ميزان الموازنة النيابي في يومهــــــــا الثاني يرجح كفـــــة معارضتها
مشاورات حول الايرادات وقطع الحساب والحريري يعد بجلسة وزارية الاسبوع المقبل
عبد اللهيان في مجلس النواب... ومصلحة لواشنطن فــــي الحفاظ على امن لبنان
المركزية- ترنحت الملفات التي تشغل الوسطين السياسي الرسمي والشعبي، على وقع خلافات منها المستتر ومنها المعلن سواء تلك المتصلة بتداعيات حادثة الجبل التي شهدت محطة جديدة في خلدة اليوم مع اجتماع "عراب الحلول" مدير عام الامن العام اللواء عباس ابرهيم بالنائب طلال ارسلان ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي او بتفاعلات قرار وزير العمل كميل ابو سليمان المتصل بالعمالة الفلسطينية الذي لم يرسُ على وحدة خيار بين اللبنانيين انفسهم فكيف بالحري بين الفلسطينيين؟
وبين كل تلك الملفات، زيارة ايرانية مفاجئة لمساعد رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الخارجية حسين امير عبد اللهيان لبيروت بدأها من المجلس النيابي حيث استقبله الرئيس نبيه بري محورها أمن لبنان، وكلام اميركي عن امن لبنان ايضا ومصلحة واشنطن في الحفاظ عليه وعلى استقراره، وعن عدم التسامح مع "منظمة مصنفة إرهابية تساعد إيران في سلوكها المزعزع ".
غالبية معارضة: اما الجلسة النيابية المنعقدة في يومها الثاني لمناقشة موازنة العام 2019 فغابت عنها المفاجآت
وتميّزت في الحلقة الثالثة منها، بميل كفّة ميزان المتحدثين من النواب، لخيار التصويت ضدّها من دون الاكتفاء بالتصويب عليها فقط، خاصة وأن معظم مَن اعتلوا المنبر من النواب، كانوا من تكتل "الجمهورية القوية" (جورج عقيص، وهبي قاطيشا، زياد الحواط، أنطوان حبشي) ومن خندق "المعارضة" (بولا يعقوبيان، أسامة سعد)، وقد انتقدوا غياب قطع الحساب وافتقاد الموازنة الرؤية الاقتصادية النهضوية وعدم اقتحامها مكامن الهدر والفساد الحقيقية في الدولة، اضافة الى عضو "لبنان القوي" النائب شامل روكز الذي أعلن أنه سيتعاطى مع الموازنة "على القطعة".
ايرادات وقطع حساب: في الموازاة، شهدت أروقة مجلس النواب مشاورات على هامش الجلسة العامة، تركزت وفق المعلومات حول مسألة الايرادات وقطع الحساب شارك فيها رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان والنائب حسن فضل الله ووزراء المال علي حسن خليل والصناعة وائل ابو فاعور والاشغال يوسف فنيانوس. وافادت معطيات صحافية ان فرض رسم استيراد بنسبة ٣٪ على السلع الخاضعة للضريبة على القيمة المضافة، أصبح في حكم الموافق عليه من الأكثرية النيابية، في حين تردد ان كنعان سيقترح إضافة مادة قانونية على الموازنة تلزم الحكومة بملء الشغور في ديوان المحاسبة خلال شهر، وزيادة إستثنائية في اعتماداته لتمكينه من إنجاز مهمته في تدقيق الحسابات خلال مهلة 6 أشهر.
جلسة وزارية: الى ذلك، في دردشة مع الاعلاميين عقب هذه المشاورات، قال الحريري "نعمل على حل أزمة قبرشمون والأمور تسير بإيجابية". واضاف "هناك مادة لها علاقة بمهلة إنجاز قطوعات الحسابات، وستكون هناك جلسة للحكومة الاسبوع المقبل بعد الموازنة". وقال ردا على سؤال "وزير العمل يطبّق القانون وهو تشدد ببعض الامور قليلا ولكن يقوم بمعالجة الامر بالتنسيق مع السفير الفلسطيني و"رجاء ما تكبروا الموضوع لانو الوزير عم يتعب فعلا".
ضيف ايراني: وسط هذه الاجواء، برز وصول مساعد رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الخارجية الى لبنان. وقد زار اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري في مكتبه في ساحة النجمة. وقال بعد اللقاء "الجمهورية الإيرانية على قناعة بأن أمن لبنان يعني أمن المنطقة وأمن الجمهورية الإسلامية"، مضيفا "نرى بعض التهديدات والتحركات الإسرائيلية التي ينظمها نتنياهو والتي ليست لصالح الأمن في المنطقة". واضاف "الجمهورية الإيرانية لن تسمح لإسرائيل بأن يلعب بأمن المنطقة".
دعم المملكة: في المقابل، أكد الرئيس فؤاد السنيورة انه والرئيسين تمام سلام ونجيب ميقاتي "لم يذهبوا إلى المملكة ممثلين لفريق من اللبنانيين، بل ذهبوا ممثلين لجميع اللبنانيين الذين يرغبون دائما في أن تكون علاقتهم علاقة عربية صحيحة مع المملكة العربية السعودية ومع جميع الدول العربية، وبالتالي يحرصون على أن يكون لبنان دائما بعيدا عن مخاطر ما يسمى ممرات الأفيال، لأن لا مصلحة للبنان واللبنانيين في تعريض لبنان لمخاطر صراعات القوى الإقليمية والدولية على أرضه". وقال: "ربما طرأ على العلاقة بعض الانشغالات التي قد تكون حالت لفترة وجيزة دون تعبير المملكة عن اهتمامها بلبنان، ولكن عندما ذهبنا البارحة واجتمعنا مع خادم الحرمين الشريفين سررنا بما عبر عنه من اهتمام حقيقي بلبنان وباستمراره كبلد موحد حضاري يؤمن بالعيش المشترك، وان المملكة العربية السعودية ستستمر في دعم لبنان وستوقع معه إن شاء الله كما سمعنا عددا من الاتفاقيات، وستظل حريصة على دعم استقلاله وسيادته وحرية أبنائه ودعم اقتصاده". وقال: "ان الرسالة التي عبر عنها جلالته صادقة وقوية بأن المملكة العربية السعودية كانت وستظل الى جانب لبنان تدعم استقلاله وسيادته وحرية أبنائه، وأن يستمر لبنان بلدا عربيا يحرص دائما على احترام دستور اتفاق الطائف الذي انطلق من مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية، وكذلك ان يستمر لبنان، وكما كان دائما حريصا على احترام الشرعية العربية المتمثلة بالإجماع العربي وبالشرعية الدولية المتمثلة بالقرار الدولي 1701".
واشنطن والعقوبات: من جهة ثانية، شددت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، على أن "من فرضت عليهم العقوبات في لبنان، يعملون على تقويض الحكومة اللبنانية".ولفتت في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، الى ام "العقوبات الأخيرة على لبنانيين، استهدفت داعمين لمنظمة مصنفة إرهابية ويقومون بمساعدة إيران في سلوكها المزعزع وهذا ما لن نتسامح معه".وشددت على أن وزير الخارجية، مايك بومبيو، لديه مصلحة في الحفاظ على استقرار وأمن لبنان.
وزير العمل: على صعيد آخر، زار وزير العمل كميل أبو سليمان مقرّ الاتحاد العمالي العام. وعقد اجتماعا مع قيادة الاتحاد تناول الشؤون العمالية ووضع العمالة الأجنبية واللبنانية في ضوء الإجراءات التي اتخذتها وزارة العمل لضبط المخالفين. و اعتبر أبو سليمان أن "وزارة العمل دورها حماية اليد العاملة وحماية العمال اللبنانيين وبما اننا في ظل وضع اقتصادي صعب، فذلك يتطلب حواراً اجتماعياً. وهذا الحوار يجب ان يتم مع الاتحاد العام وأرباب العمل ووزارة العمل أي الثلاثية كي يأتي الحوار فاعلاً". وأضاف: أما بالنسبة إلى خطة مكافحة اليد العاملة غير الشرعية، فأدّت الى توفير فرص عمل للبنانيين. ونحن نتابع هذه الخطوات والتدابير، وآمل أن يكون عمال لبنان الى جانبنا. اما بالنسبة إلى وضع العمال الفلسطينيين فلهم وضع خاص وعندهم مأساة ولسنا هنا لنزيد من مآسيهم بل هناك قوانين سنعمل على تطبيقها وهي تعطي امتيازات ومنافع للعمال الفلسطينيين. ووزارة العمل ستعطي الحقوق اللازمة لهم.
دعم فاتيكاني: من جهة أخرى، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتري والقائم باعمال السفارة البابوية المونسنيور ايفان سانتوس. ونقل المونسنيور سبيتري حرص الكرسي الرسولي على استقرار لبنان ووحدته وما تميز به من عيش مشترك اصبح نموذجا يحتذى به. كما نقل دعم الفاتيكان لمبادرة رئيس الجمهورية بانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" حتى تكون مساحة تفاعل بين مختلف الحضارات والاديان والاثنيات، مشيرا الى ان الكرسي الرسولي سوف يتابع موضوع الاكاديمية ويتجاوب مع لبنان في كل ما من شأنه انجاز هذا المشروع المميز.
مقتل القنصل: اقليميا، قتل ثلاثة أشخاص بينهم نائب القنصل التركي، بإطلاق نار في مدينة أربيل كبرى مدن إقليم كردستان العراق. من جهتها، أكدت وكالة "الأناضول" الحكومية التركية مقتل "موظف في القنصلية العامة التركية في أربيل" بهجوم مسلح على مطعم في المدينة الشمالية الحدودية مع تركيا. وفيما تعهدت الرئاسة التركية بالرد على الحادثة، نفى حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن الهجوم.