Sep 20, 2019 6:38 AM
صحف

ماكرون والحريري يطلقان اليوم طلائع "سيدر"

بعد أكثر من سنة ونصف سنة على انعقاد مؤتمر "سيدر" في باريس، تكتسب زيارة العمل التي يقوم بها اليوم رئيس الوزراء سعد الحريري للعاصمة الفرنسية للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ومسؤولين فرنسيين آخرين، بعداً عملياً بارزاً في اطلاق المسار التنفيذي للمقررات والمشاريع التي اعتمدت في المؤتمر، وسط الظروف الاقتصادية والمالية البالغة الصعوبة والتعقيد بل الخطورة التي يمر بها لبنان. وقد وصل الحريري عصر أمس الى باريس بعد زيارة خاطفة للمملكة العربية السعودية، على ان يلتقي في العاشرة قبل ظهر اليوم بتوقيت باريس الرئيس الفرنسي في قصر الاليزيه. كما يجتمع صباحاً مع وزير المال والاقتصاد الفرنسي برونو لومير في وزارة الاقتصاد الفرنسية، ثم يلتقى الى فطور عمل عدداً من ممثلي كبرى الشركات الفرنسية المهتمة بالاستثمار في لبنان، كما يستقبل في دارته ظهراً وزير الخارجية الفرنسي جان - ايف لو دريان.
وأفادت "النهار" ان زيارة الرئيس الحريري لباريس ستشكل انطلاقة لعدد من المشاريع قد تصل قيمتها الى نحو مليار و400 مليون دولار تأمّن تمويلها. وسيجري بحث في الاولويات، بعد مضي اكثر من سنة ونصف سنة على مؤتمر "سيدر"، والتحدي الاقتصادي الذي غدا أكثر حدة من أي وقت مضى.

وسيطلع الرئيس الحريري الرئيس ماكرون على نتائج الاجتماع الاقتصادي الذي انعقد في 2 أيلول الجاري برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيسي مجلس النواب والحكومة ورؤساء الاحزاب لمعالجة التحديات الاقتصادية التي تواجه لبنان، في ضوء تقويم الحكومة الاخير للوضع الاقتصادي والمالي والامني ووفقاً لرؤية لبنان الاقتصادية والتزاماته في مؤتمر "سيدر".
وسيتسلح الحريري بالقرارات التي ستتخذها الحكومة في موازنة 2020 ضمن المهل الدستورية وبخفض أكبر للعجز، والتصويت في أسرع وقت على قوانين الاصلاح المنشودة، بغية الرد على التقويم الاقتصادي الاخير لوكالات التصنيف الائتمانية وصندوق النقد الدولي. وسيكرر الرئيس الفرنسي أمام ضيفه مطالب المجتمع الدولي والمستثمرين بتنفيذ لبنان اصلاحات لمكافحة الفساد وتعزيز اجراءات الشفافية التي حددها المؤتمر ضرورية لانعاش اقتصاده ونموه، وفقاً لالتزامات الحكومة في مؤتمر "سيدر" والمخطط الاقتصادي الذي اعلنه الرئيس عون اثر اجتماع ? ايلول.
وسترحب باريس بالتقدم الذي أحرزته الحكومة في ما يتعلق بآلية المتابعة لتفيذ الاصلاحات والمشاريع الممولة من مؤتمر "سيدر"، وتشجع الرئيس الحريري على المضي في تنفيذ عناصرها كاملة من أجل عودة ثقة المجتمع الدولي بالدولة اللبنانية.
ويبدو واضحاً ان باريس ماضية في كل ما من شأنه تحفيز المسؤولين اللبنانيين على تنفيذ التزاماتهم الاصلاحية وتخفيف الاثقال التي تعترض مواجهة لبنان متطلبات المجتمع الدولي.

عودة الحريري الاحد: وقالت مصادر مطّلعة لـ"اللواء" ان محادثات الحريري في العاصمة الفرنسية ستستهلك معظم ساعات نهار اليوم الجمعة، ويعود الوفد الإعلامي المرافق له السبت، فيما يعود هو الأحد، حيث من المتوقع بعد عودة الحريري، ان تشهد جلسات الحكومة، ابتداء من الاثنين، تزخيماً اضافياً لناحية مناقشة موازنة الـ2020 واقرارها في وقتها الدستوري، تمهيداً لاحالتها إلى مجلس النواب للمصادقة عليها، وسط اجتماع وزاري على ان لا مفرّ من شد الاحزمة بشكل كبير، لأن وضع البلد الاقتصادي دقيق للغاية، خصوصاً وان فرصة الانقاذ لا تزال موجودة ويجب استثمارها والسير على طريق الإصلاح، والتي قد لا تتكرر في المستقبل.

وقالت أوساط مطلعة لـ"الجمهورية"، انّ الحريري سيعمل على إقناع ماكرون اليوم بإيجابيات ما تحقق في لبنان من خطوات إصلاحية حتى الآن، وسيحاول اقناعه بوجهة النظر الرسمية اللبنانية، لا بوجهة النظر المتشدّدة التي ينقلها موفده الى لبنان بيار دوكان، بحيث تمارس باريس نفوذها ورصيدها لدى الجهات المانحة للبدء في تسييل المساعدات المقرّرة في مؤتمر "سيدر"، لأنّ لبنان في وضع دقيق، وإذا حصل الانهيار تصبح المساعدات الموعودة غير كافية للإنقاذ، وسيصبح لبنان في وضعٍ ميؤوس منه، وستكون عملية إنهاضه صعبة ومكلفة جداً.
خياران امام ماكرون: واشارت المصادر، الى ان ماكرون سيكون أمام خيارين: إما أن يقتنع بوجهة نظر الحريري "المستعجلة والمتساهلة"، وأما أن يأخذ بوجهة نظر دوكان "المتريثة والمتشددة"، علماً أنّ الحريري ودوكان سيلتقيان في باريس ويتناقشان مجدداً.
لكن مصادر معنية بالوضعين المالي والاقتصادي قالت انّ الحريري سيعمل لبناء الشيء على مقتضاه إصلاحياً على صعيد موازنة 2020 في ضوء نتائج محادثاته في باريس. إذ انّ هذه الموازنة تضمنت بنوداً إصلاحية هي إستكمال، بل إمتداد للإصلاحات التي تضمنتها موازنة 2019.
ومن المقرر أن يستأنف مجلس الوزراء جلساته الخاصة بمناقشة موازنة 2020 الاثنين المقبل، بعد ان يكون الحريري عاد من باريس.

لقاء عون ماكرون: ومع الاستعداد للقاء ماكرون - الحريري اليوم كشفت مصادر رئاسية فرنسية مساء امس ان اتصالات تجرى أيضا لعقد لقاء يضم الرئيسين ماكرون وعون على هامش مشاركتهما في دورة الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك الاسبوع. ومعلوم ان الرئيس عون سيتوجه الاحد المقبل الى نيويورك للمشاركة في الدورة والقاء كلمة لبنان خلالها، فيما يعود الرئيس الحريري الاحد الى بيروت ليرأس من الاثنين جلسات متعاقبة لمجلس الوزراء لانجاز درس مشروع موازنة 2020 واقراره.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o