الجبل على فوهة الفتنة...ارسلان يصعّد ولبنان الرسمـي يقــــاوم
الاعلى للدفاع: قرارات حاسمة باعادة الامن للمنطقة.. وعون لحرية الرأي
السندات الدولارية ترتفع... وايران تتجاوز الاتفاق النووي بالتخزيـــن
المركزية- اذا كان الجبل هو مسرح الحدث الأمني أمس مع اشكال قبرشمون وسقوط قتيلين وعدد من الجرحى كمؤشر واضح الى بلوغ الاحتقان السياسي الذي يتغذى من الخطاب "الاستفزازي سقفه الاعلى، فإن الشأن السياسي المحلي، بقي يدور في فلك ضبط تداعيات الحدث ولجم مفاعيل التوتر، خشية انفلات الارض من العقال السياسي على ما انذرت به مجريات الساعات الاخيرة، وبلوغ "معصية" الفتنة الداخلية، المفترض انها ممنوعة في قاموس الاستقرار الداخلي والخارجي.
بين المجلس الاعلى للدفاع والمؤتمر الصحافي العالي النبرة للنائب طلال ارسلان وقطع مناصريه الطريق الدولية في بعلشميه- صوفر وفي بحمدون تنقلت المتابعة، في حين بات مصير جلسة مجلس الوزراء في السراي غداً في مهب الامن وتفاعلاته، ورهن نتائج جهود التهدئة.
الاعلى للدفاع: فغداة حوادث قبرشمون الدامية، تحرّكت بقوّة آلة احتواء تداعياتها مسابِقة الاحتقان الذي خلّفته والذي بقي مسيطرا على الارض وعلى "النفوس"، في الجبل. وعلى وقع عمليات قطع الطرق، انعقد المجلس الاعلى للدفاع في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للبحث في حوادث عاليه. وشدد عون خلاله على "ان ركائز الجمهورية هي ثلاث؛ حرية المعتقد وحق الاختلاف وحرية الرأي والتعبير عن الرأي"، وطالب "الاجهزة القضائية والامنية باستكمال الاجراءات اللازمة والضرورية وفقا للاصول والانظمة المرعية الاجراء والقيام بالتوقيفات اللازمة في الاحداث الامنية التي وقعت امس في عدد من قرى قضاء عاليه". في المقابل، دعا رئيس الحكومة سعد الحريري الجميع الى التهدئة مشددا على ضرورة المعالجة السياسية اللازمة وعدم اقحام الاجهزة العسكرية والامنية في الخلافات السياسية. واتخذ المجلس قرارات حاسمة باعادة الامن الى المنطقة التي شهدت الاحداث الدامية ومن دون ابطاء او هوادة وتوقيف جميع المطلوبين واحالتهم الى القضاء، على ان تتم التحقيقات بسرعة باشراف القضاء المختص". وعرض قائد الجيش المعلومات المتوفرة لدى الجيش والخطوات التي اتخذها وأبقى مجلس الدفاع قراراته سرية وفقاً للقانون. وسبقت الاجتماع خلوة بين الرئيسين عون والحريري بحثت في المستجدات.
ارسلان في بعبدا: وفي سياق تهدئة التوتر ايضا، استقبل رئيس الجمهورية رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان ووزير شؤون النازحين صالح الغريب في قصر بعبدا وعرض معهما في حضور وزير شؤون الرئاسة سليم جريصاتي، الاحداث الامنية التي وقعت مساء امس.
مؤتمر عالي النبرة: وكان ارسلان عقد قبل توجهه الى بعبدا مؤتمرا صحافيا عالي النبرة في خلده، أسف فيه "لتعرض الغريب وموكبه الى كمين مسلح حيث تم اطلاق النار عليه من عدة اتجاهات بطريقة الغدر بأبشع انواع الغطرسة واللؤم والاستفزاز ذهب ضحيتها شابان من اطيب شباب الجبل". وتابع: "بالنسبة لنا المحرض وصاحب الفتنة هو نائب الفتنة الذي يجلس على طاولة مجلس الوزراء ولا يحترم ابسط قواعد العيش المشترك وسلامة المواطنين وسلامة اهله وناسه، ما حصل فتنة مخطط لها وتم التحريض عليها قبل يومين من قبل "أوباش" قطاعي طرق لا يمكنهم تحمل الرأي الاخر". وتساءل أرسلان هل الجبل هو من ضمن حكم الدولة أو خارج حكم الدولة؟!"، هل تحتاج الناس إلى تأشيرات للدخول إلى الجبل أو أن أهل الجبل يحتاجون لتأشيرات للانتقال داخل قراهم؟ ليكن معلوما للجميع أن لحمنا ليس طريا وليس هناك أكبر من دارة خلدة لا لدى الدروز ولا لدى غيرهم"، مشيرا الى ان "التوجه الاقطاعي والسلبي والتلطي وراء الناس لا يدل الى الرجولة بل الجبن"، لافتا الى ان "من يحلل دم دروز إدلب وجبل العرب وجبل الشيخ والجولان ليس مستغربا أن يحلل دمنا". ورأى ان "ما يحصل امر معيب وهو استهتار بكرامات الناس ومرفوض جملة وتفصيلا ونحن لن نتعايش معه، واذا ارادت الدولة ان تفرض هيبتها ووجودها فأهلا وسهلا بها، وان لم ترغب بذلك، فنحن نعلم كيف " نفيي على ضيعتنا بكعبنا". وسأل "هل يليق بمن يدعي بأنه الزعامة الكبرى، ان يشارك في اجتماع حصل برعاية الرئيس نبيه بري في عين التينة مع القوى السياسية وتم التداول فيها خلال كل الاجتماع حول المطالبة بحصة بمعمل فتوش بضهر البيدر؟ اين حقوق الدروز؟". وطالب ارسلان "بتحويل هذا الملف الى المجلس العدلي".
