لبنان يمتصّ مفاعيل خفض التصنيف:عون نحو جمع المسؤولين ووعودٌ باصلاحات
غداء "عائلي" في بيت الدين يتوّج مسار تجاوز "البساتين".. جنبلاط: لم أعاتب باسيل
الكتائب:استشراس في محاصصة "الدستوري"..همّ ماكرون وترامب منع"النووي" عن ايران
المركزية- لم تدم طويلا "فرحة" لبنان الرسمي بـ"إنجاز" إبقاء "ستاندرد ان بورز" تصنيفها لبيروت على حاله، اذ أتى قرار وكالة "فيتش" تخفيضه الى ccc، لينغّص عليه "نصف الانتصار" الذي كان مزهوا به. غير ان الدولة، وربما لامتصاص مفاعيل الانتكاسة، تعاطت مع ما جرى على قاعدة "ربّ ضارة نافعة"، واعدة بأن التصنيف سيحفّزها على مزيد من العمل والاصلاحات. ويبقى ان تقرن القول بالفعل.. وفي وقت حرص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على بث ذبذبات ايجابية مخففا من وطأة الواقع الحالي، قائلا للوفود التي زارته في بيت الدين "لا تيأسوا من الوضع الصعب الذي نمر فيه، والخلاص منه ممكن، فلا تخافوا"، فإن الحدث الاساس في المقر الرئاسي الصيفي اليوم كان الغداء العائلي الذي جمع آل عون وآل جنبلاط، وقد بدا مثابة تتويج لمسار طي صفحة حوادث البساتين واعادة تثبيت اسس مصالحة الجبل والعيش المشترك فيه.
غداء عائلي: في لقاء تكمن اهميته في انه يستكمل لقاء المصارحة والمصالحة الذي عقد في بعبدا منذ اسابيع والذي غاب عنه التيار الوطني الحر آنذاك، زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، قصر بيت الدين اليوم. الخطوة التي كان عنوانها بحسب الاخير "الترحيب بالرئيس عون في الشوف"، حملت، من حيث شكلها، اشارات الى رغبة بتجاوز الخلافات التي شابت علاقة الطرفين في المرحلة السابقة. فقد اقام الرئيس عون على شرف ضيفه، غداء عائليا "حميما" جمع الى المائدة نفسها وللمرة الاولى منذ حوادث البساتين، زعيم الاشتراكي ووزير الخارجية جبران باسيل. وقد شارك ايضا في الغداء، كل من عقيلة جنبلاط، نورا، ونجله النائب تيمور جنبلاط اضافة الى عقيلة الرئيس عون، وعقيلة الوزير باسيل، وابنة رئيس الجمهورية السيدة ميراي عون وزوجها روي الهاشم... اما من حيث المضمون، فيبدو الهمّ الاقتصادي ظلّل المحادثات وشكّل الطبق الابرز على مائدة بيت الدين.
الهم الاقتصادي: وفي السياق، كشف جنبلاط بعد الغداء ان "عون يركز على أهمية الوضع الاقتصادي والنقدي وهو سيدعو المسؤولين الى اجتماع ليتحمل الجميع مسؤوليته لمواجهة التحديات والتحضير لموازنة 2020 التي يجب ان تكون البداية الحقيقية لتصحيح الوضع الاقتصادي، وهذه النقطة الاساس ". وأشار الى أن "عون يرى في التصنيف السلبي للبنان من قبل احدى المؤسسات الدولية خطرا لذا علينا اتخاذ اجراءات قد تكون غير شعبية والا سنواجه تصنيفات أسوأ". واكد ان "اللقاء بحضور باسيل كان وديا وتناولنا الاحداث الداخلية ولا معاتبة بيننا". وأضاف جنبلاط "وجهت دعوة للرئيس عون إلى المختارة حين يشاء والوزير باسيل مرحب به ايضا". ورداعلى سؤال، اجاب "احد لم يخبرني عن لقاء مع حزب الله".
المصالحة راسخة: وكان الرئيس عون حرص خلال لقاءاته مع مختلف الوفود، على طمأنتهم الى ان المصالحة التي شهدها الجبل راسخة ولن تهتز، والى ان الاختلاف السياسي امر يحصل في كل الدول الديمقراطية، "ولا يمكن ازالته والا زالت الديمقراطية، ولا يجب الخلاف على الوطن".
لا تيأسوا: اما اقتصاديا وماليا، فشدد الرئيس عون على وجوب تجنب الشائعات التي صدرت في الفترة الأخيرة وطاولت الوضع الاقتصادي، لانها "تلحق الأذى بالجميع، فـهذا الوضع الذي نتج عن ارث ثقيل عمره 30 سنة ، نعمل على معالجته ولا نتهرب من المسؤولية، انما يجب وصف الأمور بواقعية. وكشف الرئيس عون عن انه بعد اشهر قليلة، سيتم التنقيب عن النفط والغاز، و"نأمل ان نحصل على الردود الإيجابية في هذا المجال، ما من شأنه تحسين الأوضاع. كما بدأ تلزيم مشاريع الكهرباء، وهي بذاتها إشارة إيجابية، ومن المتوقع ان نصل منتصف السنة المقبلة الى تأمين التيار الكهربائي بشكل كبير. وبالتالي مقابل كل الأمور السلبية، هناك ايضاً أمور إيجابية نقوم بها، وأقول لكم هذا الكلام كي لا تيأسوا من الوضع الصعب الذي نمر فيه، وان الخلاص منه ممكن، فلا تخافوا، عيشوا الاطمئنان في منطقتكم، واتركوا الباقي علينا".
كنعان: ودائما في الشق الاقتصادي، غرد رئيس لجنة المال والموازنة الناب ابراهيم كنعان عبر "تويتر" قائلاً "تقارير "ستاندرد أند بورز" و"فيتش" تلحظ بايجابية ما بدأناه من اصلاحات واجراءات تقشفية في موازنة ٢٠١٩ والمطلوب استكمالها بموازنة ٢٠٢٠ واقرارها في وقتها في جو من الإستقرار السياسي بعيداً عن السجالات والتعطيل لاستعادة الثقة بقدرة الدولة على التنفيذ الذي شكّل مصدر تشكيك الوكالات". ولفت اليوم من عينطورة المتن الى ان "المتابعة مطلوبة ما بعد تقريري التصنيف"، وقال "يجب استكمال الاجراءات الاصلاحية والتقشفية وتنفيذها".
محاصصة الدستوري: واذا كانت جلسة مجلس الوزراء الثلثاء المقبل التي ستناقش ملف النفايات في شكل خاص، وجلسته الثانية المرتقبة الخميس في بيت الدين والتي من غير المستبعد ان تشهد ولادة سلة تعيينات جديدة، ستعطيان نموذجا عن جديّة الحكومة في انتهاج نمط عمل جديد يلاقي تحديات المرحلة اقتصاديا وماليا، فان ما رافق تعيينات المجلس الدستوري الخميس الماضي، بقي يثير ضجيجا وانتقادات. وفي هذا الاطار، اكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل ان المجلس الدستوري هو المرجعية الأخيرة المتبقية للشعب اللبناني للدفاع عن حقوقه ومنع اي تجاوز للقواعد الأساسية لإدارة البلد بناء على الدستور معتبراً، من عرمون، أن الطريقة التي اعتمدت لتعيين اعضائه هي المحاصصة لافتاً الى أن الحزب استطاع ان يدافع عن حقوق الناس في ثلاث مناسبات عبر لجوئه الى المجلس الدستوري وان الكتائب ذكرت الناس بهذه المؤسسة المنسية، لذلك استشرسوا في تعيين اعضائه بعدما ادركوا اهمية دوره في تطبيق القانون والدستور وكسر المعادلات السياسية الكبيرة مبدياً تخوفه من الطريقة التي تتم فيها ادارة البلد على الصعد كافة ومن المنحى الذي يذهب البلد باتجاهه.
صاروخ جديد: اقليميا، نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قوله إن "إيران اختبرت صاروخا جديدا". وقال "بلدنا دائما ساحة لاختبار العديد من الأنظمة الدفاعية والاستراتيجية، وهذه تحركات دائبة صوب تطوير قوتنا الرادعة.وكان يوم أمس أحد أيام نجاح هذه الأمة". الى ذلك، قال ان السعودية والإمارات عاجزتان في اليمن ولا تملكان القدرة على اتخاذ قرار أو أي تحرك سياسي.
قمة السبع: على صعيد آخر، يجتمع قادة الدول السبع الكبرى - كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة - في مدينة بياريتز الفرنسية ابتداء من اليوم السبت وحتى الإثنين. وفي وقت ستكون ابرز قضايا الساعة اقليميا ودوليا سياسيا وصناعيا وبيئيا مدار بحث، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد لقائه نظيره الاميركي دونالد ترامب: هدفنا المشترك هو عدم السماح لإيران بحيازة سلاح نووي.