Aug 31, 2019 8:53 PM
تحليل سياسي

زحمة مواقف سياسية واستنفار امني حدودي
عون: للانتقال من النظام الطائفي الى الدولة المدنية
واشنطن: العقوبات لن تقتصر على طائفة واحدة في لبنان

المركزية- بين سيل المواقف السياسية والتأهب الامني اللبناني والدولي والاسرائيلي والعقوبات الاميركية على لبنان، توزع المشهد الداخلي في عطلة نهاية الاسبوع. من بعبدا الى النبطية وصولا الى الضاحية الجنوبية، تطايرت الرسائل السياسية، في حين كانت شظايا القذائف الاسرائيلية العدوانية تتطاير فوق الخط الحدودي الممتد من الغجر وحتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا، وخصوصا في موقع للكتيبة الهندية الدولية عند مزرعة بسطرة الذي أصيب بشظايا عدة ما ادى الى احتراق جزء منه.
وعلى خلفية التوتر الحدودي وتحسُباً لرد "حزب الله"، اعلنت البحرية الاسرائيلية مساء حال التأهّب مع لبنان. واليوم، كشف فريق مشترك من قوات اليونيفيل الدولية والجيش اللبناني،على أمكنة سقوط القنابل التي أطلقتها قوات العدو الصهيوني فوق الخط الحدودي. وقامت فرقة هندسية من الكتيبة الاسبانية بالكشف على عدد من القذائف المضيئة التي سقطت بالقرب من الموقع لاجراء تحقيق حول الحادث.

مئوية لبنان الكبير: وفي السياق، اعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان ما حصل قبل أيام من اعتداء اسرائيلي سافر على سيادتنا والموقف الجامع الذي اتخذه اللبنانيون برفضه وادانته مع تأكيد حقهم المشروع في الدفاع عن وطنهم أبلغ دليل الى تمسكنا بالثوابت التي تحفظ كيان الدول وحقوقها. واكد في كلمة القاها لمناسبة بدء ذكرى مئوية إعلان لبنان الكبير الذي يصادف في أول أيلول من العام 1920 تمهيداً لانطلاقة الاحتفالات بهذه المناسبة ابتداء من الأول من كانون الثاني 2020 وحتى نهاية السنة، ضرورة الانتقال من النظام الطائفي الى الدولة المدنية العصرية حيث الانتماء الأول للوطن.واضاف: علّموا الأجيال الطالعة كيف أن الطائفية هي مرض مدمّر يستعملها أعداء الوطن كلما أرادوا ضربه فينفذون من خلالها الى مجتمعنا وقال: لبنان الكبير نريده لمئة سنة أخرى ولألف سنة بلد الاشعاع والحريات وتفاعل الحضارات والديمقراطية والابتكار والتنوع وأرض الايمان والتراث.. مهما تقلّبت الظروف سيبقى لبنان اكبر من أن يبلع وأصغر من أن يقسّم...وتابع: أقولها بكل ثقة بشائر التغيير والانتصار في معركة مكافحة الفساد بدأت تلوح في الأفق ونخوضها معركة لمكافحة الفساد، وإن ظن بعضهم أننا عاجزون عن تحقيقها أو يدفع لعرقلتها.

عون والتسامح: وليس بعيدا، استذكر رئيس الجمهورية ميشال عون الإمام موسى الصدر ورفيقيه في الذكرى الـ41 لتغييبهم، وقال عبر حسابه الرسمي على "تويتر": في الذكرى الـ41 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، نتذكر تعاليمه ونهجه التي طالما شكّلت ركيزة وطنية كلما اجتمع حولها اللبنانيون ثبُتَ لهم أنّ قوتهم هي في وحدتهم، وأنّ لا خروج من الأزمات التي عصفت بهم، أو كانوا ضحيتها، إلا بالتسامح والموقف الموحّد.

بري...لحالة طوارئ: وللمناسبة، نبّه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى وجوب “إعلان حالة طوارئ اقتصادية لتنفيذ مقررات اجتماع بعبدا الاقتصادي واجتماع بعبدا المقبل يوم الاثنين”، وذلك “كي لا يبقى توجس الماضي ماثلًا أمام أعيننا وكي لا نقع في المحظور”. ودعا بري، في كلمة القاها في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه في النبطية، من دون ان يقف خلف زجاج عازل،وفي حضور حشد واسع من جمهور حركة امل فيما بدت لافتة مشاركة الرئيس امين الجميل شخصيا، إلى “تطبيق اتفاق الطائف بأكمله لوضعنا على مشارف الدولة المدنية”، مشيرا إلى أن “كتلة “التنمية والتحرير” تقدمت منذ فترة وجيزة باقتراح قانون انتخاب جديد، ونأمل من الكتل الأخرى التعاطي معه بإيجابية”. ورأى بري أن “بعد الفشل في إيران وسوريا والمنطقة، لم يبق لإسرائيل إلا جبهة لبنان لتعديل ميزان القوى، فخرقت قواعد الاشتباك القائم منذ آب 2006، وإن عبارات الإدانة وحدها لن توقف استباحة إسرائيل لبنان، وحدها المقاومة تحفظ المعادلة مع إشادتنا للوحدة الداخلية”.

