بين استهداف ارامكو والانتخابات الاسرائيلية لبنان يتجنّب "الشظايا"
الحريري يطلق "سيدر" من باريس وموازنــة 2020 ضمن المهل
تفاعل قضائي وشعبي مع قضية الفاخوري واستهجان لاستدعاء "الاعلام"
المركزية- مع انكشاف المشهد الاقليمي على رياح التوتر القوية وانعكاسها على اكثر من ساحة من ساحات المنطقة، في ضوء ارتفاع وتيرة التصعيد بين القطبين الاقليميين، المملكة العربية السعودية وايران، بعيد استهداف الحوثيين منشآت ارامكو في السعودية ليل السبت الماضي، خطّت الساعات الأربع والعشرين الأخيرة خريطة مواقف على تماس مباشر بالشأن اللبناني المتداخل بالإقليمي وعبره بالدولي.. في بانوراما هذه المواقف، انعكاس واضح للانقسام الذي يجلل المشهد الداخلي عزّزته قضية العميل عامر الفاخوري التي اقتحمت الساحة السياسية واستدعاء الزميلين بشارة شربل رئيس تحرير جريدة "نداء الوطن"، وجورج برباري المدير المسؤول في الصحيفة نفسها، للمثول أمام القضاء على خلفية افتتاحية حملت عنوان "أهلا بكم في جمهورية خامنئي"، اثر مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخيرة.
وفي محاولة لابعاد نيران الخارج عن الداخل، ينهمك اهل الحكم في معالجة الوضع الاقتصادي الذي يحضر بقوة في لقاءات الرئيس سعد الحريري في باريس التي يغادر اليها الخميس المقبل للقاء الرئيس ايمانويل ماكرون يوم الجمعة على ان يعقد لقاءات مهمة مع عدد من رجال الاعمال في وزارة المال تمهيدا لاعلان انطلاق مؤتمر "سيدر" عمليا.
الموازنة ضمن المهل: وعشية جلسة مجلس الوزراء المقررة غدا في السراي والتي ستناقش جدول اعمال عادي تتخلله تعيينات وستجري الحكومة خلالها قراءة "أوّلية" لمشروع موازنة 2020، اكد رئيس الحكومة سعد الحريري، "الالتزام بإقرار موازنة 2020 ضمن المهل الدستورية وكلفة القرارات التي يجب اتخاذها أقل بكثير من كلفة الأزمة إن حصلت". واضاف في حفل إطلاق موازنة المواطنة والمواطن، في معهد باسل فليحان المالي "التحديات أمامنا واضحة والحلول معروفة واتفقنا عليها في مؤتمر "سيدر" والمهم اليوم أن ننتقل الى مرحلة التنفيذ ولا نضيع المزيد من الوقت، وحرصاء على التعامل بين القطاع الخاص والعام وعلى الحوار مع المجتمع الدولي وأكدنا هذا الموضوع في مؤتمر سيدر. والمطلوب من كافة الإدارات الاستثمار من أجل متابعة الورشة الإصلاحية للوضع الاقتصادي بهدف النهوض بلبنان".
خليل: من جهته، اعتبر وزير المال علي حسن خليل في المناسبة نفهسا ان "الموازنة أعدّت في وقت صعب وإستثنائي ولكن لم تقدّم للرأي العام كما جاءت عليه رغم تميّزها". وشدد على اننا "نشهد اليوم على إنجاز حقيقي يتجاوز الشكل للدخول في مضمون المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وجملة القرارات الصعبة يجب أن نتحملها لأنّ تجاهل الأمر لم يعد مسموحاً". وتمنى "إقرار الموازنة في مجلس الوزراء في موعدها الدستوري قبل منتصف تشرين الأول المقبل وهذا ما يسمح لنا بإقرارها لأول مرة منذ عقود قبل نهاية العام الحالي وقبل بداية السنة المالية في 2020 وإن تم هذا الأمر نكون قد خطونا خطوة مهمة في الإصلاح".
البنك الدولي: وليس بعيدا، التقى وزير المال وفداً من مؤسسة التمويل الدولية IFC برئاسة نائب رئيس "مؤسّسة التمويل الدوليّة" لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وعضو مجموعة البنك الدولي سيرجيو بيمنتا، والمدير الإقليمي للبنك الدولي للشرق الأوسط ساروج كومار جاه. وتم البحث في القيام بعدد من مشاريع البنى التحتية في الكهرباء وفي مطار بيروت.
اجتماعان عصرا: في غضون ذلك، يعقد اجتماع بعد الظهر في وزارة الدفاع يضم الى وزير الدفاع الياس بوصعب، وزيرة الداخلية وقادة الاجهزة استكمالا لاجتماع السراي لمناقشة التدبير رقم 3. كما يعقد إجتماع وصف بـ"المهم جدًا"، في السراي في الخامسة والنصف عصرا للجنة الوزارية الخاصة بمتابعة خطة الكهرباء، ستعرض خلاله وزيرة الطاقة ندى بستاني دفاتر الشروط لمناقصتي معملي الزهراني وسلعاتا.
الفاخوري: على صعيد آخر، استمرت قضية عودة المسؤول العسكري السابق لمعتقل الخيام العميل عامر الفاخوري الى لبنان بالتفاعل اليوم شعبيا وقضائيا. وفي السياق، نفذ عدد من المواطنين اعتصاما أمام قصر عدل بيروت احتجاجا على السماح بدخول الفاخوري الى لبنان وللمطالبة بمحاكمته وإنزال أشد العقوبات بحقه. وتقدمت هيئة ممثلي الأسرى والمحررين من سجون الإحتلال الإسرائيلي بدعوى قضائية ضد الفاخوري، كما تقدم رئيس اللجنة القانونية في اللجنة الدولية لحقوق الإنسان المحامي معن الأسعد أيضا بدعوى مماثلة بجرائم قتل أسرى وتعذيب جرحى وإخفاء جثامين شهداء ودخول أراضي العدو والإقامة فيها وحمل جواز بصفته إسرائيليا وحجز حرية مواطنين وتعذيبهم.
أكاديمية الانسان: من جهة أخرى، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ضرورة العودة لحمل شعار القضية الاساسية والجوهرية وهي قضية فلسطين، داعياً الى التنبه للمخطط الاسرائيلي الذي يهدف الى فرض الحلول على الدول العربية عبر "صفقة القرن" لاسيما وان اسرائيل ترى ان الظروف مؤاتية لتحقيق مبتغاها في ظل التشرذم القائم بين الدول العربية". الى ذلك، وعشية توجهه الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العام للامم المتحدة، اعتبر الرئيس عون ان تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة مساء اليوم في نيويورك، لطلب لبنان انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" مركزها في بيروت، هو حدث تاريخي وانجاز يسجّل لوطن التعددية والعيش المشترك بهدف ارساء ثقافة السلام والتفاهم بين الشعوب المختلفة. واكد رئيس الجمهورية ان ما يجمع الشعب اللبناني بمختلف طوائفه ومذاهبه هو الانتماء الى وطن واحد على رغم وجود اختلافات في الرأي السياسي، الا ان هذه التعددية في الآراء دليل ديمقراطية.
مؤامرة العصر: على صعيد آخر، وفي غياب الموقف اللبناني الرسمي ازاء الهجوم الذي استهدف منشآت ارامكو في السعودية ليل السبت الماضي، باستثناء موقف للرئيس الحريري، غرّد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عبر حسابه على موقع "تويتر" قائلاً: "ان الهجوم على المنشآت النفطية السعودية يتجاوز حرب اليمن التي لا بدّ من حلّها سلمياً. ان هذا العمل التخريبي يهدف الى تدمير البنى التحتية النفطية في الخليج وفي السعودية وضرب استقرار غالب الشعوب العربية وافقارها ومنعها من التقدم ولبنان سيكون من اكبر المتضررين .انها مؤامرة العصر".
الحوثيون يصعّدون: وليس بعيدا، واصل الحوثيون اليوم تصعيدهم. اذ كشف المتحدث العسكري باسم جماعة "أنصار الله" نوع الطائرات التي استخدمتها للهجوم على منشآت ارامكو في السعودية ليل السبت موضحا أن "عملية توازن الردع الثانية تم تنفيذها بطائرات تعمل بمحركات مختلفة وجديدة ما بين عادي ونفاث"، في حين بدا لافتا تحذيره "الشركات والأجانب من التواجد في المعامل التي نالتها ضرباتنا لأنها لاتزال تحت مرمانا وقد يطالها الاستهداف في أي لحظة"، مضيفا "أؤكد للنظام السعودي أن يدنا الطولى تستطيع الوصول إلى أي مكان نريد وفي والوقت الذي نحدده وعليه أن يراجع حساباته ويوقف عدوانه وحصاره على اليمن".
لا لقاء: في الموازاة، قالت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم إن الاتهامات بأن لها دورا في الهجوم على المنشآت البترولية السعودية "غير مقبولة" و"لا أساس لها". وأكد عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية ان "لن يكون هناك لقاء بين الرئيسين الإيراني حسن روحاني والأميركي دونالد ترامب". ودان في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي، الادعاءات في حق بلاده، معتبرا أن "نسب هجوم أرامكو لإيران لا أساس له من الصحة ويأتي في إطار الحد الأقصى من الكذب"... من جانبه، حض الاتحاد الأوروبي اليوم على "أكبر قدر ممكن من ضبط النفس" بعدما حملت واشنطن إيران مسؤولية هجمات أرامكو. وقالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني "من المهم التثبت بوضوح من الوقائع وتحديد المسؤولية في هذا الهجوم المؤسف". أما موسكو فحذرت من أي استنتاجات متسرعة بعد الهجمات على منشأتي نفط في السعودية.
قمة أنقرة: على صعيد آخر، وعشية الانتخابات الاسرائيلية المصيرية غدا التي اغلقت بسببها تل ابيب االمجال الجوي مع لبنان تحسباً، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ، نظيره الإيراني حسن روحاني في العاصمة أنقرة، قبيل انطلاق القمة الثلاثية التركية - الروسية - الإيرانية حول سوريا التي يحضرها ايضا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وستعرض للتطورات السورية عموما وللوضع في شمال البلاد خصوصا.