Jun 10, 2019 1:35 PM
صحف

"تلغراف": مصنع متفجرات في لندن وتحقيق سرّي يفضح حزب الله وإيران

المركزية- ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، "ان متطرفين على علاقة بـ"حزب الله" خزّنوا عناصر تدخل في صناعة قنابل، في لندن، في 2015، في قضية ظلت "مخفية عن العامة".

وقال تقرير في الصحيفة، نقلا عن مصادر امنية، "انه عقب معلومات من حكومة اجنبية، اكتشفت الشرطة البريطانية وجهاز المخابرات الداخلية "إم آي-5" آلاف من عبوات الثلج التي تستخدم لمرة واحدة، تحتوي على ثلاثة اطنان من نترات الأمونيوم.

وخلصت تحقيقات سرية قادتها المخابرات وجهاز مكافحة المتفجرات البريطاني، لأكثر من 3 سنوات، إلى علاقة بين "حزب الله"، وعناصر تم اعتقالهم في 2015، اثناء تخزينهم أطنانا من المواد المتفجرة في مصنع للقنابل، على مشارف العاصمة لندن.

ووصفت صحيفة "تلغراف" النتائج التي توصلت إليها السلطات بـ"المروعة"، بعد كشف ان "حزب الله"، المُصنّف إرهابياً في بريطانيا، جمع الآلاف من الطرود الصغيرة المتفجرة، واحتوت كل واحدة منها على نترات الأمونيوم (عنصر شائع في القنابل اليدوية الصنع).

وبعد اكثر من 3 سنوات من كشف مؤامرة مصنع القنابل في لندن سراً، وجّهت السلطات الاتهام رسميا لحزب الله لضلوعه في دعم وتمويل تلك العناصر.

واوضحت تلغراف ان عملاء من جهاز المخابرات، وضباطا من شرطة مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة لندن، قاموا بعملية سرية لكشف التآمر الإيراني على العاصمة الأوروبية، باستخدام عناصر من "حزب الله".

وفي خريف عام 2015، حيث تم توقيع الاتفاق النووي، اكتشفت السلطات مصنعا بريطانيا محتملا للقنابل كان يُديره "حزب الله".

وذكرت الصحيفة ان الإرهابيين اتّخذوا من مصنع لعبوات ثلج تستخدم لأغراض طبّية غطاء. وللوهلة الأولى قد تبدو تلك العبوات غير ضارة، لكن وبمجرد طي العبوة تتفاعل محتوياتها الداخلية، متحولة إلى مادة شديدة البرودة.

وما ان يتم فتحها يمكن استخراج نترات الأمونيوم النقية منها، والتي تُمزج مع مكونات اخرى لتصبح مادة متفجرة فتّاكة.

واوضحت انه تم استخدام عبوات الثلج لأنها تبدو غير مؤذية واسهل للنقل. واضاف التقرير انه لم يكن هنالك اي هجوم وشيك، ولم يتم استخدام نترات الأمونيوم في أسلحة.

ولاحظت الأجهزة الأمنية ان المصنع لم يكن يتخلص من العبوات المفتوحة، بل كان يجمعها ويسحب نترات الأمونيوم منها.

وقالت الأجهزة الأمنية البريطانية "انها كانت على دراية بمدى خطورة نترات الأمونيوم، التي استخدمت لقتل 168 شخصا في اوكلاهوما سيتي عام 1995، و202 شخصا في بالي عام 2002.

واضافت الصحيفة "يؤكد اكتشاف مصنع سري، يحوي كميات هائلة من متفجرات نترات الأمونيوم في المدينة، الخطر المحدق في لندن".

وتابعت تلغراف "توقيت اكتشاف المصنع السري المرتبط في إيران ضاعف الصدمة البريطانية، ففي وقت كانت تسعى بريطانيا فيه لعقد اتفاق نووي مع إيران، كشف هذا المصنع نوايا إيران الحقيقية".

واشارت الصحيفة الى "ان قرار عدم الكشف عن المعلومات في شأن اكتشاف المخزون الذي جاء به بعد إبرام الاتفاق النووي الإيراني، من شأنه ان "يُثير تساؤلات".

وبحسب الصحيفة، فإن عمليات عثور مماثلة لعبوات ثلج تستخدم في تخزين متفجرات، سجلت في اماكن اخرى في العالم.

فقبل اعتقال جميع العناصر المشبوه في علاقتها بمصنع المتفجرات في لندن، كانت تايلاند القت القبض على عناصر تابعة لحزب الله تعمل على شراء عبوات التبريد وتجميعها.

كما حاول احد عناصر حزب الله في نيويورك افتتاح شركة تعمل في هذا المجال (تصنيع عبوات تبريد للتصدير).

وذكرت الصحيفة انه وعلى رغم ذلك لم يتمكن عميل "حزب الله" من افتتاح شركته في نيويورك، واوضحت ان القضية الأكثر صلة بمصنع المتفجرات السري في لندن كانت في قبرص، حيث تم ضبط مؤامرة ذات أوجه تشابه "مذهلة" مع تلك التي اكتشفت في لندن.

واوضحت "تلغراف" ان المخابرات البريطانية استغرقت وقتا طويلا في تحقيقها لأنها كانت تريد الحصول على صورة اوضح عما إذا كانت إيران وحزب الله على علاقة بمصنع المتفجرات.

واضافت ان رئيس الحكومة آنذاك ديفيد كاميرون ووزيرة الداخلية تيريزا ماي، ابلغا بالأمر، لكن النواب الذين كانوا يناقشون مسألة حظر حزب الله في بريطانيا، لم يتم إبلاغهم.

وكشفت نتائج التحقيق المخابرات البريطانية علاقة وثيقة بين إيران والعناصر المشكوك فيها عبر الوسيط (حزب الله). واستمرت مراقبة العناصر التي لم تكن حددت بعد اهدافا لهجماتها الإرهابية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o