بري والحكمة: من جانبه، تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري تداعيات اﻻحداث المؤلمة التي حصلت امس في الجبل وانعكاساتها على اﻻوضاع العامة واجرى لهذه الغاية سلسلة من اﻻتصاﻻت لتطويق ذيول ما حصل. وقال معلقاً: الوقت اﻻن هو للإحتكام للعقل والحكمة وبذل كل مستطاع من أجل الحفاظ على الوحدة واﻻستقرار العام ولنا ملء الثقة بعقلاء الجبل اﻷشم . وختم: ليأخذ القضاء دوره في التحقيق حتى النهاية.
السندات ترتفع: على صعيد آخر، ووسط ترقب داخلي لزيارتي وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي ومساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد لبيروت في الساعات المقبلة، برز تطور في الشأن المالي، اذ اكدت شركة البيانات "رفينيتيف" ان "السندات الدولارية للبنان ترتفع بعد شراء قطر سندات لبنانية وإصدار 2037 يقفز أكثر من 3 سنتات إلى ذروته منذ أوائل أيار".
اقرار موازنة الطاقة: في الاثناء، واصلت لجنة المال درس موازنة 2019 الذي يتوقّع ان تنتهي منه مساء اليوم. وعقب الجلسة التي حضرتها وزيرة الطاقة ندى بساتني، قال رئيسها النائب ابراهيم كنعان "اقرت سلفة الخزينة المعلّقة من جلسة سابقة بقيمة اجمالية تبلغ 2500 مليار ليرة، لتتمكن من سد العجز الناجم بمعظمه عن ارتفاع اسعار المحروقات، بعدما حصل نقاش استعرض في خلاله الزملاء النواب كل نواحي موضوع الكهرباء من الخطة الى مجلس الغدارة والهيئة الناظمة، ومن بينها موعد تعيين مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان وكيفية حصول هذا التعيين، حيث اشارت وزيرة الطاقة الى أنها ستقترح الاسماء حتى ولو لم يحصل تطور ايجابي او تعاون على صعيد التوافق بين القوى السياسية ليتمكن مجلس الوزراء من التعيين. وقد طالبها النواب بحال حصول عرقلة من الاعلان عن المعرقلين وكشف الأمور امام الرأي العام، لأنه يفترض تعيين مجلس ادارة جديد". وأعلن كنعان عن "اقرار موازنة وزارة الطاقة والمياه مع طلب ايضاحات أكثر بما يتعلّق بالرواتب والأجور وبالمستشارين وبدلات الأتعاب والمكافآت والمساهمات التي لها علاقة بجهات خاصة، لتحديد ما اذا كانت تخفي اي توظيف مقنّع بعد القانون 46 لشطب الاعتمادات".
قطوعات الحساب: ورداً على سؤال أكد كنعان أن "احالة قطوعات الحسابات من واجب الحكومة وهي مقصّرة بذلك حتى اللحظة".
لبنانيو كازاخستان: على صعيد آخر، استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة القائم بأعمال سفارة جمهورية كازاخستان في لبنان السيد ايرجان كاليكينوف يرافقه القنصل الفخري لكازاخستان يوسف كنعان. ووضع القائم بالأعمال الكازاخي رئيس المجلس بالإجراءات التي اتخذتها حكومة بلاده لتطويق ذيول اﻻحداث اﻻخيرة التي استهدفت عدداً من افراد الجالية اللبنانية والجاليات والعربية في كازاخستان مبدياً حرص بلاده على بناء امتن العلاقات مع لبنان والدول العربية، وطمأنه الرئيس بري بأن كافة المصابين قد غادروا المستشفيات.
ايران تخرق النووي" اقليميا، نقلت وكالة "رويترز" عن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تأكيده أن طهران تجاوزت الاتفاق النووي لعام 2015 بتخزين أكثر من 300 كلغ من اليورانيوم المخصب. أما وكالة أنباء فارس الإيرانية، فنقلت عن مصدر إيراني اليوم قوله إن مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 % في إيران، تخطى مستوى الـ 300 كيلوغرام، وهو الحد الأقصى المسموح لإيران ان تملكه حسبما ينص الاتفاق النووي مع القوى الغربية. وأضاف المصدر، وفق ما قالت الوكالة، أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قاموا، الاثنين، بوزن اليورانيوم المخصب، المنتج من قبل إيران، حيث تخطى السقف المحدد وهو 300 كلغ. وكان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية في إيران، بهروز كمالوندي، أعلن، قبل أسابيع، أن طهران ستنتج 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، مؤكدًا أن احتياطيات بلاده من اليوارنيوم المخصب ستزداد بوتيرة متسارعة، حسبما نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية.