Sep 20, 2019 3:11 PM
اقتصاد

ندوة "شهادة الضمانة العقارية" يديرها قرداحي في "اليسوعية"
بطيـش: بناء اقتصاد منتـج واجتماعي قائم على المعرفـة

المركزية- نظمت كلية العلوم الاقتصادية و"جمعية قدامى الكلية" في جامعة القديس يوسف - اليسوعية في بيروت، ندوة حوارية بعنوان "شهادة الضمانة العقارية عبجي: ابتكار مصرفي كحل للدول الناشئة وتأثيرها على لبنان"، برعاية وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش وحضوره، بدعوة من رئيس الجامعة البروفسور سليم دكاش.

وشارك في الندوة، رئيس مجلس إدارة  "CHO ADVISORY SAL" الدكتور رياض عبجي، البروفسور جان فرانسوا غو وهو أستاذ فخري في جامعة "لوميير ليون 2"، الرئيس والمدير العام لـ"ECE Consultants"  الدكتور سمير نصر، وأدار الخبير الاقتصادي الدكتور شربل قرداحي الحوار الذي شارك فيه عدد من الأساتذة والطلاب ومن المعنيين في الشأن الاقتصادي.

بطيش: وافتتح الوزير بطيش الندوة بالقول: إن الابتكار هو واقع أثبتته إنجازات اللبنانيين في جميع أنحاء العالم، والدكتور رياض عبجي هو خير مثال على ذلك، لا سيما عندما عرض شهادة الضمانة العقارية في أطروحته لشهادة الدكتوراه وهو مفهوم نثني على أهميته من أجل تعزيز الاقتصادات.

أضاف: كما تعلمون، تتكوّن الثروة الوطنية من الثروتين العقارية والمالية، وتعادل الثروة العقارية بين 17 و20 مرة قيمة إجمالي الناتج المحلي في لبنان، أي ما يقارب 1000 مليار دولار بالنسبة إلى بلد صغير المساحة كبلدنا، وتمثل قيمة العقار ما يقارب 75% من الثروة الوطنية، ومن هنا أهمية شهادة الضمانة العقارية، لا سيما إذا تم دمج هذه الأداة بشكل جيد على المستويين القانوني والتشغيلي.

واشار الى أنه "تماشيًا مع أهدافنا المتمثلة في تمكين لبنان من عبور نفق الصعوبات الراهنة، تتجه جهودنا نحو بناء اقتصاد منتج واجتماعي قائم على المعرفة، ولا يمكن تحقيق ذلك من دون الابتكار وريادة الأعمال، ما يحفز النمو المطرد ويخلق فرص عمل جديدة".

دكاش: من جهته، اعتبر دكاش أن "شهادة الضمانة العقارية هي أداة اقتصادية ومصرفية رائعة، بل رؤية اقتصادية ومالية من شأنها تحريك الاسواق والمستقبل الاقتصادي للبنان"، معربا عن سروره "بإطلاق جائزة كارمن وبشارة عبجي في اليسوعية للطلاب المبدعين والمتميزين في العلوم الاقتصادية".

عبجي: وشرح عبجي أن ابتكار "شهادة الضمانة العقارية" هو "أداة مصرفية على شكل شهادة ضمانة تودع لدى اي مصرف، وهي بمثابة ايداع اموال نقدية في حساب مصرفي على حدة، ومقابلها يحصل المودع على عمولة. اما المصرف فيستعمل هذه الضمانة لاقتراض الاموال بطريقة أكثر فاعلية من خلال سوق ما بين المصارف مع إستخدام شهادة الضمانة العقارية كضمانة إضافية".

وأوضح أن "العقار يعتبر من أهم الأصول في كل البلدان. أما في لبنان، فتوازي قيمة العقارات 20 مرة قيمة الناتج المحلي الإجمالي. من هنا أهمية ضخ جزء من الرأسمال العقاري الخامل في الاقتصاد من خلال القطاع المصرفي بهدف تعزيز فرص الحصول على القروض اللازمة للمستثمرين بغية تنفيذهم لمشاريع إنتاجية وإنمائية، ما يحفز النمو الاقتصادي ويحسن مستوى المعيشة".

وتابع أن "فكرة شهادة الضمانة العقارية غير معقدة، لكن تطبيقها قد يواجه بعض الصعوبات التقنية الناتجة عن الحاجة إلى تقويم كل الأملاك العقارية"، وقال: "اننا بحاجة إلى إقرار قانون لتشريع العمل بشهادة الضمانة العقارية للتمكن من إيداعها في المصارف"، وأكد أن "ما من مخاطر لاستعمالها باستثناء احتمال إفلاس المصرف الذي تودع فيه الضمانة، والأمر سيان بالنسبة إلى إيداع الأموال".

وعّدد عبجي منافع "شهادة الضمانة العقارية"، معتبرا أن "ازدياد الرأسمال العقاري يعزز فرص الحصول على القروض اللازمة بطريقة أسهل، الأمر الذي يساهم في تخفيض كلفة رأسمال القروض. كما تزيد عملية التخمين الشامل من شفافية التقويم في القطاع العقاري وبالتالي تنخفض كلفة التخمين، ما يساهم في إنشاء قاعدة بيانات دقيقة تحصر في كيان مركزي واحد".

وأمل في "أن تنتهي اللجان النيابية من دراسة اقتراح قانون شهادة الضمانة العقارية وأن يصبح قانونا خلال أقل من عام، لانه الوقت المناسب لإقرار مثل هكذا قانون في ظل الازمة الاقتصادية التي نمر بها، لما له من انعكاس إيجابي على الوضعين المصرفي والاقتصادي".

وتابع "نريد لهذه الفكرة ان تنطلق من لبنان لان الدول الاخرى ستصل اليها حتما في وقت لاحق، وهكذا نكون رياديين"، معلنا الذهاب بالفكرة بعد لبنان والباراغوي وسوريا الى افريقيا".

غو: من جهته، عرض اغو "دراسة الأثر الاقتصادي" التي أعدها حول "شهادة الضمانة العقارية"، ورأى أنها "أداة مصرفية ستساهم في ازدياد عرض الائتمان خصوصا أن تكلفته ستنخفض، وبالتالي فإن وضعها قيد التنفيذ سيكون له آثار إيجابية على الاقتصاد اللبناني وعلى صعيد الاقتصاد الكلي"، معتبرا انه "يمكن أن نتوقع نموا مستداما في النشاط الاقتصادي"، وقال: إذا ما اعتبرنا أن مستوى الاقتصاد هو أدنى من قدراته الفعلية، فسيسمح ذلك بإضافتها من دون خطر التضخم.

نصر: بدوره، عرض نصر "دراسة الأثر الاقتصادي" التي أعدها والتي خلصت إلى أن "تطبيق مشروع شهادة الضمانة العقارية سيساعد على تعزيز النشاط الاقتصادي من خلال تحسين القدرة الشرائية لدى مستخدمي هذه الشهادة، وسيساهم في تحسين الشمول المالي عبر تقديم منتج مالي جديد سيكون متاحا لمالكي الأصول العقارية، كما قد يؤدي إلى ارتفاع الإيرادات الحكومية نتيجة تعزيز النشاط الاقتصادي".

قرداحي: واعتبر قرداحي الذي أدار اللقاء، ان "الازمة الاقتصادية التي نعيشها قد تتفاقم، ومن هنا أهمية ولادة مشروع "شهادة الضمانة العقارية" التي تسهم في تسريع النمو وزيادة الاستثمارات وخلق فرص عمل"، معددًا المزيد من الآثار الايجابية لهذه الاداة المالية، ومشجعا على "تبني هذا المشروع الذي يسهم في تطوير بلدنا".

وفي الختام، تم إطلاق جائزة "بشارة وكارمن عبجي" للعام 2020 عن فئة الريادة والابتكار أمام الطلاب الراغبين في المشاركة، على أن يتم الإعلان عن الفائزين خلال العام المقبل.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o