الحريري يُخرج حكومته من قمقم التعطيل وبري يدعم: دعوة لانعقادها خلال 48 ساعة!
ارسلان في عين التينة مصرّا على "العدلي" وابرهيم: وضعيات ومعطيات لم تنته للاحالة اليه
الجمارك تنفي ادخال اسلحة عبر المرفأ وايران مستعدة للتفاوض مع واشنطن: لن نضيّع الفرصة
المركزية- في لبنان، الكثير من التسريبات حول الواقع السياسي الحكومي لا يعوض النقص في المعطيات، فموجة التفاؤل التي سادت في نهاية الاسبوع الماضي حول تفكيك لغم حادثة البساتين، لا سيما من الجهات العاملة على خط الوساطة، لم تدعم بمعطيات ولم يصدر ما يلاقي الجهود الحثيثة المبذولة، في منتصف الطريق، لا بل جوبهت بموجة اضافية من التصعيد الذي يبدو ان الرئيس سعد الحريري قرر مواجهته بفك اسر حكومته من شباك ربط مصيرها بالحادثة عبر توجيه الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء في الساعات الثماني والاربعين المقبلة على ما تردد، واضعا الجميع امام مسؤولياتهم وراميا كرة نار التعطيل في ملعب المعطلين انفسهم لكشفهم امام الرأي العام.
وفي انتظار ان يقول رئيس الحكومة كلمته في الدعوة التي اشار اليها اليوم مصدر وزاري موضحا انه، سيوجهها خلال الـ48 ساعة المقبلة بغض النظر عن المستجدات السياسية فيما أفيد ان الجلسة قد تعقد نهاية الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل، وصفت مصادر سياسية متابعة عبر "المركزية" خطوة الحريري هذه بالممتازة. فهو ان فعلها سيضع الامور في نصابها، إما تعقد الجلسة من دون "طيف" المجلس العدلي بموافقة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وباكتمال نصابها، ليمر بذلك قطوع الحادثة على خير بعد ان يُمنح النائب ارسلان ثمن "التنازل" عن العدلي سياسيا والا يتم تعطيلها على غرار سيناريو آخر الجلسات ما يعني عمليا ترابط الملفات والازمات من البساتين الى التصعيد الفلسطيني على خلفية قرار وزير العمل كميل ابو سليمان وصولا الى النفايات، وتاليا وجود قرار يتراوح بين استمرار الضغط على الرئيس الحريري لانتزاع "شيء ما" منه وبين المضي في التوتير والتعطيل واعادة تحويل لبنان ساحة مواجهة اقليمية، وهو السيناريو الاكثر خطورة.
وتربط المصادر في السياق، بين ثلاثة مواقف لكتلة المستقبل امس والرئيس نبيه بري وعضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار اليوم، حيث رفعت الاولى سقف خطابها لدرجة دعوة الرئيس الحريري وانطلاقا من المسؤولية الوطنية والدستورية، الى المبادرة لحسم الامر واتخاذ ما يلزم لتحريك عجلة العمل الحكومي، فالمهلة التي أعطيت لابتكار الحلول والمخارج لا تحتمل مزيدًا من التمديد والمراوحة في الدوائر ذاتها"، اما الرئيس بري فعزف على الوتر نفسه مستغرباً عدم دعوة مجلس الوزراء للإنعقاد بعد مضي نحو 3 أسابيع على عدم انعقاده وهناك مواضيع تحتاج لانعقاد الحكومة فيما قال الحجار في تغريدة على تويتر "في شي عم يتحضّر للبلد صارت طالعة ريحتو بقوة. في ناس بدها توتر وتعطّل وتخربط وين ما بتقدر. وقف جمع النفايات بالإقليم والشوف وعاليه شغلة كبيرة خصوصا بهالظرف. خلي الجميع ينتبه."
جلسة وشيكة:. وفي السياق، قالت مصادر بيت الوسط ان من صلاحيات رئيس الحكومة تحديد جدول الاعمال، وان إحالة ملف البساتين الى المجلس العدلي لن يكون مطروحا على الطاولة، مضيفة "سيقوم الحريري بالتشاور مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالدعوة لعقد جلسة الا ان قراره شبه محسوم بالدعوة على ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم". من جهته، أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في حديث صحفي أن "إحالة ملف قبرشمون إلى المجلس العدلي دونها وضعيات ومعطيات لم يتم الانتهاء من بحثها". واضاف "الأبواب غير موصدة تماماً أمام الحلول والمساعي مستمرة".
