الامم المتحدة تخشى تراخي لبنان سيادياً وفرنسا لضبط النفس والعرب يدعمون
ودائع مالية خليجية قريبــا... والهيئات تعد ورقة لاجتماع ايلول الاقتـصادي
"القائد" في الجـرود... وروحاني: لا يمكن لطهران ان تعزل نفسـها عن العالم

المركزية- بالقرب من البركان الاقليمي المنفجر، الذي لا يسلم لبنان من حممه الملتهبة، يدور الرقص السياسي الداخلي. وعلى ايقاع الهزات الارتدادية لتطورات المنطقة الساخنة، يستمر البحث عن كيفية تفعيل شبكة الامان الواقية من الاعتداءات الاسرائيلية وما قد يستتبعها من تطورات وردود، من اجل اعادة إحياء قواعد الاشتباك التي ارساها القرار 1701 وعدم الانزلاق في اتجاه نسفها.

عون يتابع: رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تابع لليوم الرابع على التوالي تطورات العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية ليل السبت – الاحد، من خلال التقارير التي وردت اليه عن التحقيقات التي تجريها النيابة العامة العسكرية، وردود الفعل المحلية والخارجية على العدوان، كما تنفيذ القرارات التي اتخذها المجلس الأعلى للدفاع في اجتماعه الطارئ امس في قصر بيت الدين.

السفراء العرب: من جانبه، وفي اطار اتصالاته الدبلوماسية في اعقاب تطورات الاحد، استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي، سفراء الدول العربية. وبعد اللقاء تحدث عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير الكويت عبد العال القناعي فقال: استمعنا للرئيس الحريري حيث قدم عرضا لرؤية لبنان حول الأحداث التي جرت مؤخرا في بيروت والضاحية الجنوبية، وأكدنا كدول عربية وقوفنا وتأييدنا وحرصنا على امن  واستقرار لبنان وما يتخذه من إجراءات او سياسات كفيلة بالحفاظ على أمنه واستقراره وسلامة أراضيه، فالاستقرار في هذا البلد هو مطلب وحرص عربي بأن يكون لبنان بمنأى عن كل ما يهدد أمنه واستقراره.

كوبيتش والتراخي: وليس بعيدا، اعرب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش عن خشيته من تراخي الدولة اللبنانية تجاه امساكها بسيادتها وذلك خلال إستكمال جولته على كبار المسؤولين، حيث زار قصر بسترس والتقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وعرض معه تداعيات الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان ولاسيما منها الأخيرة على الضاحية الجنوبية. وفي خلال اللقاء طالب باسيل الامم المتحدة بـ"إدانة هذه الاعتداءات وأخذها في الاعتبار عند التجديد لمهمة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان"، مؤكدا "التزام لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم  1701". كذلك زار كوبيتش، الصيفي، حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وتم البحث في  المستجدات اللبنانية لا سيما على الصعيد الأمني. واعرب كوبيتش عن خشيته من تراخي الدولة اللبنانية تجاه امساكها بسيادتها. من جهته اكد الجميل ضرورة التزام القرارات الدولية 1559 و1701  وتفرد الدولة اللبنانية دون سواها بقرارات السلم والحرب وتحييد لبنان عن صراعات المحاور .

رسالة فرنسية: في غضون ذلك، تبلغ وزير شؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي موقفا فرنسيا من التطورات خلال لقائه القائمة باعمال السفارة الفرنسية في بيروت سالينا غرونيه كاتالانو، في مكتبه في قصر بيت الدين، حيث عرض معها الأوضاع العامة لاسيما منها الأمنية  بعد العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت والخطوات التي تتخذها الدولة اللبنانية لمعالجة تداعياته . ونقلت كاتالانو موقف بلادها الداعي الى ضرورة ضبط النفس لاسيما وان لبنان على مشارف التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب " اليونيفيل" ، وقد ساهمت فرنسا مع دول أخرى في اعتماد " قرار ملائم" من شأنه التمديد للقوات الدولية سنة إضافية .

شكوى لليونيفيل: وسط هذه الاجواء، تقدم الجيش اللبناني بشكوى لدى اليونيفل على خلفية سقوط 4 قنابل مضيئة عند الطرف الغربي لبلدة شبعا الى الشمال من الخط الحدودي الفاصل في محور بركة النقار. واعتبر الجيش ما حصل خرقا بريا غير مبرر. وقد توجهت الى محور بركة النقار لجنة مشتركة من الجيش اللبناني واليونيفل حيث أعدت تقريرا مفصلا حول الحادثة، مشيرة الى ان القنابل المضيئة سقطت شمال الخط الحدودي لمسافة تراوحت بين ال400 و800 م.

لقاء الاربعاء: اعتداءات الضاحية فرضت نفسها ايضا على مشاورات لقاء الاربعاء النيابي. فقد أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلاله ان "ما حصل من اجماع لبناني حول ادانة العدوان الاسرائيلي الذي استهدف لبنان قبل ايام كان بمثابة أول بشائر الانتصار على مستوى الوحدة الوطنية". على صعيد آخر، أطلع النواب على أجواء اللقاء الاقتصادي المرتقب في القصر الجمهوري، مشيرا الى ان "بامكان اللبنانيين على المستويات الرسمية وذوي الاختصاص من المشاركين والمدعوين الى الاجتماع الخروج بنقطتين اساسيتين بالحد الادنى وبخطة متوسطة المدى وأخرى بعيدة المدى. النقطة الاولى الوصول الى موازنة 2020 ضمن سقف منخفض وفي الوقت الدستوري، والنقطة الثانية هي الكهرباء التي تشكل ثلث العجز في الموازنة العامة". وأمل "أن يشكل اللقاء فرصة اساسية لاتخاذ قرارات جوهرية"، مجددا تأكيد "وجوب العمل من اجل تنفيذ كل القوانين التي ما زال يتم تجاهل تطبيقها واصدار المراسيم التطبيقية حيالها".

ودائع خليجية وورقة اقتصادية: وليس بعيدا، وفيما يترقب لبنان وصول اكثر من وديعة خليجية قريبا من شأنها ان تسهم في دعمه اقتصاديا وماليا، كما اكدت اوساط مصرفية لـ"المركزية"، التأمت الهيئات الاقتصادية في الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم برئاسة الوزير محمد شقير في مقرّ غرفة بيروت وجبل لبنان، وعلى جدول أعمالها مَهمة تحضير ورقة اقتصادية لرفعها إلى رئيس الحكومة والوزراء المعنيين تمهيداً لطرحها على طاولة الحوار الاقتصادي الإثنين المقبل في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية. وسألت "المركزية" رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد عن استثناء المجلس عن طاولة الحوار الاقتصادي، فاكتفى بالقول: لا تعليق... "ألله يوَفّقن".

ذكرى فجر الجرود: من جهة ثانية، و"في الذكرى السنوية الثانية لمعركة "فجر الجرود"، زار قائد الجيش العماد جوزيف عون منطقة وادي الدب في جرود بلدة عرسال، حيث وضع إكليلا من الزهر على النصب التذكاري للعسكريين الشهداء الذين خطفوا على أيدي المنظمات الإرهابية العام 2014، وأضاء شعلة لتخليد ذكراهم وتضحياتهم. وتوجه العماد عون إلى عسكريي الوحدات المنتشرة في المنطقة بكلمة جاء فيها "هذا النصب هو رسالة للأجيال القادمة من عسكريين ومدنيين لتشهد على غدر الإرهاب. فوجودنا هو رسالة لكل إرهابي بأننا لن ننسى شهداءنا، وإنه سيدفع ثمن غدره". أضاف "ما قام به الجيش في هذه الجرود هو إنجاز يسجل لكل لبنان وسنكمل الطريق مهما طالت، فالجيوش تبنى للدفاع عن أرضها وشعبها مهما بلغت التضحيات".

ارجاء الاضراب: معيشيا، أرجأت نقابتا أصحاب الصهاريج ومتعهّدي نقل المحروقات في لبنان وأصحاب محطات بيع المحروقات وموزّعو المحروقات الإضراب المقرر تنفيذه غداً، إلى موعد يحدَّد لاحقاً، وذلك بعد بعد وعد تلقوه من وزير الطاقة ندى بستاني بمعالجة مشكلة سعر الصرف.

روحاني يرد: اقليميا، شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني على أن"لا يمكن أن تعزل طهران نفسها عن العالم"، مؤكدا "ضرورة التحدث والتعاون مع دول العالم". وقال في خلال اجتماع للحكومة الايرانية: "إن العلاقات مع الخارج تتمتع بأهمية كبيرة بالنسبة الينا ونحن نستمد قوتنا من الداخل، لكن علاقاتنا مع الدول الخارجية مهم إذ لا يمكننا عزل أنفسنا عن العالم وينبغي التحدث والتعاون مع دول العالم". ولفت إلى ضرورة "استغلال قدرات الدول الصديقة والتعاون مع العالم لأجل حل المشكلات التي تعاني منها إيران". وتأتي تصريحات روحاني بعد الاتهامات التي وجهها اليه ثمانون نائبًا في البرلمان الإيراني أمس بمخالفة مواقف المرشد الأعلى علي خامنئي والسعي لعقد لقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

اليمن: على صعيد آخر، استعادت القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا السيطرة على محافظة أبين في جنوب اليمن، بعد نحو أسبوع من سيطرة الإنفصاليين عليها، بحسب ما أعلنت مصادر أمنية اليوم. وقالت أن القوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي حققت تقدما إثر وصول تعزيزات عسكرية. وانسحبت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي إلى الطريق الذي يربط محافظة أبين مع محافظة عدن.