Sep 24, 2019 6:57 AM
صحف

قلق من تسرّب عملات صعبة الى الخارج...وبيللينغسلي للمصارف: تخلّصوا من"الموجودات الخبيثة"!

 يوم مالي ‏ومصرفي ودبلوماسي محموم طغى على المشهد الداخلي وتداخلت فيه الى حدود بعيدة المحاور الساخنة لزيارة مساعد ‏وزير الخزانة الاميركي لشؤون مكافحة الارهاب مارشال بيلينغسلي ومحادثاته مع المسؤولين السياسيين والماليين ‏والمصرفيين، مع الاتجاهات والمواقف والمعالجات الداخلية لمختلف وجوه الارباكات التي تعانيها البلاد في المرحلة ‏الحالية وخصوصاً مشكلة شح السيولة بالدولار الاميركي.‎
واذا كان لا بد من خلاصة لزيارة بيلينغسلي ومواقفه "النارية" من "حزب الله" تحديداً، فهي تختصر بتصعيد وتيرة ‏التشدد حتى الذروة حيال الحزب من خلال العقوبات الاميركية عليه وعلى كل من يدعمه من جهة، وبروز مرونة ‏لافتة حيال المصارف اللبنانية والثناء عليها من حيث استجابتها لموجبات العقوبات من جهة أخرى، كما أثنى على ‏حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لحمايته القطاع المصرفي. وبيلينغسلي الذي جال على رئيس مجلس النواب نبيه ‏بري والرئيس الحريري وحاكم مصرف لبنان وجمعية مصارف لبنان، شجع، استناداً إلى السفارة الاميركية في ‏بيروت، "لبنان على اتخاذ الخطوات اللازمة للبقاء على مسافة من "حزب الله" وغيره من الجهات الخبيثة التي تحاول ‏زعزعة استقرار لبنان ومؤسساته". ونقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن مصدر لبناني مطلع على مضمون ‏المحادثات طلب عدم ذكر اسمه، أن بيلينغسلي شدد على أن "الولايات المتحدة ستعاقب أي فريق يقدم دعماً عينياً ‏لـ"حزب الله"، سواء عبر الأسلحة أو المال أو أي وسائل مادية أخرى". وأوضح أن "العقوبات تستهدف إيران ‏وأتباعها في المنطقة" من دون "المساس بالأفرقاء التي تربطهم بـ"حزب الله" علاقة أو تعاون سياسي" في لبنان‎.
وفي لقائه جمعية المصارف، رحّب بيلينغسلي بالتزام المصارف اللبنانية القواعد والمعايير العالمية لمكافحة تبييض ‏الأموال وتمويل الإرهاب، مبرزاً ضرورة متابعة هذه الجهود حرصاً على مصلحة القطاع. وأكد مجدّداً موقف بلاده ‏من دعم الإقتصاد اللبناني، وبصورة خاصة القطاع المصرفي. وافادت "النهار" ان المسؤول الاميركي أبلغ المصارف ‏اللبنانية ضرورة تخلصها من بعض ما وصفه بـ"الموجودات الخبيثة" في حساباتها، فيما أعلنت المصارف انها ستعمل ‏على متابعة الموضوع، مع إعتماد أعلى معايير الامتثال حماية لعلاقاتها بالمصارف المراسلة وحماية للقطاع الصرفي ‏والمودعين وهذا ما أشاد به المسؤول الاميركي‎.‎

تسرّب عملات!: وتتبعت الاوساط اللبنانية أمس مجريات زيارة بللينغسلي، على وقع ما يشهده ‏الوضع المصرفي والمالي من تطورات مقلقة، سواء على صعيد الشكوى من شح ‏العملة الصعبة في السوق وفي المصارف، في وقت تحدثت معلومات عن ‏ان العملات الصعبة تتسرّب من لبنان الى الخارج سواء عبر أجور العمال الاجانب او ‏عبر رعايا عرب، وتحديداً سوريين وعراقيين، يلجأون يومياً الى شراء الدولار من ‏محلات الصيرفة أو من السوق السوداء وينقلونها الى بلادهم من دون حسيب او ‏رقيب‎.‎

مع سلامة والمصارف‎: الى ذلك، قال مصدر شارك في إجتماعي بللينغسلي مع حاكم مصرف لبنان رياض ‏سلامة وجمعية مصارف لبنان لـ"الجمهورية"، ان المسؤول الاميركي "دخل في ‏كثير من التفاصيل المالية والتقارير الدقيقة التي رُصدت لفترة طويلة قبل اتخاذ ‏القرار في شأن مصرف "جمّال تراست بنك"، والتي احتُسبت على انّها مخالفات ‏جسيمة للعقوبات المفروضة من اجل تجفيف مصادر الإرهاب وتبييض الأموال".
ولفت المصدر، الى ان السعي الى معرفة ما إذا كان اصحاب "جمّال تراست بنك" ‏على علم بكل شاردة وواردة ليس من مهمته، وان الهمّ الأساسي كان في جمع ‏المستندات والوقائع التي حدّدت حجم الجرائم والمخالفات التي ارتُكبت والتي ‏دفعت الى اتخاذ القرار في شأن هذا المصرف". وقال "ان بللينغسلي كان واضحاً ‏في تأكيد ما هو معلن اكثر من مرة، من أنّ العقوبات المفروضة على ايران بكل ‏مؤسساتها والبنك المركزي الإيراني من ضمنها واذرعتها في المنطقة والعالم كما ‏بالنسبة الى المجموعات الإرهابية الأخرى، هي نهائية ولا رجوع عنها‎.‎
وشدد على ان كل قدرات الولايات المتحدة والدول والمؤسسات الصديقة تتعاون ‏في هذا الإتجاه من دون مواربة، لأن هذه العقوبات المتشعبة ستشتد في ‏المستقبل كما بالنسبة الى الجهات والأشخاص والمؤسسات والكيانات التجارية ‏والمالية وكل من يتعاطى بالشؤون المالية ومنها شركات التأمين، وأخرى تعمل ‏في مجال نقل الأموال بمعزل عن انتماءاتها الدينية او المناطقية والدول التي تعمل ‏فيها في مختلف انحاء العالم. فالعقوبات لا تقتصر على ايران ودول المنطقة بل ‏حيث تتمدّد ايران وحلفاؤها او توجد هذه الشركات الداعمة ويعمل الأشخاص ‏المستهدفون‎".‎
وبعدما عبّر الموفد الأميركي عن تفهمّه للخصوصيات اللبنانية أبدى ارتياحه الى ‏‏"التزام النظام المصرفي اللبناني بكل مقتضيات العقوبات ليبقى واحداً من أعضاء ‏الشبكة المصرفية الدولية الموثوق بها ضماناً للاستقرار في لبنان ومن اجل وضع ‏حد لداعمي الإرهاب والساعين الى نظام مصرفي دولي سليم معافى‎".

لهجة شديدة! ونقلت "الشرق الاوسط" عن مصادر مطلعة على الزيارة قولها "ان رسالة بيلنغسلي كانت واضحة وبلسان واحد لجميع من التقاهم، وشديدة اللهجة مع جمعية المصارف، بتأكيده أن كل من يساعد حزب الله سيتعرض للعقوبات".
وهذا التشدّد لا يعني أن هناك نيّة للولايات المتحدة لاستهداف أي مصرف لبناني أو جهة سياسية أو طائفة معينة، بحسب بيلنغسلي الذي أكد أن العقوبات التي فرضت على "جمال ترست بنك" كانت بناء على معطيات مؤكدة، تفيد بأن لديه حسابات لمؤسسات تابعة بشكل مباشر لـ«حزب الله»، وهي التي باتت مجمدة نتيجة العقوبات. من هنا يأتي الاهتمام الأميركي بالمتابعة والتشدد في تنفيذ العقوبات لتجفيف الأموال التي تستخدم للإرهاب، واصفاً هذا الأمر بالخط الأحمر الذي لا يمكن التساهل فيه.
وفي الإطار نفسه، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر محلي مطلع على مضمون محادثات بيلنغسلي، تأكيده أن بلاده «ستعاقب أي فريق يقدم دعماً عينياً لـ(حزب الله)». وأوضح المصدر للوكالة أن «بيلنغسلي شدد على أن الولايات المتحدة ستعاقب أي فريق يقدم دعماً عينياً لـ(حزب الله)، سواء عبر الأسلحة أو المال أو أي وسائل مادية أخرى».
ونقل المصدر عن المسؤول الأميركي تأكيده أن «العقوبات تستهدف إيران وأتباعها في المنطقة، من دون المساس بالقوى التي تربطها مع (حزب الله) علاقة أو تعاون سياسي في لبنان».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o