عقوبات على غير الشيعة: على خط آخر، شدّد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية على أن الولايات المتحدة تعتبر إيران تهديداً لمنطقة الشرق الأوسط وللحلفاء، وأكد أن بلاده لا تخفف من اندفاعة سياساتها ضد إيران وتأثيرها في المنطقة. وفي حديث مع مجموعة من مندوبي وسائل الإعلام، أشار المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه والاكتفاء بالإشارة إليه كمسؤول في وزارة الخارجية، الى ان الوزيرمايك  بومبيو تحدّث إلى رئيس وزراء لبنان بصراحة، واستعمل تعبيراً إنجليزياً يقول "لم يفرم كلامه" أو "يمضغ كلماته"، وأكد أن الولايات المتحدة تحاسب حكومة لبنان بمقياس عالٍ، ولو تابع حزب الله فعل ما يقوم به فإن الولايات المتحدة ستّتخذ الإجراءات التي يفرضها القانون. وكشف المسؤول أن العقوبات تم تطبيقها من قبل على أبناء الطائفة الشيعية وعناصر حزب الله، لكنها لن تكون مقتصرة على أبناء طائفة واحدة في لبنان. وأشار أيضاً إلى أن الولايات المتحدة تراجع مهمة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، مثلما تراجع أداء القوات الدولية العاملة حول العالم، ولاحظ أن عدد أفراد قوة حفظ السلام في لبنان عالية لو تمّ قياسها بالكيلومتر المربّع، ويجب النظر خلال عملية المراجعة إلى "كم تحقق القوة الدولية من أهدافها".ولفت  إلى أن إيران تعطي أسلحة للحوثيين وهم يهدّدون المرافق والمرافئ السعودية بالطائرات المسيّرة والصواريخ، وأن ما حدث في عدن هو خروج عن المسار، "ولا نرضى به"، والولايات المتحدة تدعم المساعي السعودية للتوصل إلى اتفاق بين الفرقاء.

دعم الماني: وليس بعيدا، تلقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، اتصالا من وزير خارجية المانيا هايكو ماس، اعرب فيه عن "رغبة بلاده وسعيها للحفاظ على الاستقرار في لبنان، ومنع حصول اي تصعيد، واستعدادها للعمل مع جميع الاطراف لضمان تحقيق ذلك". بدوره أبلغ الوزير باسيل نظيره الالماني انه "يقدر جهوده وان لبنان هو الذي يريد الاستقرار لان مصلحته واوضاعه الاقتصادية والاجتماعية لا تتحمل اي خضة، لكن اسرائيل هي التي تعتدي على لبنان، وهي انتقلت من ارتكاب مئة وخمسين خرقا جويا وبحريا وبريا في الشهر الى مئتين وخمسين خرقا".

اردوغان يهدد: اقليميا، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن بلاده ستطلق عملية عسكرية أحادية في شمال سوريا، في حال لم تتمكن قواته من السيطرة على المنطقة الآمنة. وقال: "لم يعد لدينا صبر حيال تأسيس المنطقة الآمنة في شرق الفرات والممتدة على طول حدودنا وان قواتنا ستنفذ خطة عمليتنا الخاصة بنا، في حال لم يتمكن جنودنا من السيطرة على المنطقة خلال بضعة أسابيع" وأضاف "فليفكر الجانب الآخر في تبعات ذلك."

"كف عن الازعاج" : من جهة ثانية، اتهم وزير الخارجية الإيرانية ​محمد جواد ظريف​، ​الولايات المتحدة الأميركية​ بـ"ممارسة قرصنة وتهديدات لمنع إيران من بيع ​النفط​ لعملاء تقليديين"، وذلك بعدما أدرجت واشنطن ناقلة النفط الإيرانية "أدريان داريا" في القائمة السوداء، بدعوى اتجاهها إلى ​سوريا​. وتوجّه في تعليق على مواقع التواصل الإجتماعي، إلى وزير الخارجية الأميركية ​مايك بومبيو​، بالقول: "كف عن الإزعاج يا بومبيو. سنبيع النفط لكلّ من يشتري". وكان بومبيو لفت في وقت سابق، إلى أنّ "الولايات المتحدة لديها معلومات موثوقة بأنّ الناقلة تتّجه إلى سوريا".

 

****

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o