مجلس الوزراء عالق في شرك "البساتيـــن": الاتصالات تراوح سلبا..لا جلسة هذا الاسبوع؟
خلدة ترفع سقفها: "العدلي" او فتنة دمويـــة.. و"الاشتراكي": الالتفاف عبر "العسكرية" وهم!
ترسيم الحدود في تقرير الـ1701 للمرة الاولى..واجتماع طارئ في فيينا لانقاذ "النووي"
المركزية- ما لم يوجّه رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم، دعوة الى جلسة لمجلس الوزراء، فإن ذلك سيعني ان الحكومة، على الارجح، لن تجتمع هذا الاسبوع، وأنها، تماما كما اللبنانيين الغارقين في أزماتهم المعيشية والاقتصادية، "الضحية" الثالثة لحوادث "البساتين". وفي وقت كان يؤمل ان تمهّد اتصالات رئيس الحكومة والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، لرفع الالغام التي تحول دون انعقاد مجلس الوزراء، على قاعدة فصل المسار القضائي للملف عن العمل المؤسساتي، بدت الامور اليوم، تذهب في الاتجاه المعاكس، مع تصعيد "خلدة" نبرتها وتمسّكها باحالة القضية الى المجلس العدلي وإلا "أُغرق الجبل في فتنة دموية".. فكيف سيتصرّف الحريري؟ وهل يقلب الطاولة على المعطّلين، علما ان الحزب الديموقراطي ليس قادرا "وحيدا" على "أسر" مجلس الوزراء، ام يحافظ على برودته معوّلا على عامل الوقت، وعلى ما ستقوله المحكمة العسكرية في القضية، لتليين التصلب؟
مراوحة سلبية: تواصلت المساعي لتطويق ذيول حوادث البساتين اليوم، من دون ان تسجّل اي تقدم. وفي السياق، أفيد عن لقاء صباحي عقد في قصر بعبدا، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللواء عباس ابراهيم بحث في مآل المخارج المطروحة. في الموازاة، استمر الرئيس الحريري- الذي من المتوقع ان يتواصل مع الرئيس عون في الساعات المقبلة- في مساعيه لعقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع. غير ان أوساطه أفادت ان "الصورة على هذا الخط، لم تتبلور بعد، في ظل تصعيد مفاجئ و"غير مبرر" لكل من ارسلان والوزير صالح الغريب، مع تناغم "مستقل" من الوزير سليم جريصاتي"، لافتة الى "أننا ننتظر عودة وزير الخارجية جبران باسيل اليوم، لمعرفة رأيه مما يعمل جريصاتي على تسويقه". الى ذلك، اشارت اوساط السراي الى ان "لا اجواء اعتكاف او استقالة للحريري، بل على العكس".
علوش: يأتي هذا النفي، بعد ان كان القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش أعلن "ان حتى الآن لا يوجد جدول أعمال وهذا يعني أن موضوع انعقاد مجلس الوزراء لم ينضج بعد، لكن لا يمكن أن يبقى الأمر على هذا الحال، فلا أستبعد أن يعتكف الرئيس الحريري أو أن يستقيل". ولفت في تصريح الى ان "لا أحد يُنهي مهام الحريري، فإما أن ينهيها بنفسه أو نعود لنرى سيناريو سنة 2011 يتكرر باستقالة 11 وزيراً". وقال "لا أستبعد اعتكاف الحريري أو استقالته".
ارسلان يصعّد: في المواقف، وفي انتظار كلمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، عند الخامسة من بعد ظهر الجمعة المقبل، في مناسبة الذكرى الـ31 لتأسيس جمعية جهاد البناء الإنمائية- لا بد ان يتطرق فيها الى الملفات المحلية كلّها ومنها "البساتين" والعقوبات الاميركية على الحزب- رفع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان سقفه مجددا، فقال "لا يمكن أن يكون تحقيق القضاء مرجعاً للإحالة إلى المجلس العدلي، بل يقول القانون ان قرار الإحالة للمجلس العدلي هو قرار سياسي يستند فقط إلى تقييم مجلس الوزراء لخطورة الجريمة وما كان سينتج عنها من ضرب الإستقرار والتعايش والأمن الوطني". وأضاف: "جريمة قبرشمون التي استهدفت وزيراً وموكبه ينطبق عليها كلياً توصيف المس بالأمن الوطني لو لم نضبط أنفسنا لمنع الحريق في الجبل ولبنان، وهي أكبر حجماً وتأثيراً من الجريمة الفردية التي حصلت مع الزياديْن في المصيطبة والجريمة الفردية التي حصلت في بتدعي، وكلا الجريمتين أحيلتا فوراً الى المجلس العدلي بقرار من مجلس الوزراء ولم يشترط المجلس يومها تقييماً من القضاء العسكري أو المدني". وسأل "فلماذا هذا التحايل اليوم؟ إلا إذا أردتم أن تدفعوا بالدروز إلى لعبة الثأر وإغراق الجبل في فتنة دموية لا يعرف أحد نتائجها". وختم "عليه، نؤكد ثقتنا الكاملة بالرئيس ميشال عون وندعو الجميع الى التعقل ووضع الأمور في نطاقها الصحيح والمتعارف عليه في مجلس الوزراء ونؤكد أن أية مناورة خارج إطار هذا الحل ستكون لها نتائج وخيمة داخل مجلس الوزراء وخارجه".
محاولة للالتفاف: في المقابل، أشار وزير الصناعة وائل ابو فاعور الى "أننا سمعنا عن تحويل القضية الى المحكمة العسكرية في الإعلام. واذا كان الامر اجراءً قضائياً قانونياً لا مانع لدينا فيه. القضاء يقرر. واذا كان لدى البعض وهم محاولة الالتفاف على المجلس العدلي او التعامل مع المحكمة العسكرية لتسهيل الوصول الى المجلس العدلي، فهو واهم، لان القرار يعود اولاً واخيراً الى مجلس الوزراء ولن يكون قرار حول المجلس العدلي في مجلس الوزراء.نحن نثق بالمحكمة العسكرية ولكن اذا كان البعض يحاول استغلال المحكمة العسكرية لسلوك طريق مختصرة ولكن غير نزيهة تجاه المجلس العدلي، يكون مخطئا". أضاف: رئيس الحكومة يبذل الجهود لمعالجة الامر، نأمل التجاوب معه من قبل الاطراف المعنية تحديداً رئيس الجمهورية المؤتمن والمسؤول.هناك ضرورة لاجتماع الحكومة ولا نقبل بمنطق الاشتراط بوضع القضية على جدول الاعمال".
غوتيريش: من جهة ثانية، وبالانتقال الى نيويورك، عقد مجلس الامن الدولي عصر امس بتوقيت بيروت جلسة مشاورات حول تقرير الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش عن مدى تنفيذ لبنان القرار ١٧٠١. وكان الجديد في التقرير اتيانه على مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وتل أبيب، حيث اعتبر ان اي تقدم لم يتم احرازه على هذا الصعيد. ورحب التقرير بالمساعي التي تبذلها الديبلوماسية الاميركية للحصول على التزامات من الطرفين للدخول في مفاوضات في سبيل التوصل الى حل نهائي. واكد غوتيريش ان الامم المتحدة مستعدة لدعم الطرفين بناء على طلبهما، تيسيرا لهذه الجهود.
صفير: اقتصاديا، استقبل الرئيس الحريري في السراي وفدا من جمعية المصارف برئاسة رئيس الجمعية سليم صفير الذي قال بعد اللقاء "هنّأنا الرئيس الحريري على اقرار موازنة 2019 متمنين الإسراع في انجاز موازنة 2020، من ضمن المواعيد الدستورية، على ان تتضمن المزيد من الخطوات والتدابير الإصلاحية والتقشفية. أضاف: كان اللقاء مناسبة لمناقشة صريحة في ما نرى كرجال اقتصاد وجوب تضمينه موازنة 2020، كما عرضنا مع الرئيس الحريري الأثر السلبي المباشر لتباطؤ النمو الاقتصادي على كل القطاعات المنتجة والتي يمولها القطاع المصرفي، وشددنا على الحاجة الى تطوير رؤية اقتصادية جاذبة للاستثمارات وقادرة على خلق فرص العمل، وهذا ما يتطلب تخفيف الأعباء عن كاهل القطاع الخاص لتحفيزه".
اجتماع طارئ: اقليميا، أعلنت وزارة الخارجية الايرانية في بيان اليوم أن "اجتماعا طارئا" سيعقد الاحد المقبل في فيينا، بمشاركة القوى الكبرى في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي. وأوضحت أن الدول الموقعة على هذا الاتفاق باستثناء الولايات المتحدة التي انسحبت منه، ستتمثل في هذا الاجتماع على مستوى وزاري او على مستوى المدراء السياسيين. ويأتي هذا الاجتماع الطارئ للجنة المشتركة الخاصة بالاتفاق النووي الايراني الموقع عام 2015 بعد شهر تماما من آخر لقاء مماثل عقد في العاصمة النمساوية. في الاثناء، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن بلاده بصدد بناء تحالف دولي لحراسة مضيق هرمز، مشيرا إلى أنه سيشمل دولا من جميع أنحاء العالم. في المقابل، حذر قائد البحرية الإيرانية الأميرال حسين خانزادي من ان إنشاء هذا التحالف سيجلب انعدام الأمن، لافتا الى "ان بلاده تراقب كل السفن الأميركية في منطقة الخليج ولديها أرشيف صور لتحركاتها اليومية".
فوز جونسون: دوليا، فاز بوريس جونسون على منافسه وزير الخارجية جيريمي هانت ليصبح رئيس وزراء بريطانيا. وتعهد بإتمام بريكست في 31 تشرين الأول.