ارسلان مصر: في غضون ذلك، زار رئيس الحزب النائب طلال أرسلان الرئيس برّي بعد الظهر في عين التينة في لقاء هو الأوّل منذ ما يقارب السنة ونصف السنة ويأتي بعد اتصالات عدّة غير مباشرة وزيارة الوزير علي حسن خليل الأخيرة إلى خلدة. وبعد الزيارة، تمسّك ارسلان باحالة الملف الى المجلس العدلي، وقال: لسنا ضدّ عقد جلسة لمجلس الوزراء وندعو لانعقاده فوراً وطرح الموضوع على التصويت ومن يرفض حتى التصويت يتحمّل مسؤولية التعطيل ومسؤولية ما حصل في الجبل"، مضيفا "نتمنى ألا تصل الأمور إلى أن تأخذ الناس حقّها بيدها لأن أحداً لا يمكنه الامساك بزمام الأمور حينها". وتابع "نرتضي بنتائج التحقيق متى أحيل الملف للمجلس العدلي وأقول أمام الجميع لا غطاء على أحدٍ وأطالب باستجواب الجميع بدءاً من صالح الغريب"، مشيرا الى ان "مُطالبتنا بالمجلس العدلي هي احترام للدم والسلم الأهلي والعيش المشترك ولهيبة الدولة واحتراماً للمبادرات سأتحفظ على الكثير من الأمور التي حصلت". وقال " الذي ضميره مرتاح ومن لم يرتكب أو يساهم بهذا الجرم وهذا المكمن يجب أن يكون هو من يطالب بتحويله للمجلس العدلي وما يشغل بالنا هو الرفض المطلق والتذاكي لتصغير ما حصل وهذا ما لن نكون شهود زور عليه"، مطالبا "الرئيس عون والحريري أن يعيا مخاطر تصغير ما حصل".
جنبلاط يسأل: في المقابل، سأل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تغريدة صباحية عبر "تويتر": "ماذا تريد الممانعة من الحكومة ومن لبنان؟ التعطيل الكامل يبدو والشلل الكامل وتحطيم القضاء على طريقة الجريصاتيات وتنصيب محاكم عرفية. غريب هذا النهج العبثي لكن لا عجب فهم يعيشون في عالمهم المعزول المغلق ويتصورون المؤامرات في كل مكان. على أي حال الله يهديهم لطريق الصواب والمنطق".
بري يستغرب: في الاثناء، استغرب الرئيس بري في لقاء الاربعاء عدم دعوة مجلس الوزراء للإنعقاد بعد مضي نحو 3 أسابيع على عدم انعقاده وهناك مواضيع تحتاج لانعقاد الحكومة وأبرزها العامل الفلسطيني. ونقل النائب علي بزي عن بري قوله:" ان رئيس المجلس اعتبر ان هناك وظائف ضرورية لمؤتمر روما 2 وسيدر واستكمال تعيينات المجلس الدستوري والنفايات وغيرها من القضايا التي تستوجب مواكبة من مجلس الوزراء" مشيرا الى ان بري اشاد بمساهمات النواب والمجلس النيابي في ما يتعلق بانجاز الموازنة. وقال:"ان بري أكد حصول تقدم ايجابي في ما يتعلق بالحدود النفطية برا وبحرا وبقيت نقطة واحدة قيد البحث تتعلق بتلازم التنفيذ برا وبحرا، ورئيس المجلس متفائل بامكانية التوصل الى حل نهائي لهذا الملف". وكان وزير الطاقة الاسرائيلي يوفال شتاينتس اعلن اليوم ان "إجراء محادثات في شأن الحدود البحرية اللبنانية ما زال ممكنا".
عون والتضحية: من جانبه، طمأن رئيس الجمهورية الى اننا سنتجاوز الازمة وكل يوم سيكون افضل مما سبقه واكد انه سيسلم رئيس الجمهورية المقبل وطنا افضل مما هو عليه اليوم. وقال " نحن في حاجة اليوم إلى تعاون الجميع لتحقيق النهضة، وعلى الجميع تقديم التضحيات للتخلص من الأزمة الحالية. فاذا لم نضحِ اليوم بالقليل فسنخسر بعدها الكثير". وشدد عون خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، مجموعة من الطلاب يمثلون مختلف الجامعات اللبنانية، على أن الأوضاع المعيشية لن تتحسن إلا مع تطبيق الخطة الاقتصادية الجديدة التي بدأنا بالفعل العمل عليها، والتي من شأنها أن تزيد فرص العمل في مختلف المجالات. وقال: نعم، نحن نحارب الفساد، ولكننا لا نسعى الى التشهير بالناس، وستشعرون من تلقاء أنفسكم بأن الامور تتحسن".
مدللي ترد: من جهة أخرى، ردت سفيرة لبنان لدى الامم المتحدة آمال مدللي، قبل أن تلقي كلمتها في مجلس الأمن، على الكلمة التي ألقاها سفير العدو الاسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، والتي أورد فيها سلسلة اتهامات للبنان بالقول: "قبل أن أقرأ البيان الذي أعددته، أود أن أتناول الاتهامات التي توجه بها السفير الإسرائيلي ضد لبنان، مع الأخذ بعين الاعتبار تاريخ إسرائيل الحافل بشن الغزوات ضد لبنان". وأضافت: "يعتبر اللبنانيون هذه الاتهامات تهديدات مباشرة للسلام والبنية التحتية المدنية. إذا كان السفير الإسرائيلي يستخدم هذه البيانات لصرف الانتباه عن الوضع البائس الذي خلقته إسرائيل باحتلال فلسطين، فهذا ليس بالأمر الجديد. ولكن، إذا كان يستخدم هذه الاتهامات لحض المجتمع الدولي لشن هجوم على ميناء لبنان ومطاره المدني وبنيته التحتية كما فعلت اسرائيل في عام 2006، فلا ينبغي لهذا المجلس أن يبقى صامتا ويجب أن يتحمل مسؤوليته من خلال منع إسرائيل من شن هجوم آخر على لبنان".
الجمارك تنفي: وليس بعيدا، نفت مصادر الجمارك اللبنانية المزاعم الإسرائيلية عن إدخال أسلحة إلى لبنان عبر مرفأ بيروت والمطار والمصنع، وأكدت أن كل الشاحنات التي تدخل عبر المرافق الشرعية تخضع للتفتيش من الأجهزة المختصة وفي مقدمها استخبارات الجيش والقوة البحرية التابعة لليونيفيل بإمكانها تفتيش اي سفينة مشكوك بأمرها تدخل المياه الإقليمية اللبنانية.
كوستابرافا: حياتيا، أفضى اجتماع السراي الحكومي المخصّص لمعالجة أزمة النفايات، إلى انتظار ما سيقرّره اتحاد بلديات الضاحية في اجتماعه المقرر بعد الظهر، في ضوء الوعود وخريطة الطريق التي وُضعت في الجلسة، بعدما طلبت الحكومة مهلة إضافية كي يعود مطمر "كوستا برافا" إلى العمل، إلى حين البدء بالحل "الذي سيكون سريعاً". وأعلن وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي ان موضوع إقفال "الكوستابرافا" ليس جديدا ، هو قديم وتم تأجيله، مشددا على انه غير مرتبط بأي حدث سياسي حالي. ولفت بعد لقائه ووفد من اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية الرئيس سعد الحريري الى ان الخطوة هي للوصول إلى الحلول الجذرية لمشكلة النفايات. واكد ان "الجلسة مع الرئيس الحريري كانت إيجابية وتم الإتفاق على خارطة طريق للحل". وقال "هناك حل موقت وآخر جذري لمشكلة النفايات، والمطامر الصحية هي الحل الموقت لحين الوصول الى الحلول الجذرية"، موضحا ان الحل الجذري إذا بدأ اليوم يحتاج إلى 4 سنوات وهو لكل لبنان".
صفير: اقتصاديا، التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الوزارة، رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير الذي أكد بعد اللقاء أن "الزيارة كانت ضرورية بعد عودة الوزير باسيل من الولايات المتحدة الأميركية، ووضعناه في أجواء جمعية المصارف وموقفها من الموازنة والتحضير للموازنة الجديدة لعام 2020". أضاف: كانت الجلسة إيجابية، ونأمل أن تبقى قنوات التواصل مفتوحة للمساهمة في دعم اقتصاد البلد وخلق نمو جديد. وقال: الوزير باسيل يعرف تماماً مطالب المصارف واحتياجات البلد، كما يعي تماماً أن الوقت حان لخلق نمو من أجل تحسين وضع المعيشة والوصول إلى أهداف تسهّل حياتنا المستقبلية من الناحية الاقتصادية. ورداً على سؤال عن الاستقرار النقدي ووضع الليرة اللبنانية قال صفير: صحّتنا جيدة.
ايران مستعدة: اقليميا، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني ان بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات "عادلة" لكن ما لم تكن هذه المفاوضات تعني الاستسلام، مشيرا إلى أن طهران لم ولن تضيّع فرصة التفاوض مع واشنطن. وقال روحاني وفق موقعه الرسمي "ما دمت مسؤولا عن الواجبات التنفيذية للبلاد، فنحن مستعدون تماما لإجراء مفاوضات عادلة وقانونية وصادقة لحل المشكلات. ولكن في الوقت نفسه لسنا مستعدين للجلوس إلى طاولة الاستسلام تحت مسمى المفاوضات".