Jun 25, 2019 7:35 AM
صحف

لبنان يواجه "وحيداً" الآثار المُدمّرة لـ"صفقة القرن"

 

نُذُر "صفقة القرن" تطل من البحرين اليوم، دخولاً من باب الاقتصاد قبل السياسة، عبر المؤتمر الذي تستضيفه ‏العاصمة البحرينية المنامة اليوم وغداً، والذي استبقه قبل يومين، جاريد كوشنر مهندس "الصفقة" وصهر الرئيس ‏الاميركي دونالد ترامب بعظة إغرائية لدول المنطقة، عنوانها التحضير لما يمكن وصفه بالهجوم الاستثماري بما يزيد ‏عن 50 مليار دولار، سيتم توزيعها على بعض الدول ومن بينها لبنان، الذي يقاطع أعمال مؤتمر البحرين.‎‎

كان اللافت للانتباه في الساعات الماضية تصاعد المواقف الاعتراضية حول ما يحضّر للمنطقة ولبنان ضمناً، من ‏مؤتمر البحرين كتوطئة لـ"صفقة القرن".

بري: رشوة

وأجمعت هذه المواقف على رفض الصفقة وما يترتب عليها، ولاسيما لجهة فرض التوطين على لبنان وشرائه بحفنة ‏من الدولارات، على حدّ قول رئيس مجلس النواب نبيه بري. الذي اعتبر ان "مؤتمر البحرين، محاولة لرشوتنا من ‏جيوبنا لتمرير صفقة القرن والقرارات الأميركية". وهو ما اكّدت عليه المواقف السياسية والحزبية من غير اتجاه، ‏وصولاً الى بكركي التي تؤكّد على رفضها أي محاولة لتوطين الفلسطينيين في لبنان وعلى حقهم في العودة الى ‏بلادهم.‎‎

آثار مدمّرة

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ"الجمهورية": "ان المنطقة أمام عملية تغيير شديدة الخطورة، آثارها مدمّرة، وتشرّع ‏المنطقة على كل أنواع الكوارث التي قد تحصل في اي وقت".

ولفتت الى ان الاميركيين ما كانوا ليقدموا على رسم خريطة جديدة للمنطقة، عبر ما تُسمّى "خطة السلام" الأميركية، ‏ومحاولة فرضها، لولا الواقع المريع الذي يشهده العالم العربي والتشرذم الحاصل فيه. ولبنان سيكون من الدول الاكثر ‏تضرراً جرّاء هذه الخطة، او بالاحرى الصفقة، لما يهدّده توطين الفلسطينيين لبنيته الداخلية.‎‎

ورداً على سؤال قالت المصادر "صفقة القرن" يقدّمها الاميركيون بوصفها "خطة سلام" أكبر من قدرة اي بلد عربي ‏مهدّد بها، على الاعتراض عليها، ومؤتمر المنامة ما هو الّا تمهيد واضح لهذه الصفقة، قد وُضع له عنوان مغرٍ"السلام ‏من أجل الازدهار"، فيما هو في جوهره ليس فرصة للازدهار والاستثمار كما يجري التسويق له، بل هو محطة لدفع ‏المنطقة كلها الى الخراب والانتحار".

ولاحظت المصادر الاستعجال الذي ظهر في هذه الفترة لإثارة موضوع صفقة القرن، ووضعها على نار التنفيذ، والذي ‏يتزامن مع تراجع الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن قرار توجيه ضربات الى ايران رداً على اسقاط طائرة ‏الاستطلاع الاميركية، فربما يكون الهدف هو نقل الاهتمام الاميركي والدولي في اتجاه آخر، علما ان الاميركيين ‏انفسهم كانوا قد شكّكوا في امكان ان تتمكن صفقة القرن من تحقيق الغاية منها، مقرّين بأنّ هذه الصفقة تخدم اسرائيل، ‏وهو ما قاله وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو قبل ايام وفق صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية، حيث قال في ‏اجتماع مغلق مع رؤساء أكبر المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة: "إنّ الخطة يمكن أن تفيد الحكومة الإسرائيلية ‏فقط".‎‎

وعمّا اذا كان لبنان قادراً على مواجهة خطر التوطين، قالت المصادر: "في ظل هذا الواقع العربي الهش، فإنّ لبنان قد ‏يكون في مواجهة هذا الخطر شبه وحيد، او بالأحرى مواجهة الخطرين، الأول المتمثل بتوطين الفلسطينيين، والثاني ‏بالتوطين المقنّع للنازحين السوريين.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o