مواقف عون في ميزان التقويم السياسي والحريري يعود "قويـا"
معراب تلبي "رغبة" الرئيس: آلالية في قانون لتسجيل انجاز للعهد
كباش المعابر...تابع وحزب الله على قائمة الارهاب في الباراغواي
المركزية- تعكس الدينامية التي تتسم بها الحركة السياسية في البلاد، اتجاها ملحوظا إلى إطلاق مرحلة العمل الجدي والانتاجية الفعلية، ولو انها لم تفضِ إلى أي جديد ملموس بعد. ذلك ان المقياس الوحيد للحكم يبقى في الممارسة السياسية التي لم تكن مشجعة طوال مرحلة ما قبل زيارة الرئيس سعد الحريري لواشنطن وبيان السفارة الاميركية في شأن حادثة البساتين. لكنّ التحديات الجسام المقبلة على لبنان واولها مرتقب يوم الجمعة المقبل مع تقرير ستاندر اند بورز التصنيفي توجب على اهل السلطة تهيّب الموقف ودقة الوضع والانتقال من حقبة المماحكات الى الارادة الجدية في العمل، اذا كانت متوافرة عن حق.
هذه الارادة، تؤكد اوساط سياسية مطّلعة لـ"المركزية" انها موجودة لا سيما لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيسين نبيه بري والحريري، الذين لا يتوانون عن التعبير عنها في مواقفهم اليومية ويكبحون جماح بعض "أصوات النشاز" التي تعكّر صفو الاجواء السياسية وتعمل على توتير المناخ العام. وتعتبر ان جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل ستشكل المختبر لهذه الارادة، لا سيما اثر عودة الرئيس الحريري من زيارته الاميركية بما تخللها من مواقف في اكثر من اتجاه من شأنها ان تؤثر على المرحلة المقبلة.
القوات ومواقف الرئيس: في الاثناء، بقي مضمون "دردشة" الرئيس عون مع الاعلاميين امس موضع متابعة وقراءة من القوى السياسية، خصوصا ممن اعتبروا انفسهم معنيين في جانب منها. وفي السياق، افادت مصادر معراب "المركزية" ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع (علما انه ليس الوحيد المقصود بحديث الرئيس عون) وحينما راجعه في موضوع الوزير جبران باسيل كان استنفد كل الوسائل الممكنة للتفاهم معه وايجاد مساحات مشتركة لاحياء التفاهم وترجمته، فلم يفلح، اذ اصطدمت كل المحاولات بالحائط المسدود. واكدت ان امام لجوئنا الى فخامته بما يمثل، لوضع كل المعاناة في هذا الاتجاه، وهي معاناة مشتركة مع معظم القوى السياسية، ردنا الرئيس عون امس مجددا الى الوزير باسيل.
واكدت اوساط معراب انها لا تشاطر رئيس الجمهورية موقفه من الاستراتيجية الدفاعية لان الاستراتيجية لا تتعلق بمتغيرات داخلية ولا خارجية، هي مسألة لها علاقة بالثوابت التي تلتزمها الدول، قرار سياسي ينبثق من السلطة التنفيذية وقرار عسكري تلتزمه المؤسسة العسكرية، فالدولة هي التي تختزن القرار ولا احد سواها، وخلاف ذلك يعني ان البلاد ليست بخير.
اما آلية التعيينات، فأكدت مصادر معراب انها ستبادر وبناء على نصيحة الرئيس عون لتحويل الالية الى قانون من خلال اقتراح تعده حكوميا وترسله الى مجلس النواب لاقراره بما يقدم انجازا تاريخيا استثنائيا يضاف الى رصيد عهد الرئيس عون وسيشكل حكما محطة تنويه من اللبنانيين جميعا الطامحين الى بناء الدولة.
الحريري: الى ذلك، حطّ رئيس الحكومة سعد الحريري العائد من واشنطن في مطار رفيق الحريري الدولي حيث افتتح مرحلة التوسعة الجديدة للمطار. ولم تخل المواقف التي أطلقها في المناسبة من السياسة. فأعلن بعيد جولته انه يتفقد أعمال التوسعة "للتسهيل على المسافرين دخولهم وخروجهم وهذا ما كنا نعمل عليه منذ فترة وكل الناس التي تزور المطار تعاني من هذا الموضوع". وقال: "اننا كحكومة سنقوم بأعمال إضافية بالتعاون مع الوزارات المعنية لمواكبة المسافر بأن تكون رحلته أمتع في مطار رفيق الحريري". اضاف: "كل المسافرين الذين يعبرون عبر مطار بيروت يشكون من الزحمة، فأتيت اليوم لأتفقد شخصيا سير الأمور. ولسوء الحظ كان هنالك تأخير في عمليات التحسين، ويجب أن نتابع العمل على تحسين وتطوير المطار، وأشكر الوزراء المعنيين. وعن إمكانية فرض عقوبات على حلفاء لـ"حزب الله"، قال الحريري "لست أنا من يحدد العقوبات الأميركية وواشنطن واضحة بمقاربتها لهذه المسألة". واعلن انه "منذ فترة نعمل على موضوع التصنيف وأدينا واجبنا بشكل كبير، موازنة 2019 كانت جيدة بالأرقام وعلينا الانتهاء من موازنة 2020 قبل انتهاء المهل الدستورية ما يعطي انطباعا جيدا لجهات التصنيف". واكد الحريري ان "من يمس بأي فريق سياسي يمس بتيار المستقبل، ومن يمس بوليد جنبلاط يكون قد تعرض لجميع الأحزاب السياسية". وعن ازمة النفايات، قال "لا المسلم مستعد لاستقبال نفايات المسيحي ولا العكس صحيح، ما يدل على عنصرية مناطقية".
مجلس وزراء: ووسط زحمة ملفات ضاغطة، يفاقمها تقرير "ستاندرند اند بورز" المنتظر والذي تكثر التكهنات في شأنه لناحية التصنيف الذي سيحدده لبيروت، يعقد مجلس الوزراء جلسة في الحادية عشر والنصف من قبل ظهر الخميس المقبل في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين وعلى جدول اعماله 46 بندا. ومن غير المستبعد ان يزور رئيس الحكومة قصر بيت الدين للقاء رئيس الجمهورية قبل الجلسة الحكومية المنتظرة.
ارسلان عند عون: الى ذلك، وعشية زيارة يفترض ان يقوم بها رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط الى بيت الدين السبت، استقبل رئيس الجمهورية رئيس كتلة "ضمانة الجبل" النائب طلال إرسلان والنائبين ماريو عون وسيزار ابي خليل مع وفد من أبناء منطقة الشوف، اضافة الى الوزيرين غسان عطالله وصالح الغريب. وأكد الرئيس عون أن وجوده في بيت الدين لزيادة الطمأنينة واللحمة بين أهالي المنطقة ومجتمعها. من جهته، قال إرسلان إن "رئيس الدولة هو رمز لوحدة البلاد وللدستور والمؤسسات، ويدنا ممدودة للتعاون والأمور سالكة في الإتجاه الصحيح". أما النائب عون فقال: "وجودكم بيننا ولو لفترة قصيرة كاف للاطلاع على حاجات المنطقة".
كباش المعابر: في الاثناء، استمر السجال بين وزير الدفاع الياس بوصعب والقوات اللبنانية حول المعابر غير الشرعية. فأشار امين سر تكتل "الجمهورية القوية" النائب السابق فادي كرم الى "ان وزير الدفاع يخرج علينا للمرة المئة بموضوع المعابر غير الشرعية الذي طرحته "القوات اللبنانية" كما العديد من القوى السياسية الأخرى في سياق البحث عن موارد إضافية للخزينة من دون المس بجيوب المواطنين، يخرج ليس للتوضيح بل للتعمية". وقال في بيان "فللمرة المئة يقول بو صعب في رده مئة شيء وشيء إلا الأمر الوحيد المطروح وهو لماذا لا تغلق المعابر غير الشرعية"؟ وللهروب عن الإجابة عن السؤال الأساس يتلطى دائما بالجيش اللبناني ويطالب بعدم التهجم على الجيش، وكأنه يتعمّد تكتيك الإيقاع بين خصومه السياسيين والجيش".
