اقتصاد في بعبدا وأمن في الضاحيـة وهـــــــدوء حذر في الجنوب
نصاب حواري كامل يبحث عن الدواء وعون: التضحية مطلوبة من الجميـع
ظريف في موسكو ووفد ايراني في باريس: تقارب فــــي وجهات النظر
المركزية- العين ظهرا على بعبدا، ومساء على الضاحية بعدما تركزت امس على الحدود. بعبدا جمعت على طاولة حوارها الاقتصادي الانقاذي اركان الدولة وأهل السياسة والمال لدرس اجراءات الحكومة ومجلس النواب، الموجعة او لا، وهو ما ستحدده مقرراتها، وكيفية معالجة الازمة المالية والاقتصادية في البلاد، بعد خلوة ضمت الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري. والضاحية التي يطل منها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بعد ساعات ليتحدث عن عملية الحزب امس ونتائجها في القسم الاول من كلمته التي يلقيها في مجلس عاشورائي يقيمه الحزب في الرويس.
الحوار الاقتصادي: ووسط خشية من تصاعد جبل الاضطراب الامني، حاول الحوار الاقتصادي الذي استضافته بعبدا عند الثالثة، فرض مكان لنفسه على ساحة الاهتمام المحلي والدولي، الا ان نجاحه في تحقيق ذلك ربما يكون مرهونا بالمقررات التي سيخرج بها.
الشعب والخارج ينتظران: افتتح رئيس الجمهورية الاجتماع السياسي الاقتصادي الذي حضره رؤساء الاحزاب والكتل النيابية كلهم اضافة الى شخصيات مصرفية ومالية (ومن ضمنهم رئيس القوات سمير جعجع شخصيا، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس جمعية المصارف سليم صفير ووزير المال علي حسن خليل ووزير الاقتصاد منصور بطيش)، بكلمة شدد فيها على أن "شعبنا ينتظر منا، كما المجتمع الدولي، حلولا فاعلة للظروف الاقتصادية والمالية التي نمر بها، تمكننا من العبور الى الاستقرار ومن ثم النمو تجنبا للأسوأ". وقال: "الظروف الاقتصادية والمالية تتطلب منا جميعا التعالي عن خلافاتنا السياسية أو الشخصية، وعدم تحويل الخلاف في الرأي الى نزاع على حساب مصلحة الوطن العليا". أضاف: "كلنا مسؤولون ومؤتمنون على حقوق اللبنانيين، ومستقبلهم، وأمنهم، ولقمة عيشهم. لذلك، علينا أن نبادر إلى توحيد جهودنا في سبيل الخروج بحلول ناجعة للأزمة الاقتصادية التي باتت تخنق أحلام شعبنا وآماله". وتابع: "لقاؤنا اليوم هو للنظر معا في ايجاد الصيغ التنفيذية للقاء بعبدا المالي الاقتصادي الذي انعقد في 9 آب الماضي، وإيجاد مجموعة من الخطوات والإجراءات المسؤولة والموضوعية والتي تؤدي الى بدء مرحلة النهوض، وإبعاد ما نخشاه من تدهور يضرب الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في وطننا. علينا اتخاذ خطوات تستكمل القرارات التي انطوت عليها ميزانية العام 2019، من حيث تعزيز مالية الدولة وخفض العجز فيها، وتمهد بالطبع لإقرار ميزانية العام 2020 في موعدها الدستوري، آخذين بالاعتبار واقع الفئات الشعبية والفقيرة في مجتمعنا".
ضرائب؟: من جهتها، أكدت مصادر قصر بعبدا أن لا ضرائب جديدة والإجراءات لا تطال ذوي الدخل المحدود وبعض النقاط تنتظر موافقة الكتل السياسية أبرزها تحديد سعر صفيحة البنزين ورفع ضريبة الفوائد المصرفية إلى 11 في المئة وزيادة الضريبة على القيمة المضافة.
سامي الجميل: من جانبه، قال رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميّل قبل التوجه إلى بعبدا لحضور الإجتماع الإقتصادي السياسي: "سنشارك في إجتماع بعبدا الاقتصادي اليوم لكي نتحدث عن الحقيقة، ولننقل لكم كل ما سيحصل". ولفت الى اننا "لم نحصل على الاوراق التحضيرية ما يجعلنا نشك بأمر ومضمون اللقاء لكننا سنشارك بروح ايجابية". وأكد اننا "سنبقى كما نحن قلبنا عليكم وعلى البلد و وسنواجه بشكل شرس بهدف الحفاظ على مصلحة لبنان، وسنشارك لقول كلمة الحق في بعبدا". واشار الى ان "السلطة السياسية ماضية في عملية تدمير ممنهجة لكل مقومات الدولة من تغطية للفساد ومحاصصة وغياب للرؤية الإقتصادية".
هدوء حذر: على صعيد آخر، وبعد التصعيد الذي شهده الجنوب امس بين حزب الله وإسرائيل، عاد الهدوء الحذر إلى جانبي الحدود، رغم اختراق جوي إسرائيلي جديد. إذ حلّقت طائرة استطلاع إسرائيلية مسيّرة فوق الجنوب ليلاً. من جهتها، قامت دورية لقوات اليونيفيل بأعمال تمشيط على طول الشريط الحدودي في منطقة مارون الراس.
الجيش الاسرائيلي: الى ذلك، أكّد الجيش الإسرائيلي أنّ على لبنان واليونفيل العمل على وقف مشروع الصواريخ الدقيقة التابع لإيران وحزب الله. وقال "سنبقي على حالة الجهوزية الكاملة على الحدود مع لبنان تحسبًا لأي سيناريوهات ولن نقبل بمشروع الصواريخ الدقيقة التابع لحزب الله على الأراضي اللبنانية". وصباحاً، اطلق العدو الاسرائيلي منطادا تجسسيا مقابل منطقة العاصي في بلدة ميس الجبل المحاذية للاراضي المحتلة.
اعمال حفريات: في الموازاة، استأنف الجيش الإسرائيلي صباحاً اعمال الحفريات ورفع السواتر الترابية قرب الطريق العسكرية المحاذية للسياج التقني مقابل منتزهات الوزاني قضاء مرجعيون، بواسطة بوكلن عدد 2، فيما تنقل 3 شاحنات الاتربة الى الجهة الجنوبية لبلدة الغجر السورية المحتلة.
وفي انتظار جديد مواقف نصرالله مساء، اوضحت مصادر مقرّبة من "حزب الله" لـ"المركزية" "ان عملية "الردّ2" التي لن تكون بعيدة ستُثبّت قواعد الاشتباك السائدة منذ صدور القرار 1701 بعدما خرقها العدو الاسرائيلي، وذلك وفق معادلة "وحدة بوحدة" اي كل ضربة عسكرية تقابلها ضربة اخرى مع الحرص المتبادل على عدم الدخول في حرب مفتوحة".
باسيل يواكب: في غضون ذلك، وفيما يتابع الرئيس الحريري اتصالاته الدولية للجم التدهور الامني حيث يتوقع ان يجري اثر انتهاء الحوار، بحسب معلومات "المركزية" اتصالا بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، واكب وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من جهته تطورات الجنوب، فأجرى إتصالات مكثفة مع عدد من المسؤولين في لبنان والخارج، كانت سبقتها اتصالات مع جهات دولية للجم التصعيد وتحذير إسرائيل من مغبّة التمادي في خرق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم ١٧٠١ ومحاولة تغيير قواعد الإشتباك، بينها اتصال مع نظيره الألماني هايكو ماس. واطمأن باسيل إلى أن حجم الرد كان مدروساً ومتناسباً، وأبدى ارتياحه إلى استعادة المعادلة التي تحمي لبنان منذ العام ٢٠٠٦.
ايران وفرنسا: اقليميا، وفي إطار الوساطة التي تقوم بها فرنسا بين الولايات المتحدة الاميركية وايران، لانهاء الصراع بينهما حول الاتفاق النووي، يصل الى باريس اليوم، وفد ايراني لاجراء جولة محادثات جديدة. وفي السياق، قال وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الذي كان حط في "بياريتز" نهاية الشهر الماضي، اليوم، ان "محادثاتنا مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كانت إيجابية وكانت حول مدى التزام الأوروبيين بتعهداتهم". اما متحدث باسم الحكومة الإيرانية، فأشار إلى تقارب في وجهات النظر بين إيران وفرنسا في ما يتعلق ببرنامج طهران النووي، خصوصًا بعد مكالمات هاتفية بين الرئيس حسن روحاني ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقال علي ربيعي في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي "لحسن الحظ أصبحت وجهات النظر أقرب في العديد من القضايا وتجري الآن مناقشات فنية بشأن سبل تنفيذ التزامات الأوروبيين في الاتفاق النووي".
ظريف في موسكو: الى ذلك، رأى ظريف ان لا يمكن تحقيق الأمن الإقليمي إلا من خلال التعاون بين دول الخليج. ولفت بعد محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الى أن طهران ترحب باقتراح روسي لتأمين منطقة الخليج. من ناحية أخرى، اعلن ظريف إن بلاده ستزيد من تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 إذا أخفقت الأطراف الأوروبية الموقعة عليه في حماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأميركية. وقال خلال مؤتمر صحفي مع لافروف في موسكو "لا معنى لمواصلة الالتزام بالاتفاق من جانب واحد إذا لم نتمتع بالفوائد التي وعدت بها الأطراف الأوروبية في الاتفاق".