الحريري وباسيل التقيا: التسوية محصّنة وجلسة حكومية بعيدا من "قبرشمون"
بري متفائل وابراهيم: نتقدم...وجلسـة لمناقشة واقرار الموازنــة الثلثـاء
الحزب ينتظر موقفا رسميا من العقوبات ورئاسة المجلس: اعتداء على كل لبنان
المركزية- فيما تستمر اتصالات رأب الصدع السياسي الذي خلّفته حوادث قبرشمون في الجسم اللبناني، وقد أحرزت تقدما ملحوظا بالاستناد الى المواقف والتحركات، اخترقت العقوبات الاميركية التي فرضت على اثنين من نواب حزب الله محمد رعد وأمين شري اضافة الى مسؤول وحدة الارتباط في الحزب وفيق صفا، المشهد الداخلي وفرضت نفسها عنوانا للحدث. وفيما تردد ان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله سيتطرق الى الموضوع ليل الجمعة، أفيد ان حزب الله وجّه رسالة طالب فيها أن يصدر موقف لبناني رسمي موحد من العقوبات الأميركية وهو بانتظار صدور موقف عن الحكومة اللبنانية. في الاثناء، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان ان العقوبات إعتداء على المجلس النيابي وبالتالي على لبنان كل لبنان، لذا بإسم المجلس النيابي اللبناني أتساءل هل أصبحت الديموقراطية الأمريكية تفترض وتفرض الاعتداءات على ديموقراطيات العالم. وتوجه إلى الاتحاد البرلماني الدولي لاتخاذ الموقف اللازم من هذا التصرف اللامعقول".
تقدّم المسعى: من جهة ثانية، حققت مساعي تطويق ذيول حوادث قبرشمون تقدما. وفي السياق، التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي لم يشأ الإدلاء باي تصريح مكتفيا بالقول أثناء خروجه: "هناك تقدم وجولتنا دليل الى ذلك"، في إشارة إلى الوساطة التي يقوم بها لحلحلة ملف حادثة قبرشمون. من جهته، ثمن المفتي دريان "الجهود المميزة التي يقوم بها إبراهيم في قضية أحداث الجبل"، مؤكدا ان "السياسيين مهما اختلفوا في الرأي، لكنهم أبناء البلد الواحد ولديهم الحكمة في معالجة الأمور مهما كانت صعبة". واعتبر أن تكليف اللواء إبراهيم هذه القضية وغيرها من الملفات الوطنية دليل إلى الوعي والإحساس بالمسؤولية الذي يتحلى به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري الذي يتحمل أعباء المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الحساسة..."
لقاء..فجلسة؟ وليس بعيدا، برز لقاء جمع ليل امس الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل الذي يغادر الاثنين الى واشنطن ، سبقته اتصالات بين الجانبين، أفضى، وفق معلومات "المركزية" الى اعادة تعزيز أسس "التسوية" بين الطرفين، علما ان ما تم تعميمه من اجواء عن تحميل وزراء التيار الوطني الحر مسؤولية تطيير جلسة مجلس الوزراء الاسبوع الماضي غير دقيق بدليل ان الوزراء حضروا لاحقا وامنوا النصاب غير ان الرئيس الحريري ارتأى التأجيل تلافيا لانفجار الحكومة بفعل اجواء الشحن التي كانت سائدة. واشارت المعلومات الى ان "من المتوقع ان تعقد جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل وألا تثار خلالها حوادث قبرشمون المتروكة للمعالجة الامنية والقضائية، وفق ما تم الاتفاق عليه بحيث يستكمل مجلس الوزراء ملفات البحث الكثيرة على جدول اعماله. وافادت مصادر مطّلعة "المركزية" ان المحاولات التي يبذلها بعض الاطراف في اتجاه فرض تحويل حادثة قبرشمون الى المجلس العدلي في مجلس الوزراء عن طريق جولات على المكونات الحكومية لاقناعها بذلك لن تصل الى نتيجة.
المصالحة أمانة: في الموازاة، تدخلت بكركي مباشرة على خط حماية مصالحة الجبل. فبعد "أحداث قبرشمون المؤسفة التي هزت كيان الجبل"، رأت البطريركية المارونية ان "تخاطب الضمائر الوطنية وتدعو المعنيين للعمل على اجراء المصالحة وصون وحدة الجبل على تنوع مكوناته والذي يشكل حلقة أساسية في الكيان اللبناني ووحدته الوطنية"، مضيفة في بيان صادر عن مكتبها الاعلامي "فإذا فعلوا ذلك بروح المسؤولية، متعالين عن الجراح الثخينة، وعن المصالح الشخصية، حالوا دون تسلل خيوط الفتنة والمؤامرة الى الجبل، ودون تحويل أبنائه الى وقود لنيات مبيتة لا علاقة للبنان بها، وتصدّوا لجعل الجبل ممراً او مقراً لثغرات أمنية تهزّ الكيان اللبناني وتزعزع استقرار الوطن". وأضاف البيان: "إن غبطة البطريرك يؤكد أن الاستقرار في الجبل، كما في كل منطقة اخرى، يرتكز الى وجود الدولة الفاعلة بكل مؤسساتها الأمنية والقضائية والادارية. واذ يدعم غبطته كل المساعي المشكورة من أجل تحقيق المصالحة وطي الصفحة الأليمة التي عكّرت صفو الاستقرار في لبنان يعود ليشدّد على ثبات ما تمّ إنجازه من مصالحات أصبحت أمانة في أعناق كل اللبنانيين".
بين الديمان وبنشعي: وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التقى قبل الظهر الوزير صالح الغريب الذي وصل الى الديمان على رأس وفد من قيادة الديمقراطي اللبناني. وقال بعد اللقاء "ما سمعناه امس من تصريحات لا مسؤولة يؤكد ان المجلس العدلي اصبح حاجة ملحة اكثر من اي وقت مضى". وتابع: "شددنا على العيش المشترك في الجبل وضرورة التمسك به واكدنا تمسكنا باحقاق الحق ويتحويل القضية الى المجلس العدلي لما تشكله من تهديد لامن الدولة. وأضاف: "كان تشديد من البطريرك على ان الدولة تبقى ضمانة الجميع وعندما يضعف دور الدولة تحصل احداث لا تحمد عقباها". ومن الديمان انتقل وفد الحزب الديموقراطي الى بنشعي للقاء رئيس تيارالمردة سليمان فرنجية حيث قال الغريب "كان هناك عرض لما حصل أخيرا في الجبل، وما يشكله من تهديد على المستويات كافة، وكان تأكيد لأهمية دور الدولة ومؤسساتها في حل الأمور، وقد أبدى الوزير فرنجيه حرصه على وحدة الجبل واهتمامه بها".
بري متفائل: وسط هذه الاجواء، اشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي، بعد لقاء الاربعاء، في عين التينة، في ما يتعلق بمسار الاحداث، الى ان "الرئيس نبيه بري متفائل بتثبيت الاستقرار ولا يزال يعمل على ترابط الثلاثية التي تكلم عنها بالقضاء والامن والسياسة"، مشيرا الى ان "الرئيس بري قام بواجباته الوطنية على صعيد المفاوضات وهناك تجاوب من المسؤولين في هذه المساعي ، وهو يعتقد انه انجز ما يتوجب ."
جلسة للموازنة: الى ذلك، وغداة انهاء لجنة المال مهمة درس مشروع موازنة 2019، دعا بري الى جلسة نيابية لمناقشة واقرار الموازنة الثلاثاء والأربعاء والخميس من الاسبوع المقبل. وفي السياق، اشار بزي الى ان بري "مرتاح جدا جدا جدا للموازنة حتى وانها خفضت اكثر مما تقدمت بها الحكومة". واضاف "الكل يعلم اهمية الموازنة والرئيس بري يعتبرها الشريان الاصغر لاي دولة في العالم، لا نستطيع ان نتحكم بعمل المؤسسات ان لم يكن هناك موازنة". ولفت الى "ان الحكومة ستجتمع وسيحال قطع الحساب الى مجلس الوزراء".
الحريري..مشهد مختلف: اقتصاديا ايضا، اكد الرئيس الحريري، خلال رعايته حفل تكريم الدكتور جوزف طربيه، بدعوة من رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية وزير الاتصالات محمد شقير، ان هناك اليوم موالا متشائما في البلد وآخر متفائلا، وما نريده هو المشهد الإيجابي والمتفائل على رغم التحديات، وعلينا أن ننجح في بلدنا كما نجحنا في كل العالم. وقال: "يسعدني ان نكرم الدكتور طربيه احد اعمدة القطاع المصرفي اللبناني والعربي، هذا القطاع برهن عن صلابة في كل المراحل وكان السند الاساسي للقطاع المصرفي اللبناني رغم الظروف الصعبة وحافظ على الانظمة والمعايير الدولية". وتوجه اليه بالقول: "لبنان بحاجة اليك والى خبرتك"، متمنيا "التوفيق لسليم صفير ونحن بجانبك ومصرون على ان يبقى القطاع المصرفي قويا وبمتانته". ورأى "ان هناك ضغوطا على مستويات العجز والدين العام والنقد"، منوها بجهود حاكم مصرف لبنان رياض سلامة "الذي وضع اولوية المحافظة على الاستقرار النقدي"، وقال: "لكن امام هذا المشهد، هناك مشهد مختلف، هو اقرار موازنة 2019 بنسبة عجز 7% وباصلاحاتها، ومشهد موازنة 2020 ومشهد تنفيذ خطة الكهرباء".
بون في ايران: اقليميا، قال موفد الرئيس الفرنسي الى ايران ايمانويل بون من طهران إنّ "رغم الإجراءات الأميركية، فإنّ قوة ومكانة إيران في المعادلات الإقليمية والدولية شهدت نمواً لافتاً".واشار، خلال لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إلى أنّ الرئيس الفرنسي "يسعى لاتخاذ مبادرات مشتركة لوقف الحرب الاقتصادية الأميركية ضد إيران"، مشددا على ان "باريس ترغب باستمرار الحوار والتعاون مع إيران لإدارة الأزمات في سوريا واليمن والعراق ولبنان". في المقابل، صعّد شمخاني حيث انتقد الدور الأوروبي في أزمة الاتفاق النووي، معتبراً أنّ "استقلال أوروبا بات رهينة أميركا"، كما شدد على أنّ دول الاتحاد الأوروبي "يجب أن تقف أمام الأحادية الأميركية للدفاع عن هويتها واستقلالها". وقال خلال اللقاء "انتهى زمن تنفيذ الإجراءات بشكل أحادي ونحن ماضون في طريق خفض التزاماتنا"، موضحاً أنّ "إيران أثبتت قدرتها على إدارة ومواجهة التوترات والتحديات على الصعد كافة الاقتصادية والسياسية والدفاعية"، مضيفاً "لا يمكن الحديث معنا بلغة القوة".