحكومي، بمباركة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورضى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، تعرضت لصعقة اسقطت مقولة "ان التسوية تهتز ولا تقع"، وان ما تمكنت من ترميمه ايادي السياسيين من ندوب عميقة في جسد التسوية بفعل خلافاتهم المستفحلة مرارا وفي اكثر من موقعة منذ العام 2016 وليس آخرها مضاعفات حادثة قبرشمون، عجزت عن اصلاحه محاولاتهم المتكررة في مواجهة الثورة الشعبية العارمة التي انتفضت في وجههم رافضة كل تسوياتهم المتقاطعة عند مركزية تأمين مصالحهم على حساب الوطن والمواطن.

تؤكد مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية" ان تداعيات الانتفاضة على السلطة من اعلى الهرم الى اسفله، أظهرت بالعين المجردة ان التسوية تعرضت لانهيار حقيقي وكامل ولم يعد ممكنا اعادة ضخ الحياة في عروقها بأي شكل. فبعيد انسحاب القوات اللبنانية من خلال استقالة وزراء الحزب الاربعة من الحكومة، انسجاما مع مطالب الشعب الثائر وبعد معاناة طويلة مع مرض "محاولة اقصائهم عن القرار"، تبين ان المعادلات التي سعى لإرسائها فريق السلطة كاطار حل للأزمة المنفجرة في الشارع وضعت رئيس الحكومة بما يمثل سياسيا وطائفيا في موازاة وزير في هذه الحكومة، خلافا للتسوية الرئاسية التي وازت بين رئيسي الطائفتين المسيحية في قصر بعبدا والسنية في السراي، فكانت معادلة اما الحريري والوزير جبران باسيل داخل الحكومة معا او ان الاثنين خارجها.

في هذا السياق، تعتبر المصادر ان طارحي النظرية المشار اليها اما انهم لا يفقهون في النظام والدستور او انهم يشيحون النظر عن مضمون النصوص الدستورية، سائلة ماذا لو استقالت الحكومة ثم اعادت الاستشارات النيابية المُلزِمة تسمية الحريري رئيسا مكلفاً تشكيل حكومة اختصاصيين يريدها الشعب الثائر ضد الفساد والسرقة ونهب المال العام ولمحاسبة المتورطين؟ هل يتم اقصاؤه لان الوزير باسيل لا يُمكن ان يُوَزر؟ ان هذه الفرضيات اللا منطقية، تقول المصادر، لا تعدو كونها محاولات تعمية على الحقيقة وطمر رؤوس في الرمال هروبا من الواقع القائم الذي يرفض فريق في السلطة الاقرار به، ويسعى الى تسخيفه اما من خلال غض الطرف عما يجري في الشارع على طول البلاد وعرضها وفي عقر دار هذا الفريق بالترهيب والترغيب والقمع واما بتحجيم الشعب المنتفض واظهار الثورة على انها مسيّسة وممولة من السفارات وما الى ذلك من شعارات تتضمنها خطابات قادة هذا الفريق.

واذ تؤكد ان معادلة التسوية قامت على عون – الحريري وليس الحريري- باسيل، توضح ان محاولة تقزيم حجم الحريري من خلال مساواته بباسيل، انما تهدف الى تضخيم حجم رئيس التيار الوطني الحر واخراج الرئيس عون من التسوية، باعتبار ان لحظة انتخابه رئيسا بات خارج كل التسويات.

 وتشدد المصادر على ان الحل الوحيد امام السياسيين لاخراج اللبنانيين من الطرقات واعادة الامور الى نصابها يكمن في استقالة الحكومة التي يتطلع اليها الرئيس الحريري منذ اليوم الاول، لكنه لا يُقدم، اما مراعاة لشركائه في السلطة او خشية من الفراغ وانزلاق البلاد الى فوضى يحذر منها البعض قد تؤدي الى الانفجار، غير ان الضغط الشعبي المتعاظم وهاجس ضرب الاستقرار من خلال تطور التظاهرات الى مواجهات دموية في الشارع، لا سمح الله، تبدو ستقوده للاقدام على خطوته هذه ورفع المسؤولية عن كاهله، فهو بعد ثلاثة عشر يوما لم يعد قادرا على استمرار مواجهة شعبه وشارعه.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o