التعيينات والقضاء: من جهة ثانية، وفي ملف خلافي قديم - جديد بين التيار وبعبدا من جهة والقوات من جهة ثانية، وهو التعيينات، قال رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان "نتمنى أن يكون في كل موقع اكثر من اسم مقترح، ولن نسكت عن أي تعيين لا يلائم الطريقة التي تتبع الكفاءة". وأطلق عدوان ورشة عمل تتناول مشروع قانون استقلالية القضاء، وكل المواد الموجودة في قوانين أخرى تتعلق بالقضاء وبالتدخل بعمله، قائلاً "ولن نتوقف قبل رفع اليد عن القضاء وقبل معاقبة القضاة الفاسدين". وأضاف في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع اللجنة في المجلس النيابي: "لن نقبل "بلفلفة" أي موضوع يتعلق بقضاة فاسدين، وسأتصل بوزير العدل لتكون هناك متابعة للملف الذي تطرقت إليه صحيفة "الأخبار"، القاضي الجيد سنحصنه، فيما القاضي الذي ارتبط بملفات فساد يجب أن تتخذ بحقه عقوبات مشددة". وأشار إلى أنّ "معركة القضاء فتحت في لجنة الإدارة والعدل وهي متعددة الجوانب، تتناول من جهة استقلالية القضاء ومن جهة ثانية تنقية الجسم القضائي من القضاة الفاسدين، بهدف حماية القضاء من المتدخلين والمستتبعين".
النفايات: حياتيا، أكّد وزير البيئة فادي جريصاتي أنّ أزمة النفايات أهم من الأزمة الاقتصادية، موضحًا أنّنا بحال طوارئ لأنّ الوضع لم يعد يحتمل. وقال بعد مشاركته في اجتماع لجنة البيئة "لا أعلم ما الذي يؤخر مناقشة الخطة التي قدّمناها في مجلس الوزراء". وشدّد على أنّه لن يكون هناك اقتصادًا وسياحة وصحة وزراعة إن لم تتم معالجة أزمة النفايات. وشبّه جريصاتي أزمة النفايات بالحرب الأهلية من ناحية الضرر الذي تُسبّبه لأنّها قادرة على تدمير البلد مثلها مثل الحرب. من جهته، قال النائب مروان حمادة: "نعتبر أنّ لجنة البيئة في حالة انعقاد شبه دائمة ولكن تنتظر من السلطة الإجرائيّة تصوّرًا وقرارًا يأتي من القمة". ودعا حمادة، وزير البيئة إلى أن يطلب مجلس وزراء استثنائيًا للقضايا البيئية والصحية والاجتماعيّة والاقتصادية باعتبار أنّ كلّ هذه الأزمات مُترابطة. وأعلن أنّ أزمة النفايات في بيروت وجبل لبنان تطلّ علينا، وقال: "إذا لم نبنِ الثقة بقرار "من فوق" لا يُمكن أن نقنع اتحاد بلديات الضاحية ولا نواب المتن وستقع الواقعة في أيلول".
باراغواي: من جهة ثانية، أدرجت الباراغواي أمس، كلا من "حزب الله" و"القاعدة" "داعش" و "حماس"، على قائمة الإرهاب، وقال وزير داخليتها خوان فيلامايور في مؤتمر صحافي عقده، إن الحزب وحماس “يواصلان القيام بعمليات دولية، معظمها في نصف الكرة الغربي". واعتبر الوزير أن داعش وتنظيم القاعدة يشكلان أيضا تهديدا خطيرا للأمنين الفردي والجماعي للمواطنين داخل وخارج أراضيهم، على حد ما ورد في بيان وزعه الوزير على وسائل الإعلام، وتضمّن 4 صور عن مرسوم جمهوري مؤرخ في 9 آب الحالي، ووقعه رئيس الباراغواي.
خان شيخون: سوريًّا، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده لن تنقل موقع المراقبة العسكري في شمال غرب سوريا بعد أن تعرض رتل للهجوم أثناء محاولة الوصول إليه. وذكرت وزارة الدفاع التركية أن ضربة جوية على الرتل العسكري التركي أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين مع تحرك الآليات جنوبا صوب نقطة المراقبة. وأضافت أن تركيا أرسلت الرتل للإبقاء على طرق الإمدادات مفتوحة وتأمين موقع المراقبة وحماية المدنيين بعد هجوم للجيش السوري في المنطقة. الى ذلك، أعلنت هيئة تحرير الشام أن مقاتليها أعادوا التمركز في جنوب مدينة خان شيخون بسوريا ولا يزالون يسيطرون على بلدات في منطقة مجاورة لمحافظة حماة، وذلك بعدما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مقاتلين من المعارضة انسحبوا من المنطقة. وذكرت هيئة تحرير الشام في بيان نشرته على حسابها على تليجرام: "بعد القصف الشديد من قبل قوات العدو المجرم، الذي يتجنب المواجهة مع المجاهدين باتباع سياسة الأرض المحروقة، أعاد المجاهدون ليلة أمس التمركز في جنوب مدينة خان شيخون، مع بقاء الجيب الجنوبي تحت سيطرة المجاهدين".