Sep 06, 2019 7:34 AM
صحف

تناغم "حدودي" بين الحريري و"القوات"

في سياق متقاطع مع تحذيرات المبعوث الفرنسي بيار دوكان، برز أمس تشديد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على كوننا "نعيش فترة صعبة وعلينا أن نغيّر طريقة العمل المعتمدة في البلد"، حيث أضاء على مشكلة مستحكمة بالدولة وتتمحور حول وجود "من يريد أن يقرر بدلاً عن كل الناس". في حين رُصدت عملية "تناغم" لافتة للانتباه خلال جلسة مجلس الوزراء في السراي بين الحريري ووزراء "القوات اللبنانية" حول مسألة الحدود ووجوب احترام القرارات الدولية وفي طليعتها القرار 1701، فضلاً عن ارتياح "قواتي" لطريقة مقاربة رئيس الحكومة لمسألة التعيينات عبر إصراره على اتباع آلية ناظمة لها، سواء لناحية أصول وضع السِّير الذاتية للمرشحين وتقديمها للوزراء قبل بتّها، مع إشارته إلى أنّ أقل من نسبة 30% من التعيينات المرتقبة ستتمّ من خارج هذه الآلية.

وفي التفاصيل، افادت "نداء الوطن" أن رئيس الحكومة أفسح في المجال واسعاً أمام وزير "القوات"ريشار قيومجيان للإضاءة في مستهل الجلسة على الوضع الحدودي في الجنوب، لا سيما في أعقاب كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن إسقاط "الخطوط الحمر"، بحيث توجّه قيومجيان إلى الحريري قائلاً: "دولة الرئيس حصلت مواقف خطيرة جداً في الأيام الأخيرة أشارت إلى إزالة الحدود الدولية وأنّ كل شيء أصبح مباحاً، ما أعطى انطباعاً وكأنّ الدولة موافقة على هذا الكلام، وبالتالي نرغب في أن نؤكد وأن تؤكد الحكومة التمسك بالخط الأزرق وبالقرار 1701 وعدم إلغاء مفاعيله بتثبيت حدودنا الدولية"، وأضاف: "مع إدانتنا الكاملة للاعتداءات الإسرائيلية، نعتبر أنّ الخرق الإسرائيلي المتواصل لهذا القرار لا يعفينا من مسؤولية التمسك بهذا القرار".

وبعد أن توقف الوزراء عند دلالات إعطاء الحريري قيومجيان متسعاً من الوقت للاسترسال في التعبير عن الموقف إزاء مسألة الحدود وبدت عليه علامات الرضى على إثارة هذا الموضوع، ردّ الحريري بالتذكير بما صرح به لقناة "CNBC" لجهة موقفه كرئيس للحكومة وتمسكه بالقرار 1701، وأردف: "نعم هناك هواجس لدى البعض وأنا أتفهمها لكننا لا نزال متمسكين بالقرار 1701".

وإذ سارع وزير المالية علي حسن خليل إلى الإِشارة إلى كون ما أثير في الآونة الأخيرة إنما يتعلق بـ"خرق الحدود وليس فتح الحدود"، أخذ الوزير محمد فنيش دفة الكلام موضحاً موقف "حزب الله" بالقول: "لا نريد الدخول في سجال مع أحد ولكنني أرغب في التوضيح أنّ هناك من يقرأ بشكل مجتزأ هذا الموضوع، فالموضوع لا يتصل بخرق الخط الأزرق الحدودي بل هو مقتصر على أنه عندما يحصل أي اعتداء سنرد على هذا الاعتداء".

ولدى استيضاحها عن مجريات النقاش "الحدودي" الذي حصل في مجلس الوزراء، أكدت الوزيرة مي شدياق أنّ "القوات" اللبنانية إنما أرادت التشديد على ضرورة حصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة، وقالت لـ"نداء الوطن": "خلال مناقشة البيان الوزاري كنا قد أكدنا على هذا الموضوع، واليوم وبينما الجميع يتحدث عن صعوبة وضعنا الاقتصادي لم يعد بالتالي بإمكان البلد أن يعود إلى ما حلّ به من خراب في حرب تموز 2006"، مضيفةً: "نحن بكل تأكيد ندين الاعتداءات الإسرائيلية لكن لا يجوز لأي فريق أن يتفرد بقرار الحرب والسلم في لبنان".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o