قلب باريـس على لبنان ولكـن... "ســنراقب ونشرف على كل قرش من سـيدر"
بللينغسـلي "واثقون بالقطـاع المالي اللبـناني وننصح بالابتعاد عـن حــزب الله"
سلامة: الدولار متوفر والتهويل اعلامي فقط... واضراب المحروقات يحدد الخميس
المركزية- "قلب باريس عا لبنان وقلب لبنان عالحجر". عبارة تكاد تكون الاكثر انطباقا على حصيلة جولات المحادثات التي اجراها رئيس الحكومة سعد الحريري في العاصمة الفرنسية على مدى ثلاثة ايام. صحيح ان الزيارة كانت ناجحة بكل المقاييس ووصفها كل من اطلع على مضامينها بالجيدة جدا، لكنّ الصحيح ايضا ان قبل التوجه لطلب المساعدات والدعم من الخارج، على لبنان مسؤوليات لم يضطلع بها بعد، وهو موضوع تحت المجهر الدولي رصدا لالتزامه، وضمن فترة محددة لم يعد مسموحا خلالها ترف التلهي عن انجاز المطلوب منه، بما وعد به من اصلاحات مالية وادارية سريعا لا سيما تشكيل الهيئات الناظمة في القطاعات حيث الحاجة اكثر الحاحا، في الكهرباء والطاقة والاتصالات، تلازما مع اقرار موازنة الـ 2020 في موعدها الدستوري. باريس وعدت ومستعدة للايفاء، لكن خبرتها مع السياسيين اللبنانيين افقدتها الثقة بحسن ادارة المساعدات فقررت تولي عملية الرقابة والاشراف على كل قرش يوضع في اي مشروع من ضمن سيدر ضمانا لحسن استخدامه حيث يجب وعدم انحرافه الى جيوب النافذين، على ان يشكل 15 تشرين الثاني المقبل موعدا لانعقاد الهيئة الاستراتيجية لمتابعة تنفيذ مقررات المؤتمر رسميا.
رسائل واشنطن: هذا فرنسيا، اما في مقلب الرسائل الاميركية للبنان، فلا يقل الامر حسما وحزماً. ذلك ان مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة الارهاب وتبييض الأموال مارشال بللينغسلي الذي بدأ زيارة رسميةً الى بيروت تستمر يومين، استهلها بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ثم رئيس الحكومة سعد الحريري اضافةً الى شخصيات وزارية واقتصادية ومصرفية، يحمل في جعبته وفق معلومات "المركزية" اربعة عناوين يعرضها مع المسؤولين في لبنان الاوّل متابعة قضية "جمّال ترست بنك" والاطلاع على الاجراءات التي اتخذت في ضوء العقوبات، الثاني شرح ابعاد الرزم المتتالية من العقوبات التي ستطال لاوّل مرّة حلفاء حزب الله من مختلف الطوائف، الثالث القاء الضوء على الشراكة القوية بين واشنطن ولبنان وثقة الحكومة الاميركية بشكل عام بالقطاع المالي اللبناني والرابع "التشجيع على اتخاذ الخطوات اللازمة للبقاء على مسافة من حزب الله وغيره من الجهات التي تحاول زعزعة استقرار لبنان ومؤسساته" ويؤكد المسؤول الاميركي ان بلاده لن تسمح بتحويل لبنان الى منصة لايران.
الحاكم يطمئن: الى ذلك، ووسط بلبلة قوية تسود الشارع اللبناني ازاء الوضع النقدي وتوافر الدولار في الاسواق من عدمه، برز موقف لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، طمأن فيه ان "الدولار متوفر في لبنان والكلام الذي نسمعه في الإعلام مضخم وله اهدافه" مؤكدا ان "المصارف تلبي حاجات المواطنين من هذه العملة ولا ضرورة لاجراءات خاصة والتهويل إعلامي فقط". واشار الى ان "سعر صرف الليرة في المصارف هو واحد والاختلاف هو لدى الصرافين الذين لا يقومون بعمليات تحويل والحديث عن سوق سوداء غير صحيح". وقال ان "مصرف لبنان يؤمّن السيولة بالدولار للمصارف التي تتعاطى مع مستوردي النفط وتفتح لهم الإعتمادات أما مشكلة القبض بالليرة والإعتماد بالدولار "اللي عم يستوردوا بيقدروا يلاقوا طرق مش كلو مصرف لبنان". وتابع "استحقاقات الديون اللبنانية سيجري سدادها"، مضيفا "لا علاقة لنا بالأوراق النقدية بل بالعمل الذي يتمّ في المصارف وبالتحاويل التي تتمّ من الليرة الى الدولار". واشار الى ان " زيارة مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلنغسلي ليست لتضييق الخناق على المصارف ويهمنا ان يكون لنا علاقة جيدة مع الخزانة الاميركية".
ارجاء الاضراب: اما في اليوميات اللبنانية، فقد اعلن أصحاب محطات الوقود وتجمع شركات النفط، الذين لوحوا بالاضراب المفتوح لعدم توفر الدولار في الاسواق، من السراي بعد لقائهم رئيس الحكومة سعد الحريري ان "الرئيس الحريري وعد أنه سيجتمع مع المسؤولين خلال الساعات المقبلة لإيجاد حل للمشكلة، وسيدعونا نهار الخميس المقبل لمناقشة القضية، وانطلاقاً من هنا اضرابنا تجمّد إلى ما بعد الاجتماع". واضافوا "الحريري يتفهم المشكلة ويجب أن نجد لها حلاً ووعد أنه خلال 24 الى 48 ساعة سيجتمع مع المسؤولين عن هذا الموضوع وسيدعونا الخميس لنناقش الحل الذي سيتم طرحه".
اصدار سندات: في الاثناء، وقبيل جلسة مجلس الوزراء التي عقدت الرابعة في السراي لمتابعة مناقشة مشروع موازنة 2020، اكد وزير المال علي حسن خليل لرويترز ان "وزارة المالية بدأت الإجراءات التحضيرية لعملية إصدار سندات في حدود ملياري دولار".
لجنة الكهرباء: الى ذلك، رأس الحريري ظهر اليوم، اجتماعا للجنة الوزارية المخصصة بحث موضوع الكهرباء (FSRU).وقال نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني بعد الاجتماع ان "اللجنة الوزارية للكهرباء ستنعقد مجددا بعد جلسة مجلس الوزراء الليلة لمتابعة النقاش بموضوعي الـ Fsru لتزويد المعامل بالغاز وبدفاتر الشروط لمعملي سلعاتا والزهراني ٢".
البقاع وبشري وبقاعصفرين: من جهة ثانية، فرضت التطورات بقاعا وابرزها مسألةُ خطف المواطن جوزيف حنوش (الذي التقى ذووه اليوم المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وقد وعد بمساعدتهم بالتعاون مع الاجهزة الامنية الاخرى)، وملفّ الخلاف الناشئ بين بشري والضنية العقاري – الطائفي، فرضت نفسها على الاجتماع الاستثنائي لمجلس الامن المركزي اليوم الذي رأسته وزيرة الداخلية ريا الحسن، وقد طالبت خلاله الاجهزة الأمنية بالتشدد في مكافحة عمليات الخطف ومنع حصول أي احتكاك بين أهالي بلدتي بشري وبقاعصفرين وعدم المس بالسلم الأهلي. كما تم البحث في التدابير الامنية التي ستتخذ خلال انتخابات المجالس البلدية المنحلة والمؤجلة والمستحدثة وانتخاب مخاتير ومجالس اختيارية لبعض البلدات المؤجل انتخابها من العام 2016 والبلدات المكلف بها مخاتير بلدات اخرى.
جنبلاط يغرد: وسط هذه الاجواء، يلقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الموجود في نيويوك، كلمة لبنان في الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء المقبل. وفي وقت أثيرت ضجة وبلبلة حول حجم الوفد الرسمي الذي رافق الرئيس عون، غرّد رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، عبر "تويتر"، قائلاً "ان القمة الاستثنائية للبيئة في الامم المتحدة لا قيمة لها كون الفوضى العالمية تسود في السباق على نهب ثروات الارض من قبل الشركات الكبرى والدول وبغياب اي ميثاق او قانون دولي ملزم. ومن الاجدى الحفاظ على البيئة في لبنان او ما تبقى منها بدل زرع الارز وتلك الوفود الفضفاضة المكلفة".
الصحافي صالح: على صعيد آخر، وفي قضية الصحافي اللبناني محمد صالح الموقوف في اليونان للاشتباه بتورطه بخطف طائرتين عامي 1985 و1987، بناءً على طلب اعتقال صادر عن السلطات الألمانية، مَثُل صالح اليوم امام المدعي العام اليوناني، حيث تم تقديم المستندات المطلوبة التي تؤكد انه كان يزاول عمله في مكتبه في مقر جريدة السفير في ذلك التاريخ، في انتظار متابعة التفاصيل مع السلطات الالمانية. وقد أفيد ان قرار اخلاء سبيل صالح من عدمه سيصدر في الثاني من تشرين الاول المقبل.
ماكرون: اقليميا، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه ينبغي توخي الحذر عند إلقاء اللوم في الهجوم على منشأتي النفط السعوديتين يوم 14 أيلول.وأضاف ماكرون في مقابلة مع صحيفة لو موند أن الهجوم لا يدعم الجهود الدبلوماسية لترتيب محادثات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني. ومع وجود ترامب وروحاني في نيويورك في نفس الوقت، قال ماكرون إن "هناك فرصة لإجراء مناقشات لكنه أقر بأن فرص عقد مثل هذا الاجتماع لم تتحسن بالتأكيد".
القضية رقم1: من جانبه، أعلن وزير الخارجيّة الفرنسي جان-إيف لودريان اليوم انّ اللقاء المنتظر بين ترامب وروحاني ليس "القضيّة رقم 1" هذا الأسبوع في نيويورك، ملمّحاً إلى أنّ من غير المرجّح عقد هذا الاجتماع. وقال في مؤتمر صحافي عشيّة انعقاد الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة إنّ الهجمات التي استهدفت منشأتَي نفط سعوديّتين "تجعل التوتّرات في الخليج أكثر خطورةً (...) هذا السياق يجعل اليوم مساحة المناقشات محدودة أكثر". وأضاف "أعتقد أنّ اللقاءات بين الرئيس ترامب والرئيس روحاني ليست القضيّة رقم 1. القضيّة رقم 1 هي: هل يُمكننا استئناف مسار التهدئة مع مختلف الجهات الفاعلة"؟ وقال إنّ حدود "المحادثات تقلّصت، والمساحة تقلّصت نظراً إلى أنّ إيران نفّذت مجموعةً ثالثة من التدابير في خرق للاتّفاق النووي مع إيران الموقّع عام